جمال السويدي يدشّن كتاب «الهوية الوطنية» في البحرين
المنامة – البحرين – الوحدة:
نظّمت مؤسسة الأيام للنشر بالتعاون مع مكتبة الأيام (الكشكول) أمس الأحد، بقاعة الأيام بمنطقة الجنبية بالبحرين، حفل تدشين كتاب “الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة.. بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير” لمؤلفه معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
حضر الحفل نخبة من المفكرين والمثقفين والمهتمين بالفكر والثقافة، وعدد من المسؤولين، يتقدمهم معالي الأستاذ نبيل بن يعقوب الحمر، مستشار جلالة ملك البحرين لشؤون الإعلام، وأعرب الجميع عن إعجابهم الشديد بالكتاب، ووصفوه بأنه كتاب استراتيجي يعالج إحدى أهم القضايا في دولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها من دول العالم العربي.
وفي مستهل الحفل، ألقى الحمر كلمة عبر فيها عن سعادته بلقاء السويدي، مشيراً إلى عمق العلاقة التي تجمعهما، والتي وصفها بعلاقة الأخوّة والصداقة والشغف المهني. ولفت الحمر إلى أنّ العالم يعيش اليوم في زمن تتسارع فيه الأسئلة، وتضطرب فيه الإجابات، وتبقى فيه «الهوية الوطنية» من أبرز المفاهيم الحاضرة والمهمة في وجدان الإنسان العربي، وخصوصاً في منطقة الخليج العربي. مؤكداً على أن الهوية الوطنية تشكل ركيزة أساسية تستدعي التأمل العميق والطرح المسؤول.
من جانبه، عبر د علي بن محمد الرميحي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس الشورى في كلمة ألقاها أمام الحضور عن تقديره للمفكر السويدي وحرصه الدائم والمستمر على الحضور وتدشين أبرز أعماله الفكرية، التي أغنت المكتبة العربية، وخاصة في مملكة البحرين.
وقال السويدي: “إن التجربة الفريدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الهوية الوطنية تقوم على مقومات أساسية، منها التسامح، والتعايش السلمي، والتقدم التكنولوجي”، مشيراً إلى أن الكتاب يسعى إلى إبانة مدى انسجام نموذج الهُويّة الوطنيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة، من حيث الحقوق المدنيّة والسياسية والاجتماعية، مع مسارات التطور، التي مرّت بها المفاهيم التقليدية والقانونية للمواطنة في التاريخ الحديث، عبر منهجية استنباطية قدمت تأطيراً نظريّاً وتأصيلاً تاريخياً لنموذج المواطَنة الإماراتي.
وأضاف السويدي أن الكتاب يبرز مساعي القيادة الإماراتية الرشيدة في تعزيز فكرة “الأمة”، حتى يبني الإماراتيون بواسطتها، شكلاً جديداً من أشكال الهُويّة الجماعية، ويتمكنوا من تجاوز ولاءاتهم تجاه العائلة أو القبيلة أو المنطقة أو السلالة، والانتقال إلى رحابة الانتماء الوطني الأشمل، مؤكداً أن الهوية الوطنية شكّلت حجر الزاوية في رؤية الأب المؤسس، المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي أسهمت في انصهار كل أبناء الدولة في بوتقة واحدة بعد قيام الاتحاد، حتى أصبحت هناك هوية واحدة فقط، وهي الهوية الإماراتية.
ووصف السويدي الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها نموذج يمتاز بمستوى عالٍ من اللُّحمة الوطنيّة، والمواطَنة الراسخة، مؤكداً أن فكرة المواطَنة عميقة وراسخة لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في الهوية الوطنية تفوق العديد من الدول التي سبقتها في التأسيس بعقود عديدة.
وفي ختام الحفل، قدّم الدكتور جمال سند السويدي الشكر للحضور والقائمين على تنظيم الفعالية، مشيداً بحُسن التنظيم وحفاوة الاستقبال. كما أعرب عن اعتزازه بالعلاقات التاريخية المتينة التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، ومثمّناً الدور البارز الذي تضطلع به البحرين في نشر الثقافة وتعزيز الفكر في العالم العربي.
واختتم السويدي مشاركته بتوقيع نسخ من كتابه وتقديمها للحضور، في أجواء سادها التقدير والتفاعل، لتُشكّل هذه اللحظة تجسيداً ملموساً لقيمة الثقافة في مدّ جسور التواصل وتعزيز الحوار الفكري.