الشارقة – الوحدة:
نظم المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، صالون الشارقة الثقافي تحت عنوان “مؤلفات الأطفال بين الشغف الذاتي والتأثير الخارجي”، وذلك في مسرح المجلس، بحضور عدد من المختصين في أدب الطفل والنفسية الأسرية والتربوية، وبمشاركة نخبة من المهتمين بالشأن الثقافي والأسري.
شارك في الصالون كل من الدكتورة بديعة الهاشمي، اختصاصية أدب الطفل، وأميرة المرزوقي، رئيس قسم الاستشارات النفسية والأسرية بإدارة التنمية الأسرية، وجواهر الكعبي، مدير برامج الآداب واللغات في مؤسسة “ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين”، فيما أدارت الجلسة الأديبة نجيبة الرفاعي.
وناقشت الجلسة عدة محاور مهمة، تمحورت حول مدى جدوى الكتابة والنشر للأطفال في سن مبكرة، والتوازن المطلوب بين تنمية مواهبهم الفطرية وحمايتهم من ضغوط الشهرة والمسؤوليات التي تفوق أعمارهم.
وأكدت الدكتورة بديعة الهاشمي خلال مداخلتها أن جودة القصة الموجهة للطفل لا تعتمد على هوية كاتبها، بل على مدى التزامها بمعايير الكتابة للأطفال، مشيرة إلى خطورة تحميل الطفل مسؤولية النشر في سن صغيرة، لما لذلك من تأثير على تفاعله النفسي والاجتماعي، خاصة في ظل التدخلات الأبوية ودور النشر التي قد تفقد العمل صدقه وعفويته.
من جانبها، أوضحت أميرة المرزوقي أن الطفل قادر لغوياً على تأليف القصص بدءاً من عمر ست سنوات، إلا أن تعريضه لضوء الشهرة والتوقعات العالية في هذا العمر قد يؤدي إلى ضغوط نفسية تنعكس سلباً على تكوينه الشخصي، مشددة على أهمية الدور التربوي للأسرة في تحقيق التوازن بين تنمية الموهبة وحماية الطفل من آثار الشهرة غير المدروسة.
أما جواهر الكعبي، فأكدت أن الكتابة للأطفال يجب أن تنطلق من دافع ذاتي، لا من رغبات الأهل، مع أهمية توفير بيئة محفزة للقراءة والمشاركة في ورش العمل والمجلات المخصصة للأطفال، دون التسرع في إصدار مؤلفات تُعرّض الطفل لنقد لا يتناسب مع مرحلته العمرية.
وشهد الصالون تفاعلاً كبيراً من الحضور، حيث شاركت سعادة نورة أحمد النومان، رئيس المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، بمداخلة أكدت فيها على ضرورة دعم الطفل في نطاق سنّه الطبيعي، وعدم تعريضه لتجارب تفوق قدراته النفسية والمعرفية، داعية إلى وضع توصيات موجهة للمؤسسات المعنية بالطفولة لتعزيز الوعي المجتمعي في هذا السياق.
كما أكدت سعادة صالحة عبيد غابش، رئيس المكتب الثقافي، أن الكتابة للطفل تُعد من أصعب أنواع الكتابة، نظراً لعفوية الطفل وصدقه، محذرة من وضع الأطفال تحت أعباء النشر ومسؤوليات الشهرة، لا سيما في ظل انتشار دور نشر تجارية تستغل هذه الظاهرة لأغراض ربحية.
وفي ختام الجلسة، دعت سعادة موضي الشامسي، رئيسة إدارة التنمية الأسرية وفروعها، إلى تعزيز دور المدرسة في صقل مهارات الكتابة لدى الطلبة، من خلال حصص التعبير والبرامج القرائية، باعتبارها ركيزة أساسية في تنمية القدرات اللغوية والنفسية للأطفال بعيداً عن الضغوط الإعلامية.