مرئيات

سوق الفن العالمي يسجل 57.5 مليار دولار في 2024

بالرغم من التحديات الاقتصادية الماثلة وتراجع قيمة السوق بنسبة 12% في العام 2024 مقارنة بالعام الذي سبقه، ارتفع عدد المعاملات بنسبة 3%، مما يعكس استمرار النشاط، خصوصًا في الفئة الأقل سعراً

زيورخ – الوحدة:

أصدرت مؤسسة آرت بازل بالتعاون مع يو بي إس مؤخرًا النسخة التاسعة من تقرير سوق الفن العالمي لعام 2025، والذي يُعد تحليلًا اقتصاديًا معمقًا لأداء سوق الفن العالمي خلال عام 2024. أعدّت التقرير الخبيرة الاقتصادية في الشأن الثقافي، الدكتورة كلير ماكندرو، التي أسست شركة “آرت إيكونوميكس”. ويسلط التقرير الضوء على أداء مختلف القطاعات في السوق، بما في ذلك المعارض الفنية والتجار ودور المزادات والمعارض الدولية، وذلك في سياق التطورات الاقتصادية والمالية التي شهدها العالم خلال العام الماضي.

وقالت أكدت الدكتورة كلير ماكاندرو، مؤسِسة شركة “آرت إيكونوميكس”، أن من أبرز المؤشرات الإيجابية التي شهدها سوق الفن العالمي في عام 2024، رغم تراجع قيمته للعام الثاني على التوالي، هو النمو اللافت في مبيعات الأعمال الفنية ذات الأسعار المتوسطة والمنخفضة. وأشارت إلى أن الأعمال التي تقل قيمتها عن 50 ألف دولار سجلت زيادة في حجم التداول، ما يعكس قدرة التجار ودور المزادات على جذب شريحة جديدة من المشترين، وبالتالي توسيع قاعدة السوق وتنويعها. وأضافت ماكاندرو أن استمرار هذا التوسع، خاصة من خلال تعزيز حركة تداول الأعمال الفنية عبر الحدود، يمثل عاملاً حاسمًا في ضمان النمو المستدام لسوق الفن العالمي.

بدوره، أوضح بول دونوفان، كبير الاقتصاديين في “يو بي إس لإدارة الثروات العالمية”، إن معظم الاقتصادات المتقدمة شهدت تراجعًا تدريجيًا في عام 2024، والتوقعات المستقبلية تبدو مستقرة من منظور اقتصادي. لكن السياسة تُضيف حالة من عدم اليقين، مع تنامي التوجه نحو القومية الاقتصادية وما يرافقه من سياسات حمائية، وتقييد لحركة انتقال الأيدي العاملة ورؤوس الأموال. وأضاف: “في ظل التحولات الحاصلة بتوزيع الثروة والمشهد الاقتصادي العالمي، نشهد نقطة تحول في سوق الفن. فبالرغم من انخفاض قيمة المبيعات الإجمالية، إلا إن ارتفاع عدد المعاملات وظهور مشترين جدد يشير إلى قدرة السوق على التكيف وجذب مشترين جدد. وفي حين أن التغيير الاقتصادي قد يكون مرهقًا، إلا أنه يخلق فرصًا جديدة وواعدة.”

من جانبه، قال نوح هورويتز، الرئيس التنفيذي لـ “آرت بازل”: “بالرغم من التراجع التدريجي في سوق الأعمال الفنية الراقية عام 2024، نتيجة حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، وتغير سلوك هواة جمع الأعمال الفنية، إلا أنه برز عدد كبير من المشترين الجدد وتسارعت وتيرة المبيعات وارتفعت المعاملات في المعارض الفنية. هذه الاتجاهات تؤكد أهمية توسيع الشبكات ووضع استراتيجيات فعالة للتواصل مع الجمهور، من أجل التكيف والنجاح في بيئة الأعمال الحالية. وقد أكدت نسخة آرت بازل في هونغ كونغ ذلك ببداية قوية لعام 2025، مع مشاركة نشطة من جماهير جديدة من آسيا ومناطق أخرى حول العالم.”

نتائج التقرير الرئيسية تشمل:

مبيعات سوق الفن العالمي بلغت نحو 57.5 مليار دولار في عام 2024، وسط أجواء من عدم اليقين الاقتصادي.
انخفضت المبيعات العالمية بنسبة 12% على أساس سنوي، مع تراجع سوق السلع الفاخرة بعد الانتعاش القوي الذي شهدته ما بعد الجائحة حتى عام 2022، ما يشكل تباطؤًا في هذه الفئة للعام الثاني على التوالي.
ارتفع عدد المعاملات بنسبة 3٪ ليصل إلى 40.5 مليون دولار في عام 2024، مما يعكس استمرار الديناميكية، لا سيما في الفئات الأقل سعرًا، حيث ساهمت المشاركة المتزايدة في الفئات السعرية المعقولة بدفع الزخم لكل من المعارض ودور المزادات.

أداء الأسواق الرائدة والمناطق الرئيسية:

الولايات المتحدة احتفظت بمكانتها الرائدة في سوق الفن العالمي بمبيعات بلغت 24.8 مليار دولار، رغم انخفاضها بنسبة 9% على أساس سنوي، لكنها شكّلت 43% من إجمالي قيمة المبيعات العالمية.
المملكة المتحدة استعادت المركز الثاني مستحوذة على حصة 18% بعد أن بلغت مبيعاتها 10.4 مليار دولار، بانخفاض طفيف قدره 5% مقارنة بالعام 2023.
الصين تراجعت من المركز الثاني إلى الثالث بحصة 15% من السوق العالمي، حيث انخفضت مبيعاتها بنسبة 31% إلى 8.4 مليار دولار.
معظم الأسواق الأوروبية الرئيسية شهدت تباطؤاً في المبيعات، حيث بلغت مبيعات فرنسا 4.2 مليار دولار محافظةً على حصتها البالغة 7% من السوق العالمي، ما يجعلها رابع أكبر سوق عالميًا. وبلغ إجمالي مبيعات الاتحاد الأوروبي 8.3 مليار دولار.
في آسيا، أداء السوق كان متفاوتًا، مع تسجيل اليابان نموًا نسبته 2% على أساس سنوي، مخالفًا للاتجاه العام.

أهمية المعارض الفنية مستمرة:

بقيت المعارض الفنية مصدرًا رئيسيًا للمشترين الجدد في 2024، حيث اعتبرها 31% من التجار مصدرهم الأساسي، تليها الزيارات الشخصية للمعارض (23%) والإحالات من العملاء (16%).

زيادة عدد المشترين الجدد:

أشار التجار إلى أن 44٪ من الشراة في 2024 كانوا جددًا على أعمالهم، حيث ارتفعت نسبة المبيعات للمشترين الجدد إلى 38%، أي بزيادة 5 نقاط مئوية مقارنة بالعام 2023. وكانت النسبة الأعلى للمشترين الجدد من نصيب المعارض الصغيرة (50٪)، مما يبرز دورها في توسيع السوق إلى جمهور أوسع. في المقابل، اعتمد كبار التجار ذوو المبيعات التي تتجاوز 10 ملايين دولار على استراتيجيات بيع أكثر تركيزًا في عام 2024، حيث باعوا أعمالًا قيمتها عالية لعدد أقل من هواة الجمع، إلا أن 40% من المشترين لديهم أيضًا كانوا جددًا.

تفضيل المنصات الإلكترونية الخاصة

بالتجار: انخفضت المبيعات الإلكترونية بنسبة 11٪ لتصل إلى 10.5 مليار دولار في 2024، وهو أدنى مستوى منذ أربع سنوات، لكنها لا تزال أعلى بنسبة 76% مقارنة بما قبل الجائحة في 2019. وجاء النمو الرئيسي في المبيعات الرقمية عبر المواقع الإلكترونية الخاصة بالتجار وقنواتهم الرقمية، والتي تضاعفت حصتها منذ 2019.

الفنانات يحققن تمثيلاً وسوقًا أكبر:

استمر تمثيل الفنانات بالارتفاع ببطء ليصل إلى 41٪في 2024، بزيادة قدرها 6% منذ عام 2018.
توقعات مستقرة وتفاؤل لدى معارض السوق المتوسطة: بالنظر إلى عام 2025، توقع 80% من التجار استقرارًا (47%) أو تحسنًا (33%) في المبيعات. وكان التفاؤل الأكبر لدى الشرائح المتوسطة، حيث ارتفعت نسبة الذين يتوقعون زيادة في المبيعات ضمن الفئة من 500 ألف إلى مليون دولار من الثلث في نهاية 2023 إلى النصف في نهاية 2024. وتوقع معظم التجار الكبار (بمبيعات تتجاوز 10 ملايين دولار) استقرار السوق في عام 2025، بينما توقّع 19٪ منهم زيادة في المبيعات. وظلت التقلبات السياسية والاقتصادية التحدي الأكبر الذي يواجه التجار، تليها صعوبة الحفاظ على العلاقات مع هواة جمع الأعمال الفنية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى