إلى أديبة وشاعرة العرب.. الأميرة سعاد الصباح
بقلم : إبراهيم المحجوب – كاتب عراقي
ما زالت روحي تهوى روح الشعر، وقد وصل بي الدهر وكتب في سجلاته ان ليالي العمر قد وصلت الى الستون عام…
ورغم مرور هذه السنين من عمري، إلا أنني ما زلت ذلك الشاب المتمرد بأفكاره والمتجدد بطموحاته…
ما زلت أقرأ قصائدك رغم أني أعلم أن أبناء قومي قد جرحوا مشاعرك وخيبنا ظنونك في لحظة من الزمن، ولكننا ما زلنا نحبك وما زلت تحبين العراق كمحبة كل أميرة بدوية لرمال الصحراء…
وما زال شعرك خالداً في أذهان أربعين مليون عراقي.
أنت الأخت قبل الشعر، وأنت سعاد الصباح، ونحن أهلك أهل العراق، أنت الكويت الشقيقة ونحن الأمة العربية التي احتضنت ودافعت عن الجميع، وسوف نبقى نحتوي الجميع مهما قست علينا الظروف والأوقات العصيبة، ومهما تكالبت علينا قوى الشر من كل حدب وصوب…
نعم، أخاطبك أيتها الكبيرة الأديبة التي تكتب قصائدها بعيداً عن العواطف الخاصة، وإنما تنظر إلى مستقبل أمة خلقها الله واحدة وفرقها سلاطين الكراسي…
نعم، يا أيتها الأميرة بنسبها وأخلاقها، سعاد الصباح
أسمع من وسائل الإعلام أنك ما زلت تدافعين عن العراق وما زالت دماؤك الطاهرة التي تجري في تلك الشرايين العربية تعشق بغداد مهما حصل ومهما كانت المسببات، لأننا شعوب ليس لنا حول ولا قوة كما تعرفينها سيدتي الفاضلة…
إن مسيرة العراق مستمرة وما زالت حرائرنا تنجب العظماء والعلماء، وما زال الأدباء والشعراء يجتمعون يومياً في مجالس الثقافة والأدب. ولا يهمنا من يتكلم علينا…
سيبقى العراق من شماله إلى جنوبه ومن دجلته إلى فراته هو بيتكم الثاني وأهله هم أهلكم مهما تكالبت عليهم الظروف…
نعم، أيتها النخلة الشامخة، إن محبتك في قلوبنا تبقى ثابتة ونحن نعرف أنك العربية الأصيلة بكل معنى العروبة… العربية الثابتة بجذورها التي تمتد عبر التاريخ وإلى أصالة الحضارة والتي كانت قصائدها تشد من عزمنا في يوم من الأيام عندما كنا بحاجة لذلك…
سعاد الصباح التي استقبلها الملوك والرؤساء بهيبتها وعنفوانها بشعر قصائدها…
سعاد الصباح التي كانت وما تزال تمثل الأمة العربية بأكملها… نعم، إن قصائدك بكل مسمياتها ستبقى في ذاكرة كل عربي يحب هذه الأمة ولا يحب التفرقة بين أبنائها…
لا يهمك أيتها الكبيرة من كتب علينا فنحن أكبر من ذلك، وإن النخلة العالية الشامخة لا يهمها من يرمي عليها الحجارة من الصغار…
نحن العراق يا ست سعاد وسنبقى العراق، فالمريض لابد له أن يتعافى ولابد للجريح أن يتوقف نزيف جراحه… وسوف نعود من جديد لقيادة هذه الأمة التي وقع الشتات فيها بعد أن وقع العراق…
لقد أبكتني حروف قصائدك ودواوينك الشعرية التي كتبتها في يوم من الأيام عن العراق وعن مبادئه…
ولكن العراق وكما تعرفينه أيتها العاشقة له ولأرضه جبل لا تهزه الرياح ولا تهمنا تمتمات الخرساء التي يطلقها من لا يعرف من هو العراق…
العراق ليس بلد للأحقاد وطيبتنا تكفينا فخراً أن نزرع الطيب في قلوب العالم أجمع…
إن العراق الذي تعرفينه أنت وأعرفه أنا جيداً بلد الحضارات وبلد الأخلاق والمبادئ…
لقد جددت العهد في قلوبنا أيتها الشاعرة الكبيرة وقلت عبر كلماتك الأصيلة عن ما يدور في كل أذهان الشعوب العربية المحبة في كلمات قصائدك.
وها نحن باسم كل العراقيين وباسم خارطة العراق نشكرك كل الشكر وأتمنى لو كنت قريباً منك لأقبل هذا الرأس الشامخ العربي الأصيل…
نعم، يا أيتها الأميرة سعاد الصباح ستبقين أنت وأهلك وكل نسبك وذريتك أهلاً لنا وعزوة في ظروفنا الصعبة، وأبشري أن بلدك الثاني العراق أصبح يتعافى وبصورة سريعة وسوف نعود إلى أحضان أمتنا العربية لنجدد العهد الأخوي مع أشقائنا العرب…
تحية وألف تحية مني ابن مدينة الموصل التي ما زال أهلها ينتظرون قصيدة الشاعرة سعاد الصباح وهي تسمعنا بلحنها الوطني، عاشت نخلة العراق… وتبا وألف تب لمن أبعدك عنا ووضع بيننا وبين قصائدك الحرمان يا كبيرة الشعر والأدب والأصالة…