مرئيات

فاطمة المرزوقي : الطفل في الإمارات طفلٌ محظوظ

نشارك برسم وصياغة السياسات والتشريعات المتعلقة بالطفل

الشارقة – الوحدة:

تعد دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة من المؤسسات المعنية مباشرة بحماية الأطفال والاهتمام بهم والعمل على حصولهم لحقوقهم، وذلك منذ منتصف الألفية الثانية، حيث أوجدت عدة مراكز ودور لخدمة الطفل لتغطي كافة احتياجاته.
واليوم نحتفي بيوم الطفل الإماراتي 2025 الذي حددته دولة الإمارات يوم 15 مارس من كل عام، ويهدف إلى تعزيز وحماية حقوق الأطفال، بما فيها الحقوق الثقافية، مع التأكيد على دور الأسرة في تنميته ورفاهيته، وإبراز دور وإنجازات الدولة في إطار رعايته ومنحه حقوقه الأساسية بما يتماشى مع الأعراف والقوانين الدولية؛ إذ وضعت التشريعات التي توفر للطفل حماية كاملة وضمان حصوله على حقوقه وحمايته، كما قدمت كل سبل التمكين والدعم للطفل، ووفرت له أفضل الأنظمة الصحية والتعليمية والتربوية التي تؤمّن له تنشئة سليمة وصحية وسط ظروف إنسانية واقتصادية واجتماعية مواتية.
ويحمل هذا اليوم شعار “الحق في الهوية والثقافة الوطنية”، لتصبح حماية الطفل أولوية وطنية بارزة، خاصة وأن أحد أهم الأهداف التي تنبع من يوم الطفل الإماراتي تتمثل بتوعية فئات المجتمع كافة بحقوق الطفل وضمانها لكي ينمو في بيئة صحية وآمنة وداعمة لقدراته ومهاراته، مما سيعود بالنفع على المجتمع ككل.

من الأولويات

وبالمناسبة شرحت فاطمة المرزوقي مدير مركز حماية الطفل والأسرة، التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية، والتي يعد الطفل من أولويات اهتماماتها في خدمة المجتمع، بأن كل طفل مواطن أو مقيم نحن نعتبره طفل إماراتي بغض النظر عن جنسيته وهويته ولونه، ويحصل على كافة الرعاية والحماية من المركز، وهذا التوجيه نابع من قيادتنا الرشيدة بشكل عام، ومن اهتمام إمارة الشارقة بشكل خاص بالطفل، حيث وفرت له الكثير من المؤسسات الثقافية والإبداعية والتربوية لصقل مواهبه كي يكون فرداً منتجاً مبدعاً ومميزاً.
والمركز يتبع قطاع الرعاية والحماية الاجتماعية بالدائرة وتأسس عام 2007 باسم إدارة حماية حقوق الطفل، يعمل على حماية حقوق الأطفال وفاقدي الرعاية الاجتماعية في الإمارات وضمان بيئة آمنة لهم من خلال تأمين حقوقهم وتوعية المجتمع بها ووقاية المعرضين للإساءة وإزالة آثارها.

حقوق الطفل

وأشارت بأن الحالات الأكثر تفاعلاً في المركز تكمن في موضوع تأمين حقوق الطفل في الحصول على أوراق ثبوتية، لأي سبب كان او لأي دوافع أخرى. وبناءً عليه يقوم المركز بإصدارها للطفل لكونها من حقوقه الأساسية له، وتشرح بأن للمركز مهام متنوعة؛ الأولى تتعلق بالحماية من الإساءة والعنف والثانية متعلقة بالشق التثقيفي والترفيهي والتوعوي بحقوقهم وتوعيتهم بضرورة الإبلاغ عن الإساءة في حال تعرضوا لها ويتم الشرح من خلال زيارات موظفو المركز من الاختصاصيين الاجتماعيين على المدارس ومشاركة المركز في كافة الفعاليات والمناسبات العامة وغيرها حتى نحقق الرفاهية للطفل بأن يحصل على
جميع الخدمات اللازمة سواءً لعلاج مشكلة يعاني منها أو حصوله على الخدمات التطويرية لضمان مستقبله.
صياغة السياسات
وتعقب بالقول، إن للمركز دور في رسم وصياغة السياسات والتشريعات المتعلقة بالطفل على مستوى الدولة، والتي كان آخرها العمل على تعديل قانون الطفل من قبل وزارة العدل ووزارة تنمية المجتمع، لكونه يتمتع بالصفة الاعتبارية وللسمعة والثقة التي حصل عيلها من أفراد ومؤسسات المجتمع على مستوى الدولة، لذا يساهم في كافة السياسات والتشريعات المتعلقة بالطفل وتأمين الأمان والسلامة وتوفير حقوقه كطفل، والإسهام في دعم مفهوم تطوير منظومة التشريعات وصياغة السياسات المتصلة به.
وتعود المرزوقي لبدايات تأسيس مركز حماية الطفل والأسرة، قائلةً: كانت منظومة العمل تجري بجهود كبيرة لكنها كانت تغطي الأطفال مجهولي النسب فقط، ومن ثم توسعت لتشمل النساء المعنفات وذلك على مستوى مدينة الشارقة فقط، ومع الوقت عمت هذه الخدمات مناطق الشرقية والوسطى كما تنوعت الخدمات والعيادات المختصة؛ وهي العيادة الاجتماعية – والتي تهدف إلى ضمان بيئة آمنة ومستقرة لفاقدي الرعاية الاجتماعية من خلال خدمات الوقائية والاستباقية واتخاذ تدابير الحماية، والعيادة القانونية – أنشأت كقسم لتأمين حقوق الطفل في أبريل 2013 تعمل على ضمان تأمين حقوق فاقدي الرعاية الاجتماعية ومتابعة إصدار الأوراق الثبوتية لهم ومتابعة تأمين حق التعليم والصحة والتمثيل القانوني لهم بضمان التنفيذ السليم للأحكام المتعلقة بفاقدي الرعاية الاجتماعية الصادرة من المحكمة والخاصة بحقوقهم، هذا بالإضافة للعيادة النفسية والقانونية
– التي تقّيم وتُشخّص الموقف القانوني لفاقد الرعاية الاجتماعية وتحديد الحقوق المفقودة أو المنتهكة ووضع آلية لتأمينها.
نجدة الأطفال
كما يعمل المركز على نجدة الأطفال وفاقدي الرعاية الاجتماعية المُبّلغ عنهم بشتى الوسائل وضمان تمتعهم بكافة حقوقهم وتقديم خدمات استشارية لهم ولذويهم، ويقدم الدعم النفسي التخصصي الذين تعرضوا للإساءة من خلال التقييم وتقديم الاستشارات وبرامج إعادة التأهيل بهدف محو آثار الإساءة ومعالجة نفسيتهم وتعديل سلوكهم، كما يعمل على ضمان حقوق الأطفال وفاقدي الرعاية الاجتماعية من خلال تأمين حقوقهم غير المؤمنة وإصدار الأوراق الثبوتية لهم، وحق التعليم والصحة والتمثيل القانوني للطفل وضمان التنفيذ السليم للأحكام المتعلقة بهم الصادرة من المحكمة والخاصة بحقوقهم ضماناً لاستقرارهم في المجتمع.
وتابعت الشرح كما أطلقنا خط النجدة 800700 والذي أُنشئ بقرار من المجلس التنفيذي بحكومة الشارقة عام 2007 ويتبع دائرة الخدمات الاجتماعية كإحدى أدوات حماية الأطفال ويستهدف الأطفال المعرضين للمخاطر أو الإيذاء أو الاعتداء بأنواعه المختلفة، وهو أول خط مجاني خاص بحماية الأطفال على مستوى دولة الإمارات. ويهدف إلى حماية فاقدي الرعاية الاجتماعية بتوفير أداة سهلة للإبلاغ عن حالات الاعتداء وتوفير الحماية لهم بإبعاد الإيذاء والخطر وإزالة آثاره ونشر ثقافة حقوق الطفل وفاقدي الرعاية الاجتماعية واحترام حقوقهم، ومهامه استقبال وتلقي البلاغات الخاصة بفاقدي الرعاية الاجتماعية من المعرضين للمخاطر أو الإيذاء أو الاعتداء، والاستجابة لكافة البلاغات الواردة للخط بعد تصنيفها وتحديد مدى خطورة الموقف الذي تتعرض له الحالة ودرجة
الاستعجال والتدخل العلاجي أو الوقائي المطلوب واتخاذ تدابير الحماية اللازمة لضمان تمتع الحالة بكافة حقوقها أو إحالتها داخلياً أو خارجياً.

الشراكات المجتمعية

وذكرت بأن المركز أصبح لديه الكثير من الشراكات المجتمعية مع القطاعات المتنوعة الحكومية والاتحادية والخاصة؛ بحيث يصل عدد الشراكات أكثر من 15 جهة تتحول إليها الحالات على مستوى الدولة، بعدما كانت شراكتها مقتصرة مع شرطة الشارقة، وهذا التطور في الخدمات والعلاقات جعل من مسؤوليتنا أكبر؛ هذا وعلى حد قول المرزوقي تجاه الطفل والمرأة والمجتمع؛ حيث أصبح هناك عدة فرق للاستجابة الفورية، وتزامن كل ذلك مع وعي المجتمع بحقوق الطفل فسابقاً كان الأهل يمتنعون عن التبليغ بل ويخجلون ويفضلون إلتزام الصمت والتكتم على الإبلاغ عن تعرض ابنهم للإساءة؛ وهذا أصبح مرفوضاً اليوم، بل على العكس الجميع حريصٌ اليوم على حماية حقوق الطفل وعدم تعرضه للإساءة بأي شكل من أشكال العنف.
وفيما يتعلق بالهواجس التي تتعلق بالطفل أجابت، أولاً أؤكد على دور الدولة في دعم المؤسسات المعنية بالطفل وتوفيرها لمختلف الخدمات والعمل على حمايته، خاصة وأن هذا العام هو عام المجتمع ذلك تأكيداً لدور المجتمع والأسرة والطفل كجزء مهمٌ فيه، فعلينا أن نقدم الحماية له، خاصة الأسرة التي أتوجه إليها بمناسبة يوم الطفل الإماراتي، فعليها المسؤولية الأكبر من أية جهة أخرى في حماية طفلها من التعرض للأذى والذي يطل علينا اليوم بأشكاله الجديدة من خلال الثورة الإلكترونية، والأنترنت، والفضاء المفتوح من دون حسيب أو رقيب والمواقع الاجتماعية على الشبكة العنكبوتية، والتي تسبب الأذى المباشر على الطفل
الجالس في غرفته، لذا يجب علينا توخي الحذر، فقد ظهرت في المجتمع الجرائم الإلكترونية والتي تشكل تهديداً كبيراً وتتطلب وعياً وتدابير وقائية.
وفي الختام، أعربت المرزوقي عن تمنياتها لجميع أطفال الإمارات بحياة آمنة ومستقرة في ظل دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تبذل جهوداً كبيرة لحمايتهم وتوفير الرعاية لهم، وأشارت إلى أنهم محظوظون بقيادة حكيمة وأصحاب السمو يحرصون على راحتهم وسعادتهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى