المعارضة في جنوب السودان تعلن انهيار اتفاق السلام بعد اعتقال زعيمها
جوبا – (أ ب):
أعلن حزب المعارضة الرئيسي في جنوب السودان اليوم الخميس انهيار اتفاق السلام، الذي أنهى حربا أهلية استمرت خمس سنوات، بعد اعتقال زعيمه رياك مشار أمس الأربعاء.
وقال نائب رئيس الحزب أويت ناثانيال بييرينو في بيان إن الاتفاق “تم إلغاؤه” وأن القبض على مشار يظهر غياب الإرادة السياسية لتحقيق السلام والاستقرار.
وحذرت الأمم المتحدة يوم الإثنين من أن البلاد على حافة حرب أهلية جديدة، بعد اندلاع اشتباكات شمال البلاد بين جماعة مسلحة موالية لمشار والقوات الحكومية.
وكانت الحرب الأهلية في جنوب السودان، التي استمرت خمس سنوات وأسفرت عن مقتل 400 ألف شخص، انتهت بتوقيع اتفاق السلام عام 2018، الذي جمع بين الرئيس سلفا كير ومشار في حكومة وحدة وطنية.
وقال المتحدث باسم المعارضة بال ماي دينق، في فيديو بثه لوسائل الإعلام مساء أمس الأربعاء، إن ” الحكومة تحتجز مشار وإن حياته في خطر”.
من جانبه، أكد رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم أنه، في أعقاب التقارير عن احتجاز مشار، يجب على جميع الأطراف “التحلي بضبط النفس والالتزام باتفاق السلام المُعزز”.
لكن التوترات بين حزبي كير ومشار تصاعدت مؤخرا، وبلغت ذروتها في فبراير/شباط عندما قامت مجموعة “الجيش الأبيض” المسلحة، الموالية لمشار، بالسيطرة على قاعدة عسكرية في ولاية أعالي النيل وهاجمت مروحية تابعة للأمم المتحدة.
وردت الحكومة بشن غارات جوية، محذرة أي مدني في المنطقة التي تتمركز فيها المجموعة العسكرية بالإخلاء أو “مواجهة العواقب”.
ولقي أكثر من 12 شخصا حتفهم منذ بدء الغارات الجوية في منتصف مارس/آذار وحذرت الأمم المتحدة من تجدد الحرب الأهلية في حال لم يضع القادة مصالح البلاد أولا.
وقال هايسوم في بيان مساء الأربعاء “الليلة، يقف قادة البلاد على شفا الانزلاق مجددا في براثن صراع واسع النطاق أو السير بالبلاد إلى الأمام باتجاه السلام والتعافي والديمقراطة بروح الإجماع الذي تم التوصل إليه في 2018 عندما وقعوا اتفاق إحياء السلام والتزموا بتنفيذه”.
ووصف مسؤول معارض وصول 20 سيارة مدججة بالسلاح إلى منزل مشار حيث اعتقل إلى جانب زوجته.
وقال ريث موتش تانج، وهو مسؤول في الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة “جرى تجريد حراسه من أسلحتهم وتسليمه أمر اعتقال بناء على اتهامات غير واضحة”.
وقال محمود علي يوسف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إنه سيرسل فريقا إلى جوبا “في إطار جهود لخفض تصعيد الموقف”.
وحث مكتب الشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الأمريكية في بيان عبر منصة إكس سلفا كير على إلغاء الاعتقال و “منع تصعيد إضافي للموقف”.
وقالت ياسمين سوكا، رئيسة لجنة حقوق الإنسان الأممية في جنوب السودان اليوم الخميس إن “الاستهداف العمدي لقيادة المعارضة والمدنيين يمثل استخفافا متهورا بالقانون الدولي ومستقبل البلاد”.
وفي أوائل مارس/آذار، اعتقلت قوات الأمن العديد من كبار حلفاء مشار، وهي خطوة أدانها أنصاره ووصفوها بأنها “انتهاك جسيم” لاتفاق السلام.
وأغلقت ألمانيا والنرويج بشكل مؤقت سفارتيهما في جوبا. وخفضت السفارة الأمريكية عدد موظفيها إلى الحد الأدنى بسبب التهديدات الأمنية ونصحت الأمريكيين في البلاد بالاستعداد بالذهاب للملاجئ في حال “تدهور الوضع أكثر”. كما قالت السفارة البريطانية إنها خفضت على نحو مؤقت عدد موظفيها فيما أصبحت الخدمات القنصلية “محدودة للغاية”.