أخبار عربية ودولية

محلل سياسي : الولايات المتحدة تتصدى لدبلوماسية جنوب أفريقيا المناهضة لواشنطن

واشنطن-(د ب أ):

يرى المحلل السياسي الأمريكي ديفيد ماي أن دبلوماسية التصعيد النارية التي تنتهجها بريتوريا مع الولايات المتحدة تتواصل . ففي غضون أسبوع ، تم طرد سفير جنوب أفريقيا لدى الولايات المتحدة ، وعززت أكبر مدنها هذا التصعيد بإطلاق اسم إرهابية فلسطينية على شارع رئيسي فيها وخصصت خزانتها أموالا إضافية لحملة حرب قانونية ضد دولة حليفة لأمريكا.

وقال ماي ، وهو مدير أبحاث ومحلل أبحاث بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات غير الحزبية ومقرها واشنطن ، وتركز على الأمن القومي والسياسة الخارجية، إن السفير إبراهيم رسول اتهم في خطاب القاه في 14 مارس/آذار الماضي في مركز بحثي جنوب أفريقي ، إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها ” مناهضة للهجرة ” و”عنصرية”.
وأضاف ماي، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انترست الأمريكية ، أن السفير المحاصر عاد إلى كيب تاون واتهم مجددا تر امب بالعنصرية في الشهر الماضي. ولو كانت بريتوريا تحاول إصلاح العلاقات مع واشنطن ، فإنها فشلت.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن رسول شخص غير مرغوب فيه بعد وقت قصير من الخطاب الذي ألقاه السفير في المركز البحثي ووصفه بأنه ” سياسي داعم للعنصرية يكره أمريكا” والرئيس ترامب .وترددت تقارير بالفعل بأن الإدارة الأمريكية وكثيرون في واشنطن وضعوه في القائمة السوداء.

وربما كان يحاول الخروج كشهيد. ومن المؤكد أنه لم يلق قبولا في واشنطن لأنه استضاف القيادي البارز في حماس محمد نضال في عام 2007 أو لأنه قارن في السابق ترامب بتنظيم الدولة الإسلامية /داعش/ في عام 2017.

وأثار قيام جنوب أفريقيا مؤخرا بإصدار قانون مصادرة الأرض غضب الرئيس ترامب الذي عبر عنه في صورة أمر تنفيذي في السابع من شهر فبراير /شباط الماضي خفض المساعدات إلى الدولة الأفريقية.
وأشار الأمر التنفيذي أيضا إلى علاقات جنوب أفريقيا مع إيران وحملة الحرب القانونية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بوصفها أسبابا إضافية للقلق.

وقال ماي إن قضية محكمة العدل الدولية بدأت في ظروف دقيقة. وكان حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا في أزمة مالية خانقة قبل الأعمال التي أرتكبتها حماس في السابع من أكتوبر /تشرين الأول عام 2023.
وبعد ذلك بأسبوعين ، زار وزير خارجية جنوب أفريقيا طهران ، وسرعان ما اختفت المشاكل المالية التي كانت تعاني منها جنوب أفريقيا. وفي شهر يناير /كانون الثاني عام 2024، رفعت بريتوريا قضية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية ، واتهمت كذبا إسرائيل بالإبادة الجماعية في حربها ضد حماس . ودعت مجموعة تضم 160 محاميا إلى إجراء تحقيق.

وربما يكون هذا من قبيل الصدفة، ولم يتم التحقق على نحو مستقل من الزعم الخاص بالتدخل الإيراني. وعلاوة على ذلك ، فإن انتقاد إسرائيل ليس شيئا جديدا بالنسبة لبريتوريا

وربما كان من قبيل الصدفة أنه بعد مرور أحد عشر يوما على استضافة نومفولا موكونياني ،التي تشغل منصب النائب الأول للسكرتير العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ، السفير الإيراني لدى جنوب أفريقيا في مقر الحزب في الرابع من مارس/آذار ، خصصت وزارة الخزانة في جنوب أفريقيا قرابة مليوني دولار أخرى للقضية المرفوعة في محكمة العدل الدولية ، لترفع إجمالي إنفاقها إلى أكثر من 7 ملايين دولار.

ووصفت موكونياني إيران بأنها “دولة شقيقة” تفخر بالارتباط بها “وأعلنت ” لايمكننا إخفاء أصدقائنا” . من المؤكد أن إجراء تحقيق إمر مسموح به.

وبينما تقيم بريتوريا علاقات صداقة مع إيران ، تتقرب حكومة جنوب أفريقيا أكثر من خصوم الولايات المتحدة بما في ذلك روسيا والصين.

ورغم النوايا المعلنة لرئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا لرأب الصدع في العلاقات مع واشنطن ، شارك رامافوسا في كتابة مقال رأي في مجلة فورين بوليسي في الخامس والعشرين من شهر فبراير /شباط الماضي، أكد فيه مجددا على التزامه بأن يكون هناك حساب عن جرائم إسرائيل ” ، وهى عبارة مخففة لانتقاد إسرائيل في محكمة الغدل الدولية .

وإذا لم يكن ذلك كافيا ، ففي الثالث عشر من شهر مارس/آذار الماضي ، أيد مجلس مدينة جوهانسبرج قرارا سابقا باعادة تسمية شارع سانتون درايف الأيقوني في المدينة والذي توجد فيه القنصلية الأمريكية ، باسم الإرهابية الفلسطينية ليلى خالد . وكانت ليلي قد اكتسبت سمعة سيئة لاشتراكها في عمليات اختطاف طائرات في عام 1969و1970 ، حيث قامت بسحب صمام قنبلتين يدويتين في أحد هذا الهجمات.
ونشر عضو مجلس المدينة الذي اقترح في الأصل تغيير الاسم في عام 2018 صورة له بعد مذبحة السابع من أكتوبر /تشرين الأول التي ارتكبتها حماس وهو يمسك بندقية هجومية وتحتها عبارة ” نقف مع حماس “. وكان هذا أمرا طفيفا مقارنة بما حدث خلال التصويت الذي جرى يوم الخميس 27مارس/آذار.

وعندما ألقى عضو يهودي بمجلس المدينة خطابا مرتديا الكباه وعليها نجمة داوود وأشياء عليها علم إسرائيل ، تعهد زميل بالمجلس بالمجئ وهو “يرتد قميصا عليه وجه هتلر”. ومضي عضو مجلس المدينة المسيئ يهتف قائلا ” نريد هتلر!”.

وإذا أعادت جوهانسبرج تسمية شارع سانتون درايف ، فإنه يتعين على الولايات المتحدة أن تغلق قنصليتها. ولا يتعين على المكتبة الأمريكية أن تحمل عنوان 1 شارع ليلى خالد درايف.
واختتم ماي تقريره بالقول “إنه يتعين على بريتوريا أن تتوقف عن دعم الإرهاب ، ومهاجمة الزعماء الأمريكيين والتقرب إلى أعدائنا ومهاجمة حلفائنا”، ويتعين على جنوب أفريقيا أن تجرى تغييرات جذرية إذا كانت تريد تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى