مرئيات

الوقوف في منى يوم التروية

بقلم : إبراهيم المحجوب – كاتب عراقي

اليوم نقف في منى نؤدي أحد السنن النبوية التي أداها هنا في نفس المكان الرسول محمد صلى الله عليه..هنا وقفوا واستراحوا استعداداً ليوم عرفة.. هنا وقفت ناقة الرسول (صلى الله عليه وسلم) القصواء، وهي الناقة التي كان يفضلها رسول الله (صلى الله عليه وسلم). في رحلاته الطويلة، وحملته في هجرته إلى المدينة. هنا ارتوت القصواء وكل خيول الصحابة والإبل المرافقة .

نعم إنه يوم التروية، الذي يصادف اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وهو من الأيام المباركة في مناسك الحج، وله فضل عظيم ومكانة خاصة في قلوب المسلمين، إذ يُعتبره الحجيج بمثابة الاستعداد الروحي والجسدي ليوم عرفة، الركن الأعظم في الحج…

وقد جاءت تسميته يوم الترويه لأن الحجاج كانوا يقومون بترويه الماء من مكة ويحملونه معهم الى منى استعداداً ليوم عرفة حيث لم تكن في ذلك الزمان أي مصادر ماء كافيه ليوم عرفة وهنا في هذا المكان كانوا يقومون بتروبة الإبل والخيول التي تحملهم وتحمل زادهم وهم يستعدون للذهاب غدا الى جبل عرفات.

ورغم أن الوقوف في هذا اليوم في منى وفي يوم التروية لا يُعد من أركان الحج، بل هو سنة مؤكدة عن النبي محمد ﷺ، فعندما أحرم الحجاج بالحج في اليوم الثامن، توجهوا إلى منى وصلّوا بها الصلوات الخمس: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، كلٌ في وقتها، مع قصر الرباعية دون جمع..

هنا يعتبر من جزء الإحرام بالحج فان كان الحاج متمتعاً يوجب عليه الإحرام بالحج من مكانه صباح يوم الترويه ويقول لبيك حجاً وبعدها يتوجه الى منى والمبيت فيها..

هنا يصلي الحجيج الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفة قصراً بدون جمع وهذا كله اقتداءً بسنة النبي ﷺ. ويعد المبيت في هنا ليلة التاسع سنة ويستحب الانشغال بالذكر والدعاء والتهيئ ليوم عرفة.

إن الحكمه أيها الإخوة من يوم التروية هو التهيؤ الحجاج روحياً وجسدياً ونفسياً ، والاستعداد ليوم عرفة لأنه يوم للتأمل والسكينة.. يوم الهدوء وفرصة للابتعاد عن مشاغل الدنيا والاستعداد للوقوف الأعظم حيث الدعاء والتضرع والرجاء ..هنا تجد نفسك في هذه المشاعر المقدسه عبداً فقيراً تقف بين يدي ربك وأنت تدعوه وتتوسل به المغفرة والرحمة وحسن الخاتمة .. هنا في هذه المشاعر المقدسة تعيش حياة فاصلة بين الدنيا والآخرة…

نعم ان هذه الوقفه في يوم الترويه هي سنه نبويه عظيمه مؤكده يستعد خلالها الحجيج لبدايه رحله روحيه عميقه يتنقل فيها بين المشاعر المقدسه يطلب رحمه الله وغفرانه ويهيئ نفسه مستعدا للوقوف بين يدي ربه في أعظم أيام العام ، يوم عرفة .. يوم لا قبله ولا بعده يوماً يعادله…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جريدة الوحدة