تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وارتفاع عدد الضحايا
غزة – (د ب أ):
شهد قطاع غزة اليوم الاثنين تصعيدًا عسكريًا واسعًا، حيث كثّف الجيش الإسرائيلي غاراته على مناطق متفرقة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وسط أوضاع إنسانية متدهورة، فيما أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر إخلاء جديدة لآلاف الفلسطينيين في مدينة رفح جنوب القطاع.
وفي أحدث غارة وقعت مساء اليوم الاثنين أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل ثمانية أشخاص، بينهم ثلاث أطفال وسيدتان، في قصف استهدف منزلًا لعائلة حمادة في شارع يافا بحي التفاح شمال شرقي مدينة غزة.
وفي خانيونس جنوب القطاع، استهدفت غارة إسرائيلية خيمة للنازحين قرب الكلية التطبيقية في منطقة المواصي، في خانيونس جنوب قطاع غزة مما أدى إلى مقتل سيدتين وإصابة آخرين، بحسب مصادر طبية محلية.
وفي خطوة أثارت انتقادات فلسطينية، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان مناطق واسعة في مدينة رفح، شملت بلديات النصر والشوكة والمناطق الإقليمية الشرقية والغربية، إضافة إلى أحياء السلام والمنارة وقيزان النجار، طالبًا منهم التوجه إلى مراكز الإيواء في منطقة المواصي.
ووصفت حركة حماس أوامر الإخلاء بأنها “جريمة حرب وتصعيد خطير”، محملة إسرائيل والإدارة الأمريكية المسؤولية عن تداعياتها.
وقالت الحركة، في بيان، إن “إجبار سكان محافظة رفح على مغادرة منازلهم تحت وطأة القصف والمجازر المتواصلة، وما يرافق ذلك من تشريد لعشرات الآلاف من الأبرياء، يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تهجير قسري وتطهير عرقي”.
وأضافت أن هذه الخطوة “تعكس نية الاحتلال تعميق معاناة السكان المدنيين في غزة، وتفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية الناتجة عن الحصار والتجويع والعمليات العسكرية المستمرة”.
ودعت الحركة قادة الدول العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي، والأمم المتحدة، إلى “التحرك الفوري للضغط على الاحتلال من أجل وقف جرائمه المتواصلة”.
كما حمّلت الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية، التي “توفر الغطاء لاستمرار هذه الجرائم”، المسؤولية الكاملة عن تبعات التصعيد، مطالبة المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية باتخاذ “إجراءات قانونية عاجلة ضد الاحتلال وقادته، لمحاسبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية”.
من جهتها، قالت الرئاسة الفلسطينية، في بيان، إن هذه الخطوة “تمثل تهجيرًا قسريًا داخليًا”، معتبرة أنها “مخالفة للقانون الدولي”، محذرة من تداعياتها على استقرار المنطقة، ومؤكدة أن الحل يكمن في إنهاء الاحتلال وفق قرارات الشرعية الدولية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أن قوات فرقة الاحتياط 252 دمرت مسار نفق تابع لحركة حماس بطول كيلومتر واحد في شمال قطاع غزة، وعثرت على ورشة لتصنيع قذائف صاروخية ومنصات إطلاق.
وأضاف البيان أن القوات قتلت أكثر من 50 مسلحًا خلال العمليات، مؤكدًا استمرار “الأنشطة الهجومية الدقيقة لتوسيع منطقة التأمين الدفاعية في شمال ووسط القطاع”.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها فجرت دبابة إسرائيلية بعبوة معدّة مسبقًا شرق مدينة خانيونس، تلاها استهداف الموقع بعدد من قذائف الهاون.
ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقًا فوريًا على الإعلان.
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى في القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية ارتفع إلى 80 شخصًا، فيما أصيب 305 آخرون، بينهم 53 قتيلًا و189 مصابًا في أول أيام عيد الفطر.
وأضافت الوزارة في بيان أن إجمالي عدد القتلى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغ 357ر50شخصًا، فيما أصيب 400ر114 آخرون.
وأشار البيان إلى أنه منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في 18 مارس الجاري، ارتفع عدد القتلى إلى 001ر1 والإصابات إلى359ر2 في ظل تصعيد متواصل أعقب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بعدما رفضت حماس مقترحًا أمريكيًا لتمديد الهدنة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، وفق ما ذكر المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
وكانت إسرائيل قد شنت حملتها العسكرية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ردًا على هجوم غير مسبوق نفذته حماس على جنوب إسرائيل، أسفر، وفق السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 شخص وأسر آخرين.
وحذرت مؤسسات دولية ومحلية فلسطينية من تدهور الوضع الإنساني في غزة، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي والنزوح الجماعي حيث تعاني مراكز الإيواء من الاكتظاظ، فيما يواجه السكان نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والأدوية، ما يزيد من تفاقم الأزمة.
وقال مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، إن مخابز مدينة غ…