الجلوكوما.. اللص الصامت الذي يهدد الملايين عالميًا
80 مليون شخص في خطر بسبب مرض الجلوكوما، المسبب الثاني للعمى عالمياً
تقرير – الوحدة
يُعد مرض الجلوكوما ثاني أكثر الأسباب المؤدية للعمى بعد المياه البيضاء، حيث يؤثر على حوالي 2% من البالغين في جميع أنحاء العالم. تكمن خطورته في كونه مرضًا صامتًا، إذ لا تظهر أعراضه في المراحل المبكرة، مما يؤدي إلى اكتشافه في مراحل متأخرة، وقد يلعب العامل الوراثي دورًا كبيرًا في الإصابة به. كما أن ارتفاع ضغط العين هو أحد العوامل الرئيسية التي تسبب تلف العصب البصري، مما يؤدي إلى فقدان البصر التدريجي.
ما هو الجلوكوما؟
الجلوكوما هو مجموعة من أمراض العيون التي تسبب تلفًا تدريجيًا للعصب البصري، مما يؤدي إلى تعطيل نقل الإشارات بين العين والدماغ. وإذا لم يُكتشف المرض ويُعالج في الوقت المناسب، فقد يتسبب في فقدان دائم للبصر.
هناك أربعة أنواع رئيسية من الجلوكوما:
الجلوكوما مفتوحة الزاوية (الأكثر شيوعًا بنسبة 80%)
الجلوكوما مغلقة الزاوية (تمثل 20%)
الجلوكوما الخلقية (تظهر منذ الولادة)
الجلوكوما الثانوية (تنجم عن أمراض أخرى أو أدوية معينة)
تأثير وانتشار الجلوكوما
🔹 45 مليون شخص في العالم يعانون من الجلوكوما مفتوحة الزاوية (OAG).
🔹 الجلوكوما هو السبب الرئيسي للعمى غير القابل للعلاج عالميًا، والثاني في قائمة أسباب العمى في الولايات المتحدة.
🔹 8.4 مليون شخص فقدوا بصرهم بسبب الجلوكوما حول العالم.
🔹 يزداد معدل انتشار الجلوكوما تدريجيًا مع التقدم في العمر، حيث تبلغ نسبة المصابين عالميًا 3.54% بين الفئة العمرية 40-80 سنة.
🔹 من المتوقع أن يرتفع عدد المصابين بالجلوكوما عالميًا من 64.3 مليون في 2013 إلى 111.8 مليون بحلول 2040.
كيف تبدأ الأعراض؟
في المراحل الأولى، لا يشعر المريض بأي أعراض واضحة، لكن مع تقدم المرض يبدأ مجال الرؤية في التضاؤل تدريجيًا من الأطراف. وإذا لم يتم علاجه، يمكن أن يؤدي إلى فقدان كامل للبصر بمرور الوقت.
عوامل الخطر
يؤكد الدكتور محسن سمعان، استشاري طب وجراحة العيون والمدير الطبي لمستشفى باراكير دبي، أن هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بالجلوكوما، من بينها:
ارتفاع ضغط العين الداخلي (IOP) (العامل الوحيد القابل للعلاج)
التقدم في العمر
التاريخ العائلي للإصابة بالجلوكوما (أحفاد المرضى أكثر عرضة للإصابة)
العرق الأفريقي أو الأصل اللاتيني/الهسباني
ترقق القرنية المركزية
انخفاض ضغط التروية العيني
داء السكري من النوع الثاني
قصر النظر (الميوبيا)
انخفاض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي
نزيف في القرص البصري
زيادة نسبة التجويف إلى القرص البصري
ارتفاع الانحراف المعياري للنمط في اختبار المجال البصري
طرق الوقاية والتشخيص
يوصي الأطباء بالفحص الدوري للعين، خاصة بعد سن الأربعين، حيث يساعد التشخيص المبكر في السيطرة على المرض وتقليل مخاطره.
تشخيص الجلوكوما يتطلب عدة فحوصات، منها:
قياس ضغط العين
قياس سماكة القرنية
تصوير العصب البصري بتقنية OCT
اختبار المجال البصري
علاجات الجلوكوما
وفقًا للدكتور محسن سمعان، فإن الهدف الأساسي من العلاج هو الحفاظ على الرؤية وتمكين المريض من حياة طبيعية. يتم تحقيق ذلك عبر تقليل الضرر على العصب البصري، ويبدأ العلاج فور التشخيص عبر:
استخدام قطرات العين لتقليل ضغط العين، والتي يجب استخدامها بانتظام.
تناول بعض الأدوية في الحالات المتقدمة.
العلاج بالليزر، حيث يمكن إحداث ثقب صغير في القزحية (إجراء يسمى بضع القزحية) لتخفيف الضغط.
الجراحة، وتشمل:
جراحة الترشح، حيث يتم تصريف السوائل من العين.
زرع أنبوب تصريف داخل العين في الحالات الأكثر تعقيدًا.
تقنيات MIGS، وهي أجهزة صغيرة تساعد في خفض ضغط العين.
العلاقة بين الطبيب والمريض
يؤكد الدكتور سمعان أن نجاح العلاج يعتمد بشكل كبير على التزام المريض باستخدام القطرات والأدوية بانتظام، إذ أن الجلوكوما مرض مزمن مدى الحياة، ويجب نشر الوعي حول خطورته وضرورة الفحص الدوري للكشف المبكر عنه.
🔹 3.5% من الأشخاص فوق سن الأربعين يعانون من الجلوكوما دون أن يعلموا بذلك.
🔹 الوقاية والتشخيص المبكر هما مفتاح الحفاظ على البصر.
لا تدع اللص الصامت يسرق بصرك.. افحص عينيك بانتظام