جاكرتا – الوحدة:
ألقى سعادة الدكتور عدنان حمد الحمادي رئيس مجموعة الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي في اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، اليوم الخميس ، كلمة الشعبة البرلمانية الإماراتية في الجلسة العامة للدورة التاسعة عشرة لمؤتمر الاتحاد المنعقد في مقر مجلس النواب في جاكرتا بجمهورية إندونيسيا، تحت عنوان ” اليوبيل الفضي للاتحاد الإسلامي: الحَوْكَمة السليمة والمؤسسات القوية كركيزة للمرونة”.
وقال سعادة الدكتور الحمادي إن تجربة دولة الإمارات تشكل نموذجًا عمليًا ملهمًا يُجسد جوهر عنوان مؤتمرنا؛ إذ أولت الدولة، منذ تأسيسها، اهتمامًا بالغًا بالارتقاء بمفاهيم الحَوْكَمة الرشيدة، فأنشأت مؤسسات راسخة تتسم بالكفاءة والشفافية، وتعمل ضمن أطر تشريعية ورقابية واضحة، وقد انعكس هذا الالتزام المؤسسي في تحقيق إنجازات نوعية على الصعيد الدولي، كان أبرزها تصدّر دولة الإمارات المركز السابع عالميًا والأول إقليميًا في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2024، الصادر عن مركز التنافسية العالمي، لتؤكد مكانتها كواحدة من أكثر دول العالم قدرة على بناء مؤسسات تنافسية وفعالة تُعلي من قيم الشفافية والكفاءة.
وأضاف، وفي هذا السياق، يبرز دور المجلس الوطني الاتحادي كركيزة محورية في منظومة الحَوْكَمة في دولة الإمارات، حيث يضطلع بدورٍ فاعلٍ من خلال صلاحياته التشريعية والرقابية في دعم السياسات الحكومية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، وترسيخ مبادئ العدالة وسيادة القانون. وقد واكب المجلس مختلف التحولات الاستراتيجية التي شهدتها الدولة، معززًا مكانته كشريك رئيسي في صياغة السياسات والتشريعات، انطلاقًا من قناعتنا الراسخة بأن قوة المؤسسات تمثل الضمانة الأساسية لاستدامة التنمية، والقدرة على مواجهة التحديات بكفاءة ومرونة.
وتابع قائلا : نحتفي اليوم بمرور ربع قرن على تأسيس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وهي محطة نستحضر فيها بكل فخر المسيرة الغنية لهذا الاتحاد، وما تحقق خلالها من إنجازات في خدمة القضايا الإسلامية، وترسيخ العمل البرلماني المشترك. ومع هذه المناسبة، يتجدد التزامنا بمواصلة البناء على ما تحقق، مع التطلع لتطوير آليات التعاون البرلماني الإسلامي بما يواكب طبيعة المرحلة.
وأكد أن اختيار شعار هذه الدورة جاء مُعبّرًا عن الحاجة الملحّة إلى مؤسسات برلمانية فاعلة، تتمتع بالكفاءة والشفافية والمساءلة، وقادرة على التصدي للتحديات المتراكمة، والعمل على استشراف مستقبل أكثر استقرارًا وعدالة، فعالمنا الإسلامي يمر بمرحلة دقيقة تتطلب من برلماناتنا مضاعفة الجهود وتعزيز التكامل، وتوحيد الرؤى تجاه القضايا المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي لا تزال القضية المركزية في الضمير الجمعي لأمتنا. ومن هنا تبرز أهمية استمرار الاتحاد في لعب دوره كمنصة جامعة لصوت الشعوب الإسلامية، تعكس تطلعاتها وتدافع عن مصالحها.
واختتم كلمة الشعبة البرلمانية الإماراتية بالتأكيد أن هذه الدورة تشكل محطة مفصلية تنطلق منها مواقف برلمانية أكثر فاعلية في مواجهة التحديات المشتركة، وأن تُسهم في ترجمة شعار هذه الدورة إلى واقع ملموس يعزز العمل البرلماني الإسلامي المشترك. كما نجدد الالتزام بالعمل لتعزيز دور الاتحاد، وتفعيل آلياته، وتحقيق رؤيته في دعم التضامن الإسلامي، وترسيخ الحَوْكَمة الرشيدة وبناء المؤسسات، بما يسهم في تحقيق تطلعات شعوبنا نحو الأمن والاستقرار والتنمية.
وشارك في الجلسة وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية سعادة كل من: وليد علي المنصوري نائب رئيس المجموعة، وسمية عبد الله السويدي، ومنى راشد طحنون، أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وسعادة عبدالله سالم الظاهري سفير دولة الامارات لدى جمهورية إندونيسيا.