رأس الخيمة تفتتح النادي الاجتماعي والتعليمي في المؤسسة العقابية والإصلاحية بالإمارة

النادي بهدف إعادة تأهيل النزلاء وتمكينهم من خلال المعرفة

النادي يعزز إعادة التأهيل الشامل للنزلاء

يضم النادي مكتبة تحتوي على 9,000 كتاب يتم إدارتها عبر نظام “Koha” الرقمي، بالإضافة إلى مرافق تدريب واستشارات

يُدار النادي بالشراكة بين الموظفين والنزلاء المتطوعين تحت إشراف مؤسسة القاسمي، في نموذج يُجسّد الإصلاح الشامل والتشاركي

رأس الخيمة – الوحدة:

في خطوة رائدة نحو الإصلاح وإعادة التأهيل، افتتحت اليوم، مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، رسميًا النادي الاجتماعي والتعليمي في المؤسسة العقابية والإصلاحية في رأس الخيمة.

وشهد حفل الافتتاح عدداً من كبار الشخصيات، من بينهم سعادة محمد عمران الشامسي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة القاسمي، والدكتورة ناتاشا ريدج، المدير التنفيذي للمؤسسة،
وسعادة العميد دكتور طارق محمد بن سيف مدير عام العمليات الشرطية وسعادة العميد عبد الله محمد الحيمر، مدير المؤسسة العقابية والإصلاحية.

نهج شامل لإعادة التأهيل

ويُعد النادي الاجتماعي والتعليمي من أوائل المبادرات النوعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يُقدم نموذجاً متكاملاً يجمع بين الخدمات التعليمية والثقافية والنفسية والاجتماعية في بيئة مصممة بعناية.

وقد تم تطوير النادي بهدف تمكين النزلاء من خلال الوصول إلى المعرفة، ودعم الصحة النفسية، وتنمية المهارات – وهي عناصر أساسية في عملية التأهيل وإعادة الاندماج في المجتمع.
وفي قلب هذا المشروع، توجد مكتبة حديثة تحتوي على أكثر من 9,000 عنوان، تُدار باستخدام نظام كوها العالمي لإدارة المكتبات.

يُتيح هذا النظام الرقمي المتطور الفهرسة الدقيقة والوصول الفوري إلى الموارد، مما يسهّل عملية التعلم لكل من النزلاء والموظفين في بيئة تعليمية منظمة وفعالة.

كما يضم النادي قاعة تدريب مجهزة بالكامل، تشمل أجهزة حاسوب محمولة، ومكاتب فردية، وشاشة ذكية تفاعلية مزودة بخدمة الإنترنت، مما يتيح إقامة جلسات تعليمية حضورية وافتراضية. ويشتمل كذلك على غرفة استشارات نفسية خاصة، تُوفّر بيئة آمنة وسرية للجلسات الفردية، لضمان حصول النزلاء على الدعم النفسي والسلوكي اللازم للنمو الشخصي.

وفي كلمته خلال الفعالية، صرّح سعادة العميد عبدالله الحيمر، مدير المؤسسة العقابية والإصلاحية: “يمثّل هذا النادي مرحلة جديدة في جهودنا الإصلاحية. فنحن لا نقدّم الموارد فحسب، بل نبني مساحة تُجسّد فيها الاحترام، وتطوير الذات، والقيم المجتمعية كركائز أساسية لعملية التأهيل.”

بتصميم مدروس وعناية فائقة، يتميز النادي بجلسات قراءة مريحة، وأثاث عصري، ولمسات جمالية مثل المساحات الخضراء والضوء الطبيعي – وكلها تهدف إلى تعزيز الصحة النفسية والتفاعل الإيجابي. ويُدار النادي من خلال نموذج تعاوني يجمع بين موظفي المؤسسة العقابية والنزلاء المتطوعين المُدرَّبين، بالتعاون الوثيق مع فريق مؤسسة القاسمي. ويعكس هذا النهج المتكامل فلسفة أوسع ترتكز على التأهيل المجتمعي وتحمل المسؤولية المشتركة.

رؤية مشتركة للتمكين

وفي تعليقه على البعد الأوسع للمبادرة، قال سعادة محمد عمران الشامسي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة القاسمي: “تعكس هذه المبادرة إيمان رأس الخيمة بفرص الحياة الثانية، وبالتعليم كوسيلة للأمل، وبقدرة الإنسان على التطور في بيئة تُقدّر الكرامة، والتمكين الذاتي، وحقوق الإنسان.”
وتؤكد مراسم افتتاح النادي الاجتماعي والتعليمي التزام إمارة رأس الخيمة الدائم بنُهج إصلاحي إنساني وتقدّمي، وبحماية حقوق الإنسان، كما تُعيد التأكيد على أهمية التأهيل كمسؤولية اجتماعية مشتركة. وتمثل هذه المبادرة سابقة وطنية تُبرز كيف يمكن للتعليم، والصحة النفسية، والتعاون المؤسسي أن تتكامل لتحقيق تغيير فعّال وملموس.
كما أكدت الدكتورة ناتاشا ريدج، المدير التنفيذي لمؤسسة القاسمي، على القيمة التعليمية الأوسع لهذه المبادرة، حيث اختتمت بقولها:
“هذا المشروع ليس مجرد مساحة مادية – بل هو رمز للشمول والأمل. من خلال الاستثمار في المعرفة والرفاه لجميع أفراد المجتمع، تضمن رأس الخيمة مستقبلاً أفضل، ليس فقط لمن هم داخل المؤسسة، بل للمجتمع ككل.”