أخبار رئيسية

رأس الخيمة على مشارف طفرة عمرانية: المعروض السكني يتضاعف بحلول 2030

قطاعا السياحة والعقارات يشهدان تسارعاً في النمو نتيجة الطلب القوي والمشروعات الكبرى

رأس الخيمة – الوحدة:

تشهد إمارة رأس الخيمة فترة من النمو السريع في قطاعي السياحة والعقارات نتيجة ارتفاع أعداد الزوار، وإطلاق مشاريع سكنية جديدة، الأمر الذي أدى إلى تسجيل مبيعات قوية للعقارات على الخريطة، إلى جانب استمرار الاستثمارات في مشاريع بارزة، مثل مشروع “وين جزيرة المَرجان”، أول منتجع متكامل في دولة الإمارات يحصل على ترخيص تشغيل تجاري للألعاب الترفيهية.
ويقام مشروع “وين المرجان” على جزيرة المرجان بمساحة قدرها 62 هكتاراً، ومن المقرر افتتاحه في العام 2027، وسيوفر 1,542 غرفة وجناحاً فندقياً، ومساحة مخصصة للألعاب تبلغ 225 ألف قدم مربع، بالإضافة إلى 15,000 متر مربع من المساحات التجارية، ومرافق ضخمة للفعاليات والأنشطة الترفيهية.
ووفقاً للتقرير الصادر عن سَفِلز، من المتوقع أن يتضاعف المعروض السكني في رأس الخيمة بحلول نهاية العام 2030، خاصة مع وجود ما يزيد على 11,000 وحدة سكنية قيد التطوير، وذلك استناداً إلى المشروعات التي أُطلقت حتى نهاية العام 2024. وبلغت قيمة معاملات البيع في العام 2024 أكثر من 11 مليار درهم، مما يعكس زخماً متصاعداً بعد الجائحة.
وهيمنت مبيعات العقارات على الخريطة على السوق خلال العام 2024، وشهدت مشاريع مثل جزيرة المرجان، وميناء العرب، والحمرا، ارتفاعاً في قيم رأس المال والإيجارات منذ العام 2022، بالتزامن مع الإعلان عن مشروع “وين”.
وقال أندرو كامنغز، رئيس الوكالة السكنية لدى سَفِلز الشرق الأوسط: “تم تسجيل طلب متزايد على العروض السكنية الفاخرة في رأس الخيمة. وتستحوذ المساكن ذات العلامات التجارية الآن على ما نسبته 32% من المعروض المتوقع في جزيرة المرجان، ممّا يعكس شهية المشترين نحو الاستثمارات السكنية التي تعتمد على نمط الحياة المميز والمواقع الاستراتيجية”.
ويعدّ مشروع “صن شاين باي” على جزيرة المرجان خير مثال على هذا الزخم؛ إذ تم إطلاقه في أواخر العام 2024، ونجحت سَفِلز بصفتها الوكيل الرئيسي في بيع كامل وحداته البالغ عددها 240 وحدة خلال ثلاثة أشهر فقط، بمتوسط أسعار تجاوز 2,200 درهم للقدم المربع. وشملت قاعدة المشترين 37 جنسية، تصدّرها المستثمرون البريطانيون بنسبة تزيد على 40%. وفي أبريل 2025، تستعد سَفِلز لإطلاق مشروع “أنانتارا ميناء رأس الخيمة ريزيدنسز” الذي يضم 84 وحدة، تشمل أجنحة فاخرة وشققاً وفيلات دوبلكس معلقة. وتبدأ الأسعار من 2.2 مليون درهم، بنظام سداد 60/40، على أن يتم التسليم في الربع الثالث من العام 2028.

ارتفاع أعداد الزوار يعزز الطلب على العقارات

يُعزى هذا الطلب المتزايد على العقارات إلى الارتفاع في أعداد الزوار. فقد استقبلت الإمارة 1.28 مليون سائح في العام 2024، بزيادة بلغت 5.1% مقارنة بالعام السابق. وتوزّع الزوار بالتساوي بين الزوار الدوليين والمحليين، حيث سجّلت الرحلات الجوية الوافدة 661 ألف زائر، بزيادة سنوية قدرها 28%، مما يسلّط الضوء على جاذبية رأس الخيمة المتنامية كوجهة ترفيهية للإقامات القصيرة.
وشهد قطاع السياحة نمواً مستمراً منذ العام 2020، وجاء ذلك مدعوماً بتوافر المنتجعات الشاطئية، والمناظر الصحراوية، والأنشطة السياحية المحيطة بجبل جيس، وهو أعلى قمة جبلية في دولة الإمارات. ومع إضافة المنتجعات المتكاملة، وتحسين الاتصال عبر مطار رأس الخيمة الدولي والقرب من دبي، تستعد الإمارة لاستقطاب شرائح أوسع من الزوار. وإذا وصل قطاع الألعاب في دولة الإمارات إلى نسبة 1.6% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي النسبة نفسها المسجلة في سنغافورة، فقد يتمكن من تحقيق إيرادات يتجاوز حجمها 20 مليار درهم.
وبينما كانت رأس الخيمة تعتمد تاريخياً على دبي للحصول على الخدمات الفاخرة وخيارات نمط الحياة، فإنها تقوم حالياً بتطوير منظومتها الخاصة بوتيرة متسارعة، بدءاً من العديد من الفعاليات، مثل تجربة مطعم “زوما” المؤقتة في “ريتز كارلتون الوادي”، ووصولاً إلى تحسين الخيارات التعليمية. ففي العام الدراسي 2023/2024، حصلت سبع مدارس على تصنيف “جيد” من وزارة التربية والتعليم، لتحقق بذلك ارتفاعاً من ثلاث مدارس في العام السابق، وبرزت “المدرسة البريطانية – الحمرا” كأول مدرسة في الإمارات الشمالية تحصل على تصنيف “جيد جداً”.
وقالت راشيل كينرلي، رئيسة قسم البحوث في سَفِلز الشرق الأوسط: “لم تعد رأس الخيمة الآن تعتمد على السياحة حصرياً، بل تشهد الإمارة تكاملاً واضحاً بين عناصر البنية التحتية، والتعليم، والترفيه، والتطوير السكني، ما يشكّل معاً قاعدة قوية لجذب الاستثمارات وتحقيق النمو على المدى الطويل”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى