أخبار رئيسية

نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر المستثمرين السنوي في أبوظبي

المؤتمر بتنظيم من "أرقام كابيتال" برؤية واضحة للنمو المستدام وتعزيز الثقة في الأسواق العالمية

أبوظبي – الوحدة:

افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أعمال مؤتمر المستثمرين السنوي الثاني عشر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي تنظمه شركة أرقام كابيتال بالتعاون مع سوق أبوظبي للأوراق المالية (ADX)، وذلك بمشاركة أكثر من 500 من كبار التنفيذيين، والمستثمرين العالميين، وصنّاع السياسات الذين اجتمعوا في العاصمة الإماراتية لمناقشة آفاق الاستثمار والتحولات الهيكلية في المنطقة.
ويجمع المؤتمر ممثلين عن أكثر من تريليون دولار أمريكي من الأصول تحت الإدارة، من مؤسسات استثمارية، وشركات رأس مال مخاطر، وأسهم خاصة، ومؤسسات حكومية، وشركات وطنية وشركات ناشئة في مراحل النمو.
وألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الكلمة الافتتاحية، مؤكدًا خلالها أن النظام المالي في دولة الإمارات يُعد نموذجًا عالميًا في الانفتاح، والمرونة، والتنمية الشاملة، مشددًا على أهمية بناء مستقبل اقتصادي يرتكز على الاستدامة، والمسؤولية المجتمعية، والتعاون الدولي.
وقال معاليه: إن مؤتمر أرقام كابيتال هو منصة رائدة تجمع قادة الأسواق المالية من منطقتنا والعالم. ويسعدنا أن نرحب بهذا الجمع النخبوي تحت خيمتنا العربية التي ترمز إلى بيئة استثمارية منفتحة أصبحت اليوم من بين الأكثر حيوية على مستوى العالم.”
وأضاف معاليه: ينعقد هذا المؤتمر تحت شعار: “من الرؤية إلى خلق القيمة: استكشاف تحوّل الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، وهو شعار يعكس حقيقة ما أنجزته أبوظبي ودولة الإمارات من خطوات عملية نحو مستقبل مزدهر. فالعاصمة أبوظبي ليست فقط مركزًا للمال والأعمال والتعليم والصحة، بل هي مدينة المستقبل، ومصدر للإبداع والابتكار، تسعى لخدمة الإنسانية جمعاء.”
وأكد معاليه أن خطة أبوظبي 2030 تجسّد تطلعات الدولة لبناء مجتمع متماسك ومستدام، يجمع بين الحفاظ على الإرث الثقافي والانفتاح على العالم، مشيرًا إلى أن من أهم محاور هذه الخطة: التنمية المستدامة، الاقتصاد القائم على المعرفة، الشراكة بين القطاعين العام والخاص، الطاقة المتجددة، التعليم والصحة، الفنون، الشفافية، والتعاون العالمي.
وأعرب معاليه عن فخره بما حققته دولة الإمارات من تطور في أسواقها المالية، قائلاً: بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، أصبحت دولة الإمارات مركزًا ديناميكيًا يخدم أكثر من ملياري نسمة في منطقة تمتد من الشرق الأوسط إلى جنوب آسيا وما بعدها. لقد استثمرنا مواردنا الطبيعية لبناء اقتصاد متنوع، يقوم على أسس منفتحة وآمنة تعزز الإبداع وتحتضن الابتكار.”

%D9%86%D9%87%D9%8A%D8%A7%D9%86 %D8%A8%D9%86 %D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83 1

وأضاف معاليه أن إعلان 2025 “عام المجتمع” في الدولة يعكس التزام القيادة بقيم الانفتاح والتماسك المجتمعي، مشيرًا إلى أن الانفتاح، وسهولة الوصول، والشفافية هي القيم التي بُني عليها النظام المالي الإماراتي منذ تأسيس الدولة.
وتابع معاليه: منذ نشأة الدولة قبل نحو 54 عامًا، اتبعنا نموذجًا اقتصاديًا منفتحًا يدعم التجارة الحرة والتدفق السلس للاستثمارات. وقد شكّل هذا الانفتاح أساسًا لنمو سريع ومتنوع، أسهم في بناء أسواق مالية قوية. ومع ذلك، لم يكن الانفتاح وحده كافيًا، بل جاءت الشفافية لتكسب الأسواق ثقة المستثمرين، وتمنحها القوة والموثوقية.”
وفي ختام كلمته، دعا معاليه المستثمرين والشركات إلى تبني منظور اقتصادي أخلاقي، قائلاً: بصفتي وزيرًا للتسامح والتعايش، أرى أن حضوركم اليوم هو دعوة لتجسيد القيمة الاقتصادية للتسامح. أدعو المستثمرين إلى دمج مبادئ المسؤولية الثلاثية في خططهم: الربحية المالية، السلامة البيئية، والعدالة الاجتماعية. هذه القيم هي الطريق نحو نظام مالي عالمي أكثر إنسانية، يضع السلام والاستقرار والتفاهم في صميم سلوكياته.”
وختم معاليه كلمته بقوله: أنا واثق أنكم، بصفتكم روّادًا في قطاع المال العالمي، ستظلون حريصين على الابتكار، وعلى تطوير كفاءة واستدامة القطاع المالي. أتمنى لكم مؤتمرًا مثمرًا، وفرصة لتوسيع المعرفة وبناء علاقات وشراكات بنّاءة.”
ويكتسب المؤتمر أهمية خاصة هذا العام، بالتزامن مع إعلان عام 2025 “عام الاستدامة والمجتمع” في دولة الإمارات، حيث شدد المشاركون على أهمية بناء أنظمة مالية تقوم على القيم، وتُعزز الثقة، وتخدم الإنسان قبل رأس المال.
وتخلل اليوم الأول جلسات مغلقة، وورش عمل خاصة بالمصدرين، واجتماعات مباشرة بين المستثمرين والمؤسسات، مما أتاح فرصًا نوعية للوصول إلى صفقات وشراكات في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقد اختُتم اليوم الأول بأجواء من التفاعل والتفاؤل، وسط إجماع على أن المنطقة باتت فاعلاً مؤثرًا في تشكيل مستقبل الأسواق المالية العالمية.
ويُستكمل المؤتمر يوم غد بجلسات معمقة ولقاءات موسعة بين المستثمرين والشركات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى