ضغوط متزايدة من المستوطنين اليهود على مجتمعات رعوية بالضفة الغربية المحتلة
المغير (الضفة الغربية)-(رويترز):
تعيش فاطمة أبو نعيم وهي أم لخمسة في كهف على تل في الضفة الغربية المحتلة في وقت يتزايد فيه الضغط من مستوطنين يهود تقول إنهم يحاولون سرقة قطيع الأغنام ويأتون بشكل متكرر ليطالبوها هي وزوجها بالرحيل عن الأرض.وتقول فاطمة “بيجي (المستوطن) بيقول روحوا أنا بدي أسكن هون. إحنا مش راضيين نروح، ليش؟ لأنه إذا طلعنا من هون عمرنا ما رح نرجع وهاي الأرض إلنا. متحملين الضرب والمضايقة.. بيضايقونا بكل الطرق”.
تتردد الرسالة ذاتها من مستوطنين في أنحاء الضفة الغربية بتواتر أسرع منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل 18 شهرا تقريبا، وبالأخص في مناطق تلال قليلة السكان حيث يرعى البدو قطعانهم.
وذكر تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة قبل أيام أن ما يقرب من نصف هجمات المستوطنين الموثقة في نهاية الشهر الماضي ومطلع هذا الشهر، وعددها أكثر من 40، استهدفت البدو والرعاة “بما شمل وقائع شهدت إشعال الحرائق والاقتحام وتدمير موارد العيش المهمة”.
ولم تستجب الشرطة الإسرائيلية بعد لطلبات للحصول على تعليق.
تمتد مساحة الضفة الغربية لنحو 5600 كيلومتر مربع، وتقع بين الأردن وإسرائيل في قلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الممتد لعقود منذ استيلاء إسرائيل عليها في حرب عام 1967.
والضفة الغربية محتلة عسكريا منذ ذلك الحين بينما يعتبرها الفلسطينيون جزءا أساسيا لدولتهم المستقبلية رغم التوسع السريع للمستوطنات الإسرائيلية المنتشرة في أنحاء الضفة.
وتعد أغلب دول العالم تلك المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي لكن إسرائيل تعترض على ذلك. ويتحدث وزراء في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية صراحة وعلنا عن ضمها بالكامل.
وتتعرض مناطق التلال المرتفعة قليلة السكان لضغوط متزايدة من مستوطنين بدأوا هم أيضا في رعي قطعان ضخمة في التلال التي يرعى فيها البدو ورعاة آخرون أغنامهم.
وصدر قبل أيام تقرير مشترك عن جماعتين إسرائيليتين هما السلام الآن المعنية بالدفاع عن الحقوق وكرم نابوت المعنية بمراقبة وبحث سياسات الأراضي التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وذكر التقرير أن المستوطنين استغلوا مواقع الرعي تلك للاستيلاء على ما يقدر بنحو 194 ألف فدان، ما يعادل تقريبا 14 بالمئة من المساحة الإجمالية للضفة الغربية وأنهم يلجأون لأساليب المضايقات والترهيب ضد سكان المناطق القريبة لطردهم.
قال درور إيتكيس أحد المشاركين في التقرير “كان غور الأردن أو المناطق الجنوبية منه مروجا واسعة للفلسطينيين، ولهذا السبب جرى استهداف هذه المناطق. لكن إذا نظرت إلى الخريطة، ستجد البؤر الاستيطانية في كل مكان. إنهم يواصلون بناء المزيد والمزيد”.
وأضاف التقرير استنادا إلى وثائق من مكتب الادعاء العام أن ما يقرب من 20 ألف فدان من أراضي الضفة الغربية خصصها مستوطنون إسرائيليون للرعي بعد أن تلقوا تمويلا كبيرا ودعما ماديا بأشكال أخرى شمل تقديم مركبات ومعدات من الحكومة.
وقال يجال برنر وهو ناشط في مجلس إدارة كرم نابوت “المجتمعات البدوية هي الأكثر ضعفا للعديد من الأسباب… إذا لم يستجيبوا يأتي المستوطنون لمنازلهم ويضربون الناس ويسرقون أغنامهم”.
وتابع قائلا إن الحرمان من القدرة على رعي الأغنام يعني أنه ليس بوسع الكثير من البدو الحفاظ على القطعان مما يجعلهم دون سبيل لكسب العيش.
وقال “الناس تعاني حقا ويجدون صعوبة بالغة في الوفاء باحتياجاتهم الأساسية”.