مرئيات

من القمم الشاهقة إلى القلاع التاريخية: أربع وجهات تجتذب المسافر الخليجي في النمسا

دبي – الوحدة:

مع حلول صيف 2025، تفتح النمسا ذراعيها بكل ترحيب لاستقبال المسافرين من دول الخليج الباحثين عن نسمة انتعاش، تجارب ثقافية غنية، ومغامرات بين أحضان جبال الألب. سواء كنت من عشّاق الطبيعة الساحرة، أو التاريخ العريق، أو المدن النابضة بالحياة، فإن النمسا تعدك بلحظات لا تُنسى طوال فترة رحلتك.
وفي هذا الموسم، تتألق أربع وجهات مميّزة تدعوك لاكتشافها: طريق غروسغلوكنر الألبي في أعالي الجبال، برج الدانوب البانورامي في فيينا، قلاع سالزبورغ الشامخة، وجمال كارينثيا الطبيعي الهادئ.
طريق غروسغلوكنر الألبي في أعالي الجبال – رحلة نحو الغيوم
لا يكتمل الصيف في النمسا دون عبور طريق غروسغلوكنر الألبي الشهير، تلك التحفة الهندسية التي تمتد على مسافة 48 كيلومتراً وتتعرّج بين ثنايا منتزه هوه تاورن الوطني، لتأخذ الزوّار إلى قلب جبال الألب النمساوية.
مع 36 منعطفاً حاداً وبارتفاع يبلغ 2,571 متراً عند قمة إديلفيس، تكشف هذه الرحلة عن مشاهد بانورامية تخطف الأنفاس لأكثر من ثلاثين قمة يتجاوز ارتفاعها ثلاثة آلاف متر.
وعلى امتداد الطريق، يمكن للزوّار التوقف عند مسارات المشي ذات الطابع الخاص، المعارض التعليمية، ومنصات المشاهدة ذات الإطلالات الباهرة. أما في قمة كايزر-فرانتس-يُوزِف-هوهي، فتُتوّج الرحلة بمنظر خلاب لأعلى قمة في النمسا، جبل غروسغلوكنر، وجبل الجليد الشامخ باسترزي. ويمكن للعائلات اكتشاف هذه العوالم من خلال جولات بصحبة حرّاس الطبيعة، والتوقف عند مراكز الزوّار التفاعلية، كما سيحظون بفرصة نادرة لرؤية حيوانات المارموت أو الوعل في موائلها الجبلية الأصلية.
ومع احتفال الطريق بمرور 90 عاماً على إنشائه في عام 2025، يبقى غروسغلوكنر أحد أبرز رموز الجمال والمغامرة في جبال الألب، وتجربة لا تُنسى لعشاق السفر والمغامرة.

برج الدانوب – إطلالة لا مثيل لها على فيينا

عالياً فوق سماء العاصمة النمساوية، يرتفع برج الدانوب كنافذة فريدة لاكتشاف فيينا من منظور مختلف في أيام الصيف الساحرة. بارتفاع يصل إلى 252 متراً، يضم البرج مطعماً ومقهى دوّاراً يقدّمان إطلالة بانورامية ساحرة بزاوية 360 درجة على أفق المدينة الأنيق ومساحاتها الخضراء المترامية الأطراف. ومع غروب الشمس، يتلوّن الأفق بأطياف البرتقالي والوردي، ليصنع خلفية حالمة لعشاءٍ رومانسي أو لحظة تأمل هادئة فوق ضجيج المدينة النابضة.
أما عشّاق المغامرة، فينتظرهم منزلق مثير على ارتفاع 165 متراً، يجمع بين الحماسة وروعة المشهد من الأعالي. هذا ويفتح البرج أبوابه يومياً مع ساعات عمل ممتدة خلال الصيف، ويمكن الوصول إليه بسهولة سواء بالسيارة أو بوسائل النقل العام، حيث يوفر للزوّار تجربة متكاملة تنسج ما بين الرقي والإثارة، وتناسب الأزواج، العائلات، وحتى مَن يفضلون السفر بمفردهم.

قلاع سالزبورغ- حيث الحجارة تروي الكثير من القصص

تشتهر النمسا بتاريخها العريق الذي يتجلّى في روعة قلاع سالزبورغ، وهي مجموعة من القلاع والحصون التي تنتشر بين أحضان الطبيعة الألبية الساحرة. والمميز أن هذه المعالم التاريخية تاخذ الزوّار في رحلة إلى العصور الوسطى، حيث يلتقي عبق التاريخ بجمال المناظر الطبيعية الخلابة.
قلعة هوهِن سالزبورغ، إحدى أفضل القلاع المحفوظة في أوروبا، تُشرف على أفق المدينة بأبراجها الشامخة وقاعاتها الملكية التي تروي فصولاً من المجد والإرث النمساوي. وإلى الجنوب، تستقبل قلعة هوهِن فرفن زوّارها بعروض الصقور والمعارض التي تنبض بروح القرون الوسطى، لتشد الكبار والصغار إلى عالم من الدهشة. أما قلعة ماوترندورف، فتوفر تجربة غامرة تنبض بالحياة من خلال الجولات التي تتخللها قصص ملهمة وممثلين بالأزياء التراثية، لتجعل من التاريخ مسرحاً ينبض بالحياة، هذا فيما تساهم المهرجانات الموسمية، والحفلات الكلاسيكية، والفعاليات الثقافية في مضاعفة جاذبية هذه القلاع التي تتحوّل من مجرد مبانٍ حجرية إلى مساحات من الإلهام والحلم.

كارينثيا – فردوس البحيرات والجبال في قلب الجنوب النمساوي

في أقصى جنوب النمسا، تدعو كارينثيا المسافرين إلى عالمٍ من البحيرات الفيروزية والتلال المتموجة والقمم المغطاة بالثلوج، فيما تشتهر المنطقة بمناخها الصيفي الدافئ وأجوائها الهادئة، وهي وجهة مفضلة للعائلات ومحبي الطبيعة والمصورين على حدٍ سواء.
ومن على برج بيراميدنكوغل الخشبي، الذي يرتفع 100 متر فوق بحيرة فورتهيرزيه، تتجلّى أمامك إطلالة بانورامية تحبس الأنفاس على البحيرات المتلألئة وسلاسل الجبال المحيطة. كما توفّر منصة “سكاي ووك غارتنركوفل” مشهداً خلاباً لا يُنسى، يمتد من جبال هوه تاورن وصولاً إلى دولوميتس. ومع أكثر من 1200 بحيرة ومسارات المشي الطويلة وأماكن النزهة الوفيرة، تمنحك كارينثيا المساحة لتكتشف جمال الطبيعة بهدوء وبوتيرتك الخاصة.
هذا وتواصل النمسا جذب اهتمام متزايد من المسافرين في منطقة الخليج، بفضل مزيجها الآسر من الطبيعة الخلابة، والإرث الثقافي العريق، والتجارب المثالية للعائلات. من مغامرات المرتفعات المدهشة إلى الملاذات الهادئة على ضفاف البحيرات، تُبرز هذه الوجهات التنوع والدفء اللذين يجعلان النمسا خياراً صيفياً مثالياً بامتياز.
وبحسب مايكل تواشمان، رئيس أسواق الشرق الأوسط والهند في هيئة سياحة النمسا: “لا تزال النمسا واحدة من الوجهات المفضّلة لمسافري دول الخليج، بما تقدّمه من توليفة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة، غنى الثقافة، وعمق التجارب التي تلامس الروح. من الطرق الجبلية المتعرّجة والمشاهد البانورامية الساحرة، إلى القلاع التاريخية والبحيرات الهادئة، تدعو النمسا زوّارها لاكتشافها على طريقتهم الخاصة، والانغماس في تنوّعها الطبيعي والحضاري. وهذا الصيف، نتطلّع بكل حفاوة لاستقبال المزيد من الضيوف من المنطقة، لاختبار سحر النمسا الذي لا يُنسى”.
ومع استمرار نمو قطاع السفر خلال عام ٢٠٢٥، تظل النمسا ملتزمة بتقديم تجارب سياحية مميزة وسهلة المنال. وبفضل رحلاتها الجوية المباشرة، وبنيتها التحتية الجذابة، واحترامها العميق لثرواتها الطبيعية والثقافية، تستعد النمسا لمنح مسافري دول مجلس التعاون الخليجي موسم صيف حافلاً بالإلهام والاستكشاف وذكريات تدوم طويلاً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى