كليفلاند كلينك أبوظبي ينقذ عين مريضة مصابة بحالة نادرة عبر جراحة متقدمة لقاعدة الجمجمة
تشخيص سريع وجراحة متقدمة لقاعدة الجمجمة تنقذ بصر المريضة وتجنبها الحاجة لاستئصال محجر العين وتحميها من مضاعفات كانت لتهدد حياتها
أبوظبي – الوحدة:
نجح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من مجموعة M42، بإنقاذ عين سيدة عمرها 57 عاماً من إصابة نادرة بالتهاب الجيوب الأنفية الفطري المنتشر، عبر تقديم جراحة واسعة لقاعدة الجمجمة، جنبتها الحاجة لاستئصال محجر العين (إزالة العين).
وخضعت المريضة سابقاً لجراحة الجيوب الأنفية في مستشفى آخر، الأمر الذي عرضها لالتهاب الجيوب الأنفية الفكية بعد الجراحة، وهي حالة تصاب فيها الجيوب خلف الخدين بالعدوى والالتهاب بعد الإجراء الجراحي. وبسبب هذه الإصابة، دخلت إلى قسم الطوارئ لاحقاً في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي مع آلام مزمنة وتورم في الجانب الأيمن من وجهها. وعلى الرغم من تلقيها علاجاً مبدئياً باستخدام المضادات الحيوية والستيرويدات، تفاقمت حالتها لتصل إلى احتقان الأنف، وتبدلات في حاسة الشم، وصداع شديد.
وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، بما يشمل الرنين المغناطيسي، اكتشف فريق الرعاية ازدياد سماكة الغشاء المخاطي وخللاً في العظم الرقيق الذي يفصل بين الجيوب الأنفية وتجويف محجر العين، الأمر الذي جعل العدوى تقترب لدرجة خطيرة من عينها مع احتمال استمرار انتشارها. وأكدت مسحة من المنطقة إصابة المريضة بالتهاب الجيوب الأنفية الفطري المنتشر بسبب نوع من الفطريات يُدعى “اسبرجيلاس”. وهي حالة خطيرة، إذ يقود إهمال علاجها لانتشارها إلى أنسجة أكثر عمقاً، لحدود تصل إلى محجر العين والأجزاء المحيطة مثل الدماغ، بما يعرض حياتها للخطر.
وأدرك فريق الرعاية المتعدد التخصصات بقيادة الدكتور مهدي شكوكاني رئيس قسم أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة بمعهد التخصصات الجراحية الدقيقة، مدى إلحاح حالة المريضة. وسارعوا لإجراء استئصال جراحي واسع النطاق لإزالة الأنسجة المصابة، بما يشمل أجزاءً من الجيوب الأنفية، والجدار الأنفي لمحجر العين، والدهون المحيطة بالمحجر.
ولإيضاح الطبيعة المعقدة لهذه الحالة، قال الدكتور مهدي: “كان هذه الإصابة من أندر الحالات التي واجهتنا في السنوات الأخيرة. فعلى الرغم من تمتع المريضة بصحة جيدة وسلامة جهازها المناعي، تطورت العدوى الفطرية لمرحلة عرضت عينها ودماغها لخطر كبير في حال إهمال العلاج. وتؤكد هذه الحالة على أهمية التشخيص المبكر والتدخل الجراحي والطبي السريع عند الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية الفطري المنتشر. ومن خلال عملية جراحية معقدة ودقيقة، نجحنا بإزالة جميع الأنسجة المصابة مع الحفاظ على بصرها. ولعب تعاون فريق الرعاية المتعدد التخصصات في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي دوراً حيوياً في تحقيق هذه النتيجة الإيجابية. ونأمل أن تزيد هذه القصة من الوعي بخطورة مثل هذه الالتهابات وأهمية طلب الرعاية الطبية الفورية عندما تستمر الأعراض أو تتفاقم”.
وأظهرت المريضة مؤشرات على تراجع العدوى بعد الجراحة وبدأت أنسجتها في التعافي. وأكد إجراء ثاني بعد يومين عدم وجود أي عدوى فطرية منتشرة، لتتجنب المريضة الحاجة لاستئصال محجر العين. وبدأت بتناول الأدوية المضادة للفطريات منذ اليوم الأول عند اشتباه إصابتها بالعدوى، وتمت مراقبتها عن كثب من قبل فريق الأمراض المعدية. واليوم، تعافت الجيوب الأنفية لدى المريضة ولاتزال تتمتع ببصر سليم.
وأضاف الدكتور مهدي: “عادة ما تكون الفطريات غير مؤذية وتتواجد بشكل طبيعي في الجيوب الأنفية. إلا أنها قد تتحول في حالات محددة لشكل عدائي ينتشر إلى الأنسجة المحيطة وصولاً إلى العينين والدماغ. وبالنسبة للمرضى اللذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، قد تتسارع وتيرة انتشار الفطريات لتتسبب بالتهاب الجيوب الأنفية الفطري الحاد المنتشر. وعند وجود جهاز مناعي سليم، مثل هذه المريضة، يكون الانتشار في العادة بطيئاً ويؤدي إلى التهاب الجيوب الأنفية المزمن المنتشر. وتمكننا المرافق المتطورة والخبرات المتعددة التخصصات في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي من إدارة أكثر الحالات تعقيداً بدقة وتقديم الرعاية المثلى”.
وعبرت المريضة عن امتنانها للرعاية الفائقة التي تلقتها في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، والاستجابة السريعة لفريق الرعاية وخبرات أفراده المتميزة. ووصفت بداية تجربتها بالمخيفة نظراً لاحتمال خسارة عينها، لكنها ثمنت التزام فريق الرعاية في المستشفى ومهاراتهم الفذة التي أنقذتها من خسارة بصرها. وأشارت أيضاً إلى أن اشتداد عدوى الجيوب الأنفية لديها كان أمراً مفاجئاً وأكدت أملها أن تلهم قصتها الآخرين وتشجعهم على طلب العناية الطبية مبكراً عند شعورهم بأعراض مستمرة.
وتؤكد هذه الحالة، من بين حالات عديدة، على خبرات مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي في التعامل مع الحالات المعقدة، والتزامه بالابتكار والرعاية التي تركز على المرضى. ويواصل المستشفى وضع بصمته الإيجابية في حياة المرضى عبر مستويات الرعاية العالمية التي يوفرها. ويجمع معهد الجراحة المتكامل لديه بين تقنيات التشخيص السباقة والخبرات الجراحية المثلى لمعالجة الحالات المعقدة مثل هذه الإصابة. ويمكن لنشر الوعي العام حول الأعراض مثل الألم المستمر في الوجه والتورم، مع التدخل الطبي المبكر، أن يحمي المرضى من مضاعفات سيئة.