التنقيب غير المشروع عن الذهب في الأمازون يؤثر على البيئة والصحة
ريو دي جانيرو – (د ب أ):
ألحق التعدين غير المشروع عن الذهب عن دمارا واسعا في غابات الأمازون المطيرة.
ونتيجة لذلك توجد بقع متناثرة من الأراضي البور والحفر الموحلة، وثقوب مملوءة بالمياه المغطاة بالصدأ والعطن، لتحل محل مساحة سابقة من المناظر الطبيعية الخضراء اليانعة، مما يؤثر سلبا على السكان الأصليين.
وأشار تقرير صدر مؤخرا عن منظمة “جرينبيس” (السلام الأخضر) المهتمة بالحفاظ على البيئة، إلى أنه رغم التدابير التي نفذتها الحكومة الحالية للرئيس البرازيلي لويس لولا دي سيلفا، للحد من التنقيب غير القانوني عن الذهب في أراضي السكان الأصليين، لم تتراجع عمليات التعدين فيها.
وعلى مدى سنوات ظلت منظمة جرينبيس تسجل أنشطة تعدين الذهب في أربع مناطق مهمة للسكان الأصليين في الشمال البرازيلي، بمساعدة بيانات الأقمار الاصطناعية والطائرات التي تحلق فوق هذه المناطق، وهي وسائل تساعد أيضا في مهام التحقيقات الاستقصائية الصحفية.
وقال راوني ميتوكتاير رئيس قبيلة كايابو لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، “إنني أشعر بالقلق البالغ، وإذا استمر الحال على هذا المنوال وواصلوا التنقيب عن الذهب في منطقتنا، فسوف يدمرون الطبيعة”.
وأصبح ميتوكتاير شخصية معترف بها على المستوى الدولي كرمز لنصرة البيئة، بفضل التزامه المتواصل على مدى عقود، بالحفاظ على غابات الأمازون المطيرة وعلى الثقافات المحلية.
وتعرض 4219 هكتارا من الغابة المطيرة للدمار خلال العامين الأخيرين، بسبب مشروعات البحث عن الذهب في هذه الأراضي.
ويدخل الباحثون عن الذهب بشكل غير قانوني المناطق المحمية، ويقيمون مخيمات خاصة بهم في مساعيهم للعثور على الذهب، ويقطعون غالبا الأشجار في مساحات واسعة ويحفرون بداخلها حفرا عميقة.
وقد يمثل الاقتراب من أولئك الباحثين عن الذهب بشكل غير مشروع خطرا.
ويقول جورج إدواردو دانتاس المتحدث باسم فرع منظمة جرينبيس بالبرازيل، إنه في حالة عثور المنقبين على الذهب، يستخدمون كميات كبيرة من المواد الكيماوية عالية السمية مثل الزئبق لاستخراج الذهب من وسط الصخور، وهذه المواد تلوث المياه وغالبا ما تقتل الأسماك.
ويمكن أن ينتج عن هذا التلوث البيئي ضعف في الإبصار، واضطرابات في النمو وفي القدرة على التعلم لدى الأطفال.
وتشير دراسة نشرها العام الماضي معهد أوزوالدو كروز الوطني للبحوث، إلى أن ما نسبته 84% من السكان في تسع قرى تابعة لقومية يانومامي للسكان الأصليين تعرضوا لمستويات عالية من الزئبق.
وعادة ما تدير شبكات إجرامية مرتبطة بعصابات الإتجار بالمخدرات مناطق التنقيب عن الذهب، وتقول منظمة جرينبيس إن هذا يؤدي أيضا إلى أعمال عنف، وهجمات مميتة على السكان الأصليين.
ولكن يمكن القول إن الباحثين عن الذهب بشكل غير مشروع، ليسوا هم الجناة دوما، بل غالبا ما يكونون هم الضحايا.
وبدافع الفقر ينجذب كثيرون منهم إلى عمليات تعدين الذهب غير القانونية، باعتبارها إحدى الوسائل لكسب لقمة العيش، غير أن هذه الوظيفة تحمل في طياتها الكثير من المخاطر.
ويقول فرع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة بالبرازيل، إن ما نسبته 40% من العاملين في التنقيب عن الذهب في منطقة الأمازون، قد يكونون ضحايا للإتجار بالبشر والسخرة.