أخبار الوطن

«أبوظبي للكتاب» يستعرض 50 علامة فارقة في الرواية العربية الحديثة

شهدت منصة “المجتمع” ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب جلسة حوارية نوعية بعنوان “خمسون علامة فارقة في رواية القرن 21 العربية”، سلطت الضوء على أبرز التحديات والمعايير في اختيار أفضل الروايات العربية المعاصرة، وذلك في إطار مشروع مشترك بين مركز أبوظبي للغة العربية وصحيفة “ذا ناشيونال”، يهدف إلى بلورة خريطة نوعية للمشهد الروائي العربي في القرن الحادي والعشرين.

شارك في الجلسة كل من سعادة سعيد حمدان الطنيجي، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب والمدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، والدكتور هيثم الحاج علي، أستاذ الأدب العربي الحديث والنقد، والدكتور محمد أبو الفضل بدران، الناقد والأكاديمي المعروف، فيما أدار الحوار الصحفي سعيد سعيد من صحيفة “ذا ناشيونال”.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد الطنيجي أن المشهد الأدبي العربي يشهد تطوراً ملحوظاً واهتماماً متزايداً من قبل اللغات والثقافات الأخرى، مشيراً إلى أن إطلاق هذا المشروع من قلب معرض أبوظبي للكتاب يُعد حدثاً استثنائياً يجمع أطيافاً فكرية متعددة، ويعكس التزام المركز بتقديم تصور نقدي شامل للرواية العربية الحديثة.

وشدد الطنيجي على أن اختيار أفضل الروايات العربية في القرن الحادي والعشرين يُعد تحدياً حقيقياً في ظل غياب مرجعية نقدية مؤسساتية واضحة، لافتاً إلى أن الجوائز الأدبية، رغم أهميتها، لا تمثل معياراً كافياً لتقييم الأعمال، بل إن التقييم يتطلب جهداً منهجياً لرصد الأثر الثقافي والفني بعيداً عن الضجيج الإعلامي والانطباعات العابرة.

من جانبه، أشار الدكتور محمد أبو الفضل بدران إلى أن الرواية باتت اليوم الجنس الأدبي الأكثر جذباً للقارئ العربي، معتبراً أن الجمهور هو الفيصل الحقيقي في الحكم على جودة النص. وأكد أن المدونات والمنصات الرقمية ساهمت في توسيع قاعدة القراء، وإعادة الاهتمام بالأعمال القريبة من نبض الواقع وتجارب الناس، في حين تراجع تأثير الشعر في التعبير عن تحولات الشارع العربي.

بدوره، أكد الدكتور هيثم الحاج علي أهمية هذا المشروع في توثيق ملامح تطور الرواية العربية، مشيداً بمبادرة مركز أبوظبي للغة العربية في هذا المضمار.

وأشار إلى أن الجوائز كانت ولا تزال عنصراً محفزاً لنمو الرواية منذ بداياتها، مستشهداً بتجربة نجيب محفوظ الذي كان فوزه بجائزة “قوت القلوب الدمرداشية” نقطة انطلاق مؤثرة في مسيرته الأدبية.

ولفت الحاج علي إلى أن البيئة الرقمية الجديدة، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أوجدا مساحة غير تقليدية لظهور أنماط سردية مبتكرة، مستعرضاً تجربة رواية “بنات الرياض” كنموذج لرواية انطلقت من مدونة إلكترونية وحققت حضوراً لافتاً في المشهد العربي والدولي.

وفي ختام الجلسة، أكد الطنيجي أن مشروع “كلمة” للترجمة، التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، يضطلع بدور استراتيجي في تعزيز التبادل الثقافي، حيث ترجم المركز أعمالاً من أكثر من 23 لغة إلى العربية، كما أطلق مساراً عكسياً لترجمة الأدب العربي المعاصر إلى لغات متعددة، في خطوة تهدف إلى توسيع الأثر الثقافي للأدب العربي.

وأوضح أن تحديد خمسين رواية بارزة من القرن الحادي والعشرين يُعد عملية معقدة مقارنة باختيار الأعمال الكلاسيكية التي فرضت نفسها بمرور الزمن، مؤكداً أن المشهد الأدبي المعاصر لا يزال بحاجة إلى تراكم نقدي مؤسس يفرز الأعمال ويضعها ضمن إطار نقدي واضح يواكب تحولات الكتابة والذائقة القرائية.

المصدر : وكالة أنباء الإمارات
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى