قدّم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ضمن مشاركة الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب 2025 في الرباط الذي أختتمت فعالياته أمس برنامجاً حافلاً بالفعاليات بما يعكس رؤيته في ترسيخ ثقافة القراءة لدى الأجيال الجديدة مع التركيز على تعريف الزوار والمشاركين بالجائزة الدولية لأدب الطفل العربي المقدّمة من “إي آند” بهويتها الجديدة التي تظهر لأول مرة في العاصمة المغربية.
وحرص المجلس خلال مشاركته على التواصل مع أبرز الفاعلين في صناعة كتاب الطفل من ناشرين ومؤلفين ورسامين لاسيما من المملكة المغربية والدول العربية واطلاعهم على انعكاسات الهوية الجديدة للجائزة على توسيع نطاق المشاركة فيها إلى جانب الرد على استفساراتهم ومنحهم فرصة تصفح الكتب الفائزة في الدورة الأخيرة من الجائزة والأعمال التي وصلت القائمة القصيرة لتسليط الضوء على جودة الإنتاج العربي في أدب الطفل وتحفيز العاملين في هذا المجال على المنافسة على الجائزة.
وفي سياق البرنامج الثقافي استضاف جناح الشارقة جلسة حوارية حملت عنوان “الخراريف برؤية جديدة” وجاءت تتويجاً لمعرض فني مشترك بين رسامين إماراتيين ومغاربة أعادوا من خلاله تخيّل حكايات شعبية من تراث كل بلد، وتقديمها بأسلوب بصري عصري يستند إلى موروثات المجتمعين.
وناقشت الجلسة أثر المشروع في إحياء الذاكرة الثقافية وتعزيز الحوار الفني بين الأجيال بمشاركة فاطمة الزهراء من المكتبة الوطنية للمملكة المغربية والرسامتين لمياء حميدوت وهند خريفي من المغرب والرسامين رفيعة النصار وخالد الخوار من دولة الإمارات.
وخُصصت الجلسة الحوارية الثانية التي نظّمها المجلس بالمعرض للتعريف بـالجائزة الدولية لأدب الطفل العربي وشرح أبعاد الهوية الجديدة التي تمثل نقلة نوعية في رؤية الجائزة ودورها في النهوض بصناعة كتاب الطفل العربي وناقشت أسباب تغيير الاسم وأهمية الانفتاح على الأسواق الثقافية في المنطقة لا سيما المغرب لتشجيع دور النشر المحلية على المشاركة وذلك بمشاركة كل من إيمان محمد من المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وياسمين الكواكبي من المجلس المغربي لكتب اليافعين واللتين ناقشتا ضرورة الارتقاء بمضامين كتب الأطفال وتطوير آليات النشر والتوزيع لضمان وصول هذه الأعمال إلى جمهور أوسع.
وجاءت الجلسة الحوارية الثالثة مكمّلة لجهود المجلس في دعم القراءة من خلال مبادرة “كان ياما كان” التي تم تنفيذها في المغرب بالتعاون مع المجلس المغربي لكتب اليافعين وأسفرت عن تأسيس خمس مكتبات في عدد من المدارس المحلية ضمّت كل منها 200 كتاب تم اختيارها بعناية لتناسب مختلف الفئات العمرية.
وناقشت الجلسة التي شاركت بها الكاتبة الإماراتية نادية النجار وياسمين الكواكبي من المجلس المغربي لكتب اليافعين مناقشة أبعاد المشروع وأثره المجتمعي ومدى فعاليته على صعيد توفير بيئة تعليمية تُقدّر القراءة كقيمة معرفية وتربوية.
وجرى استعراض بعض القصص التي أثارت تفاعل الطلاب وتبادل وجهات النظر حول سُبل تعزيز المكتبات المدرسية عبر شراكات عربية فاعلة.
وقالت مروة العقروبي رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين : “ يُسعدنا أن نكون جزءاً من جناح الشارقة ضيف شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط ويُشكّل تواجدنا في هذا الفضاء الثقافي العريق امتداداً لمسيرة المجلس في دعم الأدب الموجّه للأطفال واليافعين وتأكيداً على التزامنا بتوسيع نطاق التفاعل مع الجمهور العربي والدولي وإبراز الدور المحوري لأدب الطفل في ترسيخ القيم الإنسانية وبناء جسور التفاهم بين الثقافات”.
وأضافت : ” حرصنا خلال هذه المشاركة على تعريف الزوار والمختصين بالجائزة الدولية لأدب الطفل العربي المقدّمة من “إي آند” والتي أطلقها المجلس للاحتفاء بأفضل الإنتاجات الأدبية الموجهة للأطفال وتحفيز المؤلفين والرسامين والناشرين على تقديم محتوى يرتقي بذائقة الأجيال الجديدة وسعينا إلى تعزيز الحوار الإبداعي وإقامة روابط فاعلة مع صُنّاع أدب الطفل بما يخدم رؤيتنا في إيصال القصص والكتب الملهمة إلى كل طفل أينما كان وفتح آفاق جديدة للتعاون مع المؤسسات الثقافية في المغرب والمنطقة.
وشهد جناح المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في المعرض إقبالاً لافتاً من الزوار خاصة من المتخصصين في صناعة كتاب الطفل الذين أبدوا اهتماماً بمعرفة تفاصيل الجائزة وآلية المشاركة فيها.
وقدّم فريق المجلس شرحاً مباشراً حول الفئات ومعايير التحكيم وفلسفة الجائزة القائمة على التحفيز والتميّز
وعلى هامش المشاركة عقد المجلس سلسلة اجتماعات مهنية مع عدد من الناشرين والمؤسسات المعنية بثقافة الطفل في المغرب وخارجه تم خلالها استكشاف إمكانيات التعاون في مجالات الترجمة والنشر والتوزيع وبحث إمكانية تنظيم فعاليات مشتركة في المستقبل القريب.
وشهدت مشاركة المجلس في المعرض إطلاق النسخة المغربية من معرض “الخراريف برؤية جديدة” والذي احتضنته المكتبة الوطنية للمملكة المغربية وجمع أعمالاً فنية لرسامين إماراتيين ومغاربة أعادوا رسم الحكايات الشعبية بلغة بصرية جديدة.