أخبار رئيسية

57 وفاة بسوء التغذية في غزة منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية

غزة – (د ب أ):

قال مسؤول صحي فلسطيني ، اليوم السبت ، إن 57 فلسطينيا على الأقل توفوا في قطاع غزة نتيجة سوء التغذية منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأوضح الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) ، أن حوالي 53 فلسطينيا غالبيتهم من الأطفال توفوا بسبب سوء التغذية الناتج عن الحرب الإسرائيلية والحصار المصاحب له منذ ما يزيد عن 19 شهرا.

وأضاف الهمص أن أعداد الوفيات المرتبطة بسوء التغذية “آخذة في الازدياد”، وسط انهيار شبه كامل في النظام الصحي ونقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة.

وأوضح الهمص أن قطاع غزة “يعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقة”، مشيرا إلى أن معظم سكان قطاع غزة أصبحوا يعانون من فقر الدم بسبب سوء الغذاء الذي يتناولونه وكذلك عدم توفر المواد الغذائية الصحية.

وقال “في كثير من الأحيان تحتاج المستشفيات إلى متبرعين كي ننقذ الجرحى، ولكننا نتفاجأ بأن معظم المتبرعين بالدم في المستشفيات الميدانية يعانون من فقر الدم، مما يقلل من فعالية خدمات الطوارئ، في وقت يحتاج فيه المصابون والمرضى إلى تدخلات طبية عاجلة لا يمكن توفيرها”.

ومنذ الثاني من مارس/ آذار الماضي ، تغلق إسرائيل معبر كرم أبو سالم التجاري وتمنع دخول أي من المواد الغذائية أو الأدوية إلى قطاع غزة وذلك “كإجراءات عقابية” لحماس على رفضها تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ في الـ19 من يناير واستمر لحوالي 50 يوما فقط.

في حين أن حماس تتهم إسرائيل بانتهاك بنود الاتفاق الموقع معهم وتشدد على أن نتنياهو لا يريد “إنهاء الحرب” للحفاظ على منصبه السياسي في إسرائيل.

بسبب الإغلاق ومنع دخول الأدوية والمعدات الطبية اللازمة، أشار الهمص إلى أن مرضى الكلى والسرطان “يموتون بصمت”، مؤكدا أن “الانقطاع الكامل للخدمات الصحية المتخصصة فاقم أوضاع هؤلاء المرضى إلى حد مأسوي”.

وقال الهمص إن “مرضى السرطان والكلى يموتون بصمت بسبب غياب العلاجات وانقطاع الخدمات الصحية المتخصصة”، مضيفا أن المستشفيات الميدانية تعمل بجهود تطوعية محدودة، في ظل انهيار المنشآت الطبية الرئيسية.

وفي السياق الإنساني، وصف الهمص الوضع الغذائي في غزة بـ”المجاعة”، مشيرا إلى أن آلاف الأطفال والنساء يصطفون يوميا أمام التكايا والمطابخ الخيرية للحصول على وجبة أو حصة بسيطة لا تسد الرمق.

من جانبه، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسرائيل باستخدام “سلاح التجويع بشكل ممنهج” ضد سكان القطاع، معتبرا أن هذا النهج يشكل “جريمة حرب مكتملة الأركان وفق القانون الدولي”.

وقال المكتب ، في بيان صحفي ، إن إسرائيل “تمنع دخول المواد الغذائية والطبية بشكل كاف، وتعرقل عمل المنظمات الإغاثية، وتستهدف البنية التحتية المرتبطة بالأمن الغذائي والصحي، في محاولة لإخضاع السكان بسياسات التجويع والإفقار”.

وأضاف أن “ما يجري يتجاوز حدود الكارثة الإنسانية، ويعكس تعمد الاحتلال استخدام الحصار الغذائي كأداة للضغط السياسي”، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية.

وفي بيان منفصل، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمس الجمعة، إن الحصار الإسرائيلي المفروض منذ الثاني من الشهر قبل الماضي “يقتل الأطفال والنساء يومياً بصمت”.

وأوضحت الوكالة أن “مع كل يوم يمر، يتسبب الحصار في مزيد من الوفيات بين الفئات الضعيفة، إلى جانب أولئك الذين يُقتلون بالقصف”، مضيفة أن “الحصار يعاقب المدنيين جماعيًا لمجرد أنهم وُلدوا ويعيشون في غزة”.

ودعت الأونروا إلى رفع الحصار والسماح بتدفق الإمدادات الإنسانية الأساسية فورًا، إلى جانب الإفراج عن جميع الرهائن.

ويعاني أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة من أزمة إنسانية مركبة، وسط استمرار العمليات العسكرية التي دمرت أجزاء واسعة من البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات وشبكات المياه والكهرباء.

وحذرت منظمات دولية، بينها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة “أطباء بلا حدود”، من خطر المجاعة، مطالبة بالسماح الفوري والآمن بوصول المساعدات إلى جميع مناطق القطاع دون استثناء.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن آلاف المرضى المزمنين معرضون لخطر الوفاة نتيجة نقص الأدوية، مع توقف شبه كامل للمستشفيات عن العمل، فيما تبذل بعض المرافق الميدانية جهوداً محدودة لإبقاء الحد الأدنى من الخدمات الطبية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى