صحة وتغذية

مبادرة رائدة للعمل الخيري في مواجهة تغير المناخ

شراكة لتعزيز مرونة المجتمعات وحماية البيئة في آسيا والمحيط الهادئ بين الصندوق العالمي للطبيعة وشبكة الاستثمار الاجتماعي الآسيوية

أبوظبي – الوحدة:

عقب المؤتمر الإقليمي للصندوق العالمي للطبيعة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، والاجتماع الافتتاحي للجنة العمل الخيري الآسيوي، نظم كل من الصندوق العالمي للطبيعة وشبكة العمل الخيري الاستثماري في آسيا مائدة مستديرة رفيعة المستوى، لبحث العلاقة بين تعزيز مرونة المجتمعات في مواجهة الكوارث، والتكيف مع تغير المناخ، والحلول القائمة على الطبيعة. وتمحور النقاش حول كيفية مساهمة العمل الخيري الاستراتيجي في دعم المبادرات المجتمعية المتكاملة التي تهدف إلى حماية الإنسان والطبيعة من التهديدات المتصاعدة الناتجة عن تغير المناخ والكوارث الطبيعية.
استهلت السيدة ليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة ورئيسة مجموعة آسيا والمحيط الهادئ التابعة للصندوق العالمي للطبيعة الجلسة بكلمة افتتاحية، وألقت كل من ناينا سوبيروال، الرئيس التنفيذي لشبكة الاستثمار الاجتماعي الآسيوية، ونينا ستويليكوفيتش، الأمين العام المساعد للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر للدبلوماسية الإنسانية والرقمنة. وقد أبرزت كلماتهم النقاط المشتركة الهامة بين العمل الخيري والتنفيذ على أرض الواقع. كما تميزت الجلسة بنقاش حيوي من خلال حلقة نقاش تضم آراء من قادة إقليميين.

الطبيعة هي خط الدفاع الأول

سلطت مناقشات الطاولة المستديرة الضوء على كيفية عمل الحلول القائمة على الطبيعة – مثل استعادة السواحل، والزراعة المستدامة، وحماية الأحواض المائية – كدرع قوي لحماية الناس والتنوع البيولوجي من آثار التغير المناخي والمخاطر الطبيعية المتزايدة. وأشار المشاركون إلى الحاجة الملحة لدمج هذه الحلول في استراتيجيات الحد من مخاطر الكوارث، والتكيف مع المناخ، والتنمية عبر منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث تقع ست من بين أكثر عشرة دول عرضة لتغير المناخ.
وعكست المناقشة تحولًا حاسمًا في النهج المتبع: من الإغاثة الطارئة بعد الكوارث إلى بناء القدرة على التكيف بشكل استباقي. بدلاً من الانتظار للرد على الأزمات بعد وقوعها، يمكن أن يسهم استخدام الحلول المحلية القائمة على الطبيعة والعمل جنبًا إلى جنب مع المجتمعات المحلية في تقليل المخاطر بشكل كبير قبل حدوث الكوارث.
قالت ناينا سوبيروال، الرئيس التنفيذي لشبكة الاستثمار الاجتماعي الآسيوية: “مع تصاعد تحديات التغير المناخي ومخاطر الكوارث، يجب أن يتطور دور العمل الخيري من تمويل المشاريع إلى الاستثمار في حلول منهجية وقابلة للتوسع. من خلال تعزيز التعاون عبر القطاعات وتمكين القيادة المحلية، الذين يمثل الكثير منهم اليوم من دول الجنوب العالمي، يمكننا تحرير الإمكانيات الكاملة للطبيعة والمجتمعات والابتكار لبناء القدرة على التكيف عبر منطقة آسيا والمحيط الهادئ. العمل الخيري الاستراتيجي ليس مجرد دعم للتغيير، بل هو تسريع له حيثما يكون التأثير أكبر.”

تعزيز الحلول وتقوية المجتمعات

كما سلطت الطاولة المستديرة الضوء على التعاون المتطور بين جمعية الإمارات للطبيعة والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، لتوسيع نطاق المجتمعات المقاومة لتغير المناخ عبر منطقة آسيا والمحيط الهادئ. يجمع هذا النموذج الفريد بين الابتكار العلمي، والمعرفة التقليدية، وقيادة المجتمع لتحقيق نتائج مناخية وإنسانية على نطاق واسع. ويشمل ذلك الشراكة مع المنظمات المحلية لتبادل الخبرات بهدف تقليل مخاطر الكوارث، والتكيف مع تغير المناخ من خلال الحلول القائمة على الطبيعة. ومن الأمثلة الحية على ذلك:
* استعادة الشعاب المرجانية وأشجار القرم: التي يتم دمجها في خطط إدارة الكوارث للمساعدة في حماية السواحل من العواصف والفيضانات الساحلية.
* إعادة التشجير وإدارة المياه: لتعزيز الأمن المائي في فترات الجفاف، مما يدعم المزارعين وتوفير مصادر للدخل.
* الزراعة الذكية مناخياً والتي تركز على المحاصيل المقاومة للجفاف والصيد المستدام لتعزيز الأمن الغذائي، بقيادة النساء والشباب والمجتمعات المحلية.
تُظهر هذه المبادرات أنه عندما يتم تعزيز النظم البيئية، تصبح المجتمعات أكثر أماناً، وتنخفض المخاطر التي تهدد الإنسان.
من خلال ربط أفضل الممارسات العالمية بالمعرفة المحلية والتجارب الواقعية، تهدف هذه المبادرة إلى وضع خطة عمل قوية لاستثمار محفز وتحقيق تأثير نوعي عبر المنطقة.

%D8%B9%D9%85%D9%84 %D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D9%8A

قالت ليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة ورئيسة مجموعة آسيا والمحيط الهادئ التابعة للصندوق العالمي للطبيعة : “تواجه منطقتنا مستقبلاً تتزايد فيه التحديات والتعقيدات، حيث يتشابك تغيّر المناخ وفقدان الطبيعة ومخاطر الكوارث بشكل عميق. إن بناء القدرة على التكيف يتطلب ما هو أكثر من حلول رد الفعل، بل يحتاج إلى عمل متكامل يُمكّن المجتمعات، ويحمي النظم البيئية، ويؤمّن الغذاء والمياه والأمن الإنساني. من خلال الربط بين التكيف مع المناخ، والحد من مخاطر الكوارث، والحلول القائمة على الطبيعة، يمكننا أن نرسم مسارًا نحو مستقبل أكثر مرونة وتجددًا تزدهر فيه الطبيعة والإنسان معًا.”
استنادًا إلى إرثها الممتد على مدى 25 عامًا كجمعية رائدة في تنفيذ المبادرات البيئية داخل دولة الإمارات، توسّع جمعية الإمارات للطبيعة اليوم نطاق تأثيرها لتلعب دورًا إقليميًا محوريًا، من خلال حشد شراكات متعددة القطاعات تتناسب مع حجم التحديات البيئية الراهنة، وتوسيع نطاق عملها في بناء مجتمعات قادرة على التكيف مع تغير المناخ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
قالت نينا ستويليكوفيتش، الأمين العام المساعد لشؤون الدبلوماسية الإنسانية والتحول الرقمي في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC): “لبناء القدرة الحقيقية على التكيف، يجب أن نتعاون بقوة مع منظمات مثل الصندوق العالمي للطبيعة، لنكون قادرين على تحقيق أثر لأولئك الأكثر عرضة للكوارث الطبيعية والكوارث الناتجة عن تغير المناخ، والذين يواجهون آثار التغير المناخي”. وأضافت: “تعاوننا مع الصندوق العالمي للطبيعة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يُظهر كيف يمكن للعاملين في مجال العمل الإنساني وشركاء الحفاظ على الطبيعة توحيد قواهم لتقليل المخاطر، وحماية الأرواح، وتمكين المجتمعات من الازدهار في ظل مناخ يتغير باستمرار”.

نظرة إلى المستقبل

تعد هذه الطاولة المستديرة هي الأولى في سلسلة حوارية من ثلاث حلقات تهدف إلى تحفيز العمل الخيري في مجال القدرة على التكيف مع المناخ والمرونة في مواجهة الكوارث. ستسفر رؤى ونتائج هذه السلسلة عن إطلاق ورقة بيضاء استراتيجية في مؤتمر AVPN العالمي في هونغ كونغ في سبتمبر من هذا العام، لرسم مسار جديد نحو تعزيز المرونة القائمة على الطبيعة والموجهة من قبل المجتمعات عبر منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ومع تزايد الاعتراف بالإمارات كمركز ديناميكي للعمل المناخي والمشاركة الخيرية، ومع دور جمعية الإمارات للطبيعة كجهة محورية في التنسيق، يستمر المسار المشترك نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ القادرة على التكيف مع التغيرات المناخية والمرونة في مواجهة الكوارث، في اكتساب الزخم من خلال الجهود والطموحات المشتركة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى