“بيئة أبوظبي” والجمعية الملكية لحماية الطبيعة توقعان مذكرة تفاهم لإطلاق 60 رأساً من المها العربي في الأردن
وام / وقعت هيئة البيئة – أبوظبي والجمعية الملكية لحماية الطبيعة مذكرة تفاهم حول مشروع تطوير قطيع حيوي من المها العربي في محمية الشومري للأحياء البرية بالمملكة الأردنية الهاشمية وذلك انطلاقاً من دور والتزام حكومة أبوظبي بالمحافظة على التنوع البيولوجي واستكمالاً لتنفيذ برنامج الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي في دول الانتشار.
قام بتوقيع مذكرة التفاهم، التي جاءت على هامش مشاركة الهيئة بالمنتدى الحضري العالمي العاشر، سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي وسعادة يحيى خالد، مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وذلك في إطار جهود الطرفين للعمل على تأسيس قطيع حيوي ومستدام للمها العربي في محمية الشومري للأحياء البرية من خلال تنويع المصادر الوراثية واعادة تأهيل المراعي والموائل الطبيعية.
ويهدف المشروع، الذي ستديره هيئة البيئة – أبوظبي وتنفذه الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن، الى إطلاق 60 رأسا من المها العربي في محمية الشومري للأحياء البرية وضمان تأقلمهم مع بيئة المنطقة، بالإضافة إلى تحسين البنية الوراثية لقطيع المها العربي وتقليل احتمالية الاختلالات الوراثية لخلق قطيع حيوي واستدامة مناطق رعوية مناسبة وكافية لأفراد المها العربي من خلال تحسين الحمولة الرعوية وايجاد وتأهيل مناطق رعوية جديدة خارج حدود المحمية تتمثل بزيادة مساحة محمية الشومري للأحياء البرية.
كما يهدف المشروع إلى تطوير برنامج ومركز تعليمي لطلبة المدارس لزيادة الوعي البيئي اتجاه برامج الإكثار وإعادة التوطين، وتطبيق برنامج سياحة بيئية وبالاستفادة من برنامج إكثار المها العربي وزيادة الوعي لدى زوار المحمية.
وتأتي مذكرة التفاهم استكمالاً للجهود التي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي في شبه الجزيرة العربية ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” والمتمثلة في برنامج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإعادة توطين المها العربي في مناطق انتشاره الطبيعي الذي انطلق عام 2007 مع إطلاق أول مجموعة في البرية محمية المها العربي بإمارة أبوظبي وذلك بعد انقراضه في الإمارة لأكثر من 35 عاما بهدف إعادة توطين وتعزيز أعداد المها المهددة بالإنقراض في موائلها الطبيعية.
وصرحت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي : أنه خلال السنوات الماضية ساهم برنامج الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي، الذي يعتبر جزءاً من رؤية حكومة أبوظبي لتكوين قطيع إقليمي يرفد جميع برامج إعادة توطين المها العربي في دول الإنتشار، في تعزيز أعداد المها في البرية مما ساعد على تغيير حالة المها العربي في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي لصون الطبيعة من “مهددة بالانقراض” إلى “معرضة للانقراض” في عام 2011 والذي يعتبر من أهم الإنجازات في مجال إعادة توطين الأنواع على المستوى العالمي.
وأشارت إلى أن الهيئة، وفي إطار هذا البرنامج، قامت بتنفيذ خطة لإكثار وإعادة إطلاق المها العربي في دولة الإمارات وسلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية حيث تم إطلاق أكثر من 1000 رأس من المها العربي ضمن مدى انتشاره الطبيعي والتاريخي، واليوم يعد البرنامج، الذي عزَز من مكانة دولة الإمارات على المستويين الإقليمي والدولي في جهودها المتميزة في الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، من أنجح برامج المحافظة على الأنواع في العالم، حيث ساهم في زيادة أعداد المها العربي في مناطق انتشاره بما في ذلك زيادة أعداده في دولة الإمارات التي تحتضن اليوم ما يزيد على 10 آلاف رأس، 5000 منها في إمارة أبوظبي، وهي أكبر مجموعة من المها العربي في العالم.
وقال سعادة يحيى خالد، مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعة إن هذا المشروع سيساهم بشكل كبير في تنويع المصادر الجينية لقطيع المها العربي في محمية الشومري في الأردن حيث كان لتلك المحمية دورا محوريا في بداية إعادة توطين المها العربي في المنطقة العربية، مشيدا بالجهود المتميزة التي يقوم بها برنامج الشيخ محمد بن زايد في دعم برامج إعادة توطين الحياة البرية وثمن دعم دولة الامارات وحكومة أبوظبي لبرامج وجهود صون الطبيعة على المستويين الإقليمي والعالمي.
ومن المؤمل أن يعمل المشروع على تأمين بيئة ملائمة لمجموعات المها العربي في محمية الشومري للأحياء البرية وحمايتها بالإضافة إلى الأنواع البرية الاخرى، مما سيتيح الفرصة أمام المحمية لاستدامة قطيع حيوي وصحي من المها العربي وتطبيق برامج أخرى مستقبلية من برامج إعادة التوطين، وكذلك تأمين واستدامة موائل رعوية تحتوي على القدر الكافي من المادة العلفية لدعم واستدامة الأنواع البرية وتخفيف الإستخدام للأعلاف المركزة، كما ستكون هناك فرصة كبيرة من خلال المشروع لرفع الوعي لدى المجتمعات المحلية وطلبة المدارس من خلال العديد من النشاطات مثل الاندية والمخيمات البيئية وإشراك المجتمع المحلي بالمراحل المختلفة لبرامج اعادة التوطين.
يشار إلى أن محمية الشومري للأحياء البرية، التي تقع في قلب البادية الأردنية بالقرب من قرية الازرق وتبعد مسافة 120 كم الى الشرق من العاصمة عمان، كانت قد تأسست في عام 1975 بدعم من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة والصندوق العالمي للطبيعة لتكون أول محمية طبيعية في المملكة الاردنية الهاشمية، وشهدت المحمية إعادة إطلاق المها العربي فيها حيث سميت فيما بعد بموطن المها العربي.