كتّاب وتربويون: قصص الأطفال وسيلة لغرس حبّ الطبيعة والوعي البيئي
الشارقة – الوحدة:
أكد مشاركون في جلسة “قصص الطبيعة” التي عقدت ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، أن أدب الأطفال يمكن أن يلعب دوراً محورياً في غرس حبّ الطبيعة، وتعزيز الفضول والتفكير النقدي، وتنمية الوعي البيئي لدى الصغار، من خلال قصص تحاكي عالمهم وتلامس مخيلتهم بلغة قريبة ومشاهد لافتة. وشدد المتحدثون على أهمية تقديم المعلومات البيئية ضمن سرد قصصي ممتع، يساعد الطفل على فهم الترابط بين الكائنات الحية والطبيعة، ويحثه على تحمل المسؤولية تجاه الكوكب الذي يعيش فيه.
وشهدت الجلسة، التي أدارتها نادية صوان، مشاركة الكاتب والرسام الأمريكي بريندان وينزل، والكاتب التربوي المصري د. إيهاب القسطاوي، والكاتبة والمعلمة الإماراتيّة فاطمة سالم السويدي، حيث قدّم كل منهم تجربته الخاصة في المزج بين الخيال والإلهام البيئي، وأهمية توجيه الأدب نحو تعزيز العلاقة العاطفية والعقلية بين الطفل والطبيعة.
وجهات نظر مختلفة من خلال عيون الحيوانات
استعرض الكاتب بريندان وينزل رحلته في الكتابة الإبداعية التي بدأت من فيتنام، حين بدأ برسم الحيوانات المهددة بالانقراض، لينتقل لاحقاً إلى عالم كتب الأطفال المصورة التي يقول إنها توفر مساحة ممتعة للاستكشاف واللعب، وتمنح الطفل فرصة للتواصل العاطفي مع الحيوانات وفهمها بعمق. وأشار إلى أن كتابه الشهير “كلهم رأوا قطة” يعكس وجهات نظر مختلفة من خلال عيون الحيوانات، ويحث الطفل على التفكير في العالم من منظور الكائنات الأخرى.
كما أوضح أن كتبه مثل “HELLO HELLO” تسعى لتعريف الأطفال بأنواع حيوانية جديدة وغريبة، مع التركيز على أهمية الحفاظ عليها، مؤكداً أن التعاون مع الجهات البيئية ساعده على بناء محتوى هادف وسلس مخصص للأطفال.
البعد التربوي لقصص البيئة
من جانبه، ركز الدكتور إيهاب القسطاوي على البعد التربوي لقصص البيئة، مشيراً إلى أن تنشئة الطفل على الوعي البيئي تبدأ من غرس السلوكيات الصحيحة منذ الصغر. وتحدث عن تجربته في تأليف قصة “السلاحف تنظف الشاطئ” التي تتناول خطورة المخلفات البشرية على حياة الكائنات البحرية، قائلاً: “أردت أن أقدم قصة مليئة بالمعلومات العلمية في قالب سردي بسيط، ترسل رسالة للطفل أن البيئة لا تخص الإنسان فقط، بل كل الكائنات التي تشاركه الحياة”.
وأكد القسطاوي أن الفضول الطبيعي لدى الأطفال هو مدخل مهم لتعزيز هذا الوعي، شرط أن يُتاح لهم التفاعل مع بيئتهم دون قيود مبالغ فيها.
الخصوصية البيئية الفريدة لدولة الإمارات
أما الكاتبة الإماراتية فاطمة سالم السويدي، فأضاءت على الخصوصية البيئية الفريدة لدولة الإمارات، وقالت: “نحن نمتلك بيئة ثرية تتنوع بين الصحراء والجبال والبحار، وهي بيئة تستحق أن نقدمها للأطفال من خلال قصص تحاكي واقعهم وتاريخهم”. واستعرضت عدداً من أعمالها مثل قصة “مهرة وإصرار شجرة السدرة” التي تسلط الضوء على شجرة السدرة بوصفها رمزاً للحياة، حيث تُروى القصة من منظور طفلة فضولية تكتشف أسرار الشجرة.
كما تحدثت عن قصة “مغامرات سلّوم في رحلته على سفينة البوم” التي تأخذ الأطفال في رحلة بحرية بين الإمارات والهند، بالإضافة إلى سلسلة “مهن الأجداد” التي تربط بين التراث والبيئة من خلال قصص بسيطة تحتوي على أنشطة تفاعلية.