أخبار رئيسية

جولة ترامب الخليجية.. رسائل إستراتيجية تؤكد ريادة الإمارات في التحالفات المستقبلية

محمد بن زايد يقود الإمارات إلى صدارة المشهد الإقليمي كشريك رئيس في الأمن والذكاء الاصطناعي

(الوحدة/ محمدو حامد آلا)

في مايو 2025، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجولة خليجية شملت المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، في أول زيارة خارجية له خلال ولايته الثانية، باستثناء حضوره جنازة البابا. وقد تميّزت هذه الجولة بتعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي، وسط توتّرات إقليمية متصاعدة، فيما كانت الإمارات المحطة الأبرز والأكثر تأثيراً في صياغة معادلات التعاون الإستراتيجي والتقني مع واشنطن.

المحطة الأولى: السعودية – تحالف إستراتيجي واستثمارات ضخمة

بدأ ترامب جولته في الرياض، حيث استُقبل بحفاوة بالغة من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتضمنت الزيارة توقيع اتفاقيات دفاعية واقتصادية، أبرزها صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار، تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية السعودية في مواجهة الأخطار الإقليمية، خاصة من إيران.

كما شارك ترامب في القمة الخليجية الأمريكية المشتركة، حيث ناقش مع قادة الخليج سبل تعزيز الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي. وأشاد بالتزام السعودية برؤية 2030، مؤكّداً دعم الولايات المتحدة لمشروعات التنويع الاقتصادي في المملكة.

المحطة الثانية: قطر – تعاون دفاعي وقاعدة إستراتيجية

في الدوحة، التقى ترامب بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث تم الإعلان عن صفقات تجارية ودفاعية تجاوزت قيمتها 243 مليار دولار. وشملت هذه الصفقات شراء قطر لطائرات بوينغ، واتفاقيات دفاعية مع شركات أمريكية مثل “رايثيون” و”جنرال أتوميكس”.

كما زار ترامب قاعدة العديد الجوية، وهي أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، مشيداً بدور قطر في دعم العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.

المحطة الأبرز: الإمارات – قيادة متفردة في الاقتصاد والذكاء الاصطناعي

اختتم ترامب جولته في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي كانت المحطة الأهم والأكثر تأثيراً في جولته، حيث التقى بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي استقبله بحفاوة بالغة تعكس عمق علاقات الصداقة والاحترام المتبادل بين البلدين والشعبين الصديقين.

جاءت زيارة ترامب إلى الإمارات تتويجاً لمسار من الشراكة العميقة، حيث تم الإعلان عن شراكة إستراتيجية بين شركة G42 الإماراتية وشركة مايكروسوفت، تضمنت استثماراً بقيمة 1.5 مليار دولار لتطوير مركز بيانات متقدّم للذكاء الاصطناعي في أبوظبي، يُعدّ الأكبر خارج الولايات المتحدة.

كما زار ترامب جامع الشيخ زايد الكبير، معرباً عن إعجابه العميق بفن المعمار الإسلامي، ومؤكّداً على أهمية الحوار بين الثقافات. وفي لفتة تقديرية، منحته الإمارات وسام زايد، أعلى وسام مدني في الدولة، تعبيراً عن تقديرها لشخصه ولدور بلاده في تعزيز الشراكة الثنائية.

محمد بن زايد: قيادة تصنع التحالفات وتؤسّس للمستقبل

برز خلال هذه الزيارة الدور الريادي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، في قيادة الإمارات نحو مستقبل يرتكز على الابتكار والتحوّل التكنولوجي، مع حفاظه في الوقت نفسه على توازنات إقليمية متزنة، تُعزّز مكانة الدولة كشريك رئيس في المعادلة الدولية.

وقد أكّدت لقاءاته مع الرئيس ترامب على رؤية إماراتية واضحة في توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كأدوات للسلام والتنمية، لا مجرد أدوات قوة، مما يرسّخ دور الإمارات كمركز محوري في التحالفات المستقبلية.

الشيخ طحنون بن زايد: هندسة التعاون التكنولوجي

لعب سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، والرئيس التنفيذي لشركة G42، دوراً محورياً في تعزيز الشراكات التكنولوجية مع الولايات المتحدة. وتضمنت جهوده توقيع اتفاقيات مع شركات أمريكية كبرى، وعلى رأسها مايكروسوفت، تهدف إلى دعم البنية الرقمية المتقدّمة في الدولة والمنطقة، وترسيخ ريادة الإمارات في الاقتصاد الرقمي العالمي.

أبرزت جولة ترامب الخليجية، خاصة في محطتها الإماراتية، تحوّلاً نوعياً في السياسة الخارجية الأمريكية نحو شراكات أكثر توازناً، قائمة على الابتكار والمصالح المشتركة. وكانت الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، النموذج الأوضح لهذه الشراكة الجديدة، حيث مثّلت زيارته تجسيداً لرؤية إماراتية تجمع بين الحكمة السياسية، والتفوق التقني، وريادة المستقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى