دبي – الوحدة:
بمناسبة شهر التوعية بالتوحد، وفي إطار حملة دبي للتوعية بالتوحد 2025، حصلت مكتبة محمد بن راشد على شهادة «البيئة الصديقة لذوي التوحد» عن فئة المرافق الثقافية والمعرفية، وذلك في خطوة رائدة تُجسد التزام المكتبة بتعزيز مبادئ الدمج والاستدامة. ويأتي هذا الإنجاز دعماً لمبادرة «مجتمعي… مكان للجميع» التي تسعى إلى تحويل دبي إلى مدينة نموذجية صديقة لأصحاب الهمم، من خلال توفير بيئات تُمكنهم من المشاركة الفاعلة في مختلف مناحي الحياة.
وقال الدكتور محمد سالم المزروعي، عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، «نعتز بحصولنا على شهادة البيئة الصديقة لذوي التوحد، والتي تجسد التزامنا الراسخ بتهيئة بيئة شاملة وآمنة تحتضن جميع أطياف المجتمع وخاصة أصحاب الهمم»، مضيفا «منذ اللحظات الأولى لتأسيس المكتبة حرصنا على تأهيل كوادرنا وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية للتعامل الأمثل مع رواد المكتبة من فئة ذوي التوحد، بما يضمن لهم تجربة ثقافية ومعرفية ثرية ومحفزة».
وأضاف «شاركت المكتبة في دعم الحملة التسويقية الخاصة بشهر التوحد بالتعاون مع مركز دبي للتوحد رقمياً، إلى جانب توفيرها مرافق تتماشى مع متطلباتهم الحسية والسلوكية، انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن المعرفة حق للجميع، وأن دور المكتبة يشمل أيضاً خلق بيئة دامجة تُمكن جميع أفراد المجتمع من الوصول إلى المحتوى الثقافي والمعرفي بأي وقت وأي مكان».
وبهذه المناسبة، أعرب محمد العمادي، المدير العام وعضو مجلس إدارة مركز دبي للتوحد، عن تقديره لجهود مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم وسعيها الحثيث لتعزيز استفادة أصحاب الهمم من ذوي التوحد من الخدمات التي ينشدونها في المرافق التابعة لها من أجل الحصول على تجربة ثرية ولتلبية احتياجاتهم على أكمل وجه أسوة بالآخرين، مؤكداً أن حصول مكتبة محمد بن راشد على شهادة البيئة الصديقة لذوي التوحد، يعد خطوة رائدة تهدف إلى ترسيخ معايير جديدة لبيئة دامجة ومستدامة تُمكن أصحاب الهمم من المشاركة الفاعلة في المجتمع في إطار مبادرة «مجتمعي… مكان للجميع» التي تهدف إلى تحويل دبي بالكامل إلى مدينة صديقة لأصحاب الهمم.
كما أكد العمادي بأن مركز دبي للتوحد سعى منذ إنشائه إلى تعزيز وعي المجتمع باضطراب طيف التوحد باستخدام وسائل توعوية مبتكرة، مشيراً إلى أن برنامج شهادة البيئة الصديقة لذوي التوحد تم اطلاقه في سبتمبر 2022 من قبل مركز دبي للتوحد كمبادرة هي الأولى من نوعها في المنطقة للمساهمة في توفير الترتيبات التيسيرية لدعم إمكانية الوصول لأصحاب الهمم من ذوي التوحد وتعزيز مدى استفادتهم من الخدمات التي توفرها المؤسسات العامة والخاصة بشكل كامل من خلال تقديم مجموعة من الورش التدريبية والخدمات الاستشارية حول عوامل تحقيق البيئة الآمنة والصديقة لذوي التوحد، لافتاً بأن الجهات الحاصلة على شهادة البيئة الصديقة لذوي التوحد تخضع لعملية تقييم شاملة سنوياً تتضمن عمل استبيانات حول مستوى رضا المتعاملين ودراسات تقوم على منهج المتسوق السري المتمثل عادة بالأفراد من ذوي التوحد وأهاليهم.
ويعد اضطراب طيف التوحُّد أحد أكثر الاضطرابات النمائية شيوعاً ويظهر تحديداً خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل ويصاحب المصاب به طوال مراحل حياته، ويؤثر التوحُّد على قدرات الفرد التواصلية والاجتماعية مما يؤدي إلى عزله عن المحيطين به. إن النمو السريع لهذا الاضطراب ملفت للنظر فمعظم الدراسات تقدّر نسبة المصابين به اعتماداً على تقرير مركز التحكم بالأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية (CDC) الصادر مؤخراً والذي يشير إلى وجود إصابة واحدة لكل 31 طفل، كما يلاحظ أن نسبة الانتشار متقاربة في معظم دول العالم.