واجه الشيخ صقر تحديات تتعلق بتعدد القبائل وتباين مصالحها
أدرك أهمية الإنسان كعنصر أساسي في بناء الوطن
عمل على تطوير البنية التحتية مما عزز من مكانة الإمارة
كان دوماً يؤكد على أهمية الوحدة الوطنية والتكامل العربي
ترك إرثًا غنيًا في مجالات التنمية والتعليم والصحة
أسهم بشكل فعّال في بناء إمارة رأس الخيمة الحديثة
بقلم : بان العاني
صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي (1918 – 2010) – طيب الله ثراه – يُعدّ أحد أبرز الشخصيات في تاريخ إمارة رأس الخيمة، حيث تولى حكم الإمارة في 17 يوليو 1948، واستمر في قيادتها حتى وفاته في 27 أكتوبر 2010، ليكون بذلك أحد أطول الحكام بقاءً في الحكم في العالم العربي .
النشأة والتعليم:
وُلد المغفور له بإذن الله الشيخ صقر في مدينة رأس الخيمة، ونشأ في كنف والده الشيخ محمد بن سالم القاسمي. تلقى تعليمه الأولي على يد “المطوعة فاطمة”، حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم. لاحقًا، درس العلوم الدينية واللغة العربية على يد معلمين متخصصين، مما أسهم في تشكيل شخصيته القيادية والفكرية .
توحيد القبائل وبناء الدولة
عند توليه الحكم، واجه الشيخ صقر تحديات تتعلق بتعدد القبائل وتباين مصالحها. عمل على توحيد الصفوف وتعزيز الوحدة الوطنية، مما ساهم في استقرار الإمارة وتماسكها الاجتماعي. أدرك أهمية الإنسان كعنصر أساسي في بناء الوطن، فركز على تنمية الموارد البشرية وتعزيز الانتماء الوطني .
التنمية الشاملة..
التعليم:
أولى الشيخ صقر اهتمامًا كبيرًا بالتعليم، فأنشأ دائرة للمعارف لمتابعة شؤون البعثات العلمية، وافتتح مدارس نظامية، وشجع على تعليم البنات، معتبرًا التعليم حجر الزاوية في بناء المجتمع .
الصحة
في المجال الصحي، أسس المستشفى الكويتي برأس الخيمة، بالإضافة إلى إنشاء ثلاثة مستشفيات عصرية، مما وفر رعاية صحية متقدمة لأبناء الإمارة .
البنية التحتية
عمل على تطوير البنية التحتية، فافتتح طريقًا معبدًا بين رأس الخيمة والشارقة عام 1969، ومطار رأس الخيمة الدولي عام 1976، وميناء صقر عام 1977، مما عزز من مكانة الإمارة الاقتصادية والتجارية .
الدور في الاتحاد
في 10 فبراير 1972، أعلن الشيخ صقر انضمام إمارة رأس الخيمة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدًا على أهمية الوحدة الوطنية والتكامل العربي. وصرّح حينها: “إننا وإن كنا نبني اتحادًا في هذا الجزء من وطننا العربي الكبير فإنما ذلك لا يعدو أن يكون لبنة في صرح بناء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج” .
الإرث والتأثير
ترك صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي إرثًا غنيًا في مجالات التنمية والتعليم والصحة، وأسهم بشكل فعّال في بناء إمارة رأس الخيمة الحديثة. تُوثّق هذه الإنجازات في كتاب “الشيخ صقر بن محمد القاسمي ودوره في بناء إمارة رأس الخيمة: دراسة في قبائل الإمارة وتطورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي” للدكتور آراء جميل صالح العكيلي، الذي يقدم تحليلًا شاملاً لمسيرته .
رحم الله الشيخ صقر بن محمد القاسمي، فقد كان قائدًا حكيمًا ورائدًا في مسيرة التنمية والاتحاد في دولة الإمارات العربية المتحدة.