أبوظبي – الوحدة:
بتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.. أطلقت مؤسسة التنمية الأسرية دليل “لنحمي كبارنا بحب”، وذلك ضمن مؤتمر صحفي نظمته في مركز أبوظبي التابع للمؤسسة، لتعزيز الوعي بأهمية الرعاية القائمة على احترام كبار المواطنين، وتسليط الضوء على المبادئ الأساسية التي تضمن لهم حياة كريمة تقوم على التقدير والاحتواء والتفاعل الإيجابي داخل الأسرة والمجتمع.
جاء المؤتمر الصحفي الذي شهد إطلاق دليل “لنحمي كبارنا بحب”، تزامناً مع اليوم العالمي للتوعية بشأن معاملة المسنين، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بقضايا كبار المواطنين، وتأكيد الدور المحوري الذي تلعبه الأسرة في توفير بيئة آمنة ومحبة تضمن لهم الصحة النفسية والجسدية، وترسخ لقيم الوفاء والعطاء المتبادل بين الأجيال.
حضر المؤتمر سعادة مريم محمد الرميثي، مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، وسعادة عبد الرحمن البلوشي، مدير دائرة التخطيط الاستراتيجي والتطوير المؤسسي بمؤسسة التنمية الأسرية، وسعادة سعيد الغفلي، مدير دائرة الخدمات المساندة في مؤسسة التنمية الأسرية، وسعادة وفاء آل علي، مدير دائرة تنمية الأسرة في المؤسسة التنمية الأسرية، وعدد من الخبراء الاجتماعيين في المؤسسة، وعدد من الشركاء الاستراتيجيين، والجهات الشريكة، وممثلي وسائل الإعلام، وكبار المواطنين.
وقالت سعادة مريم محمد الرميثي، مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية: “إن دليل “لنحمي كبارنا بحب” يُجسد مدى التزام المؤسسة الراسخ تجاه كبار المواطنين، ويعبر عن إيمانها العميق بأهمية الرعاية القائمة على الاحترام، والاحتواء، والوعي النفسي، والذي يُعد ثمرة جهود تكاملت فيها الخبرة والمعرفة، ليكون مرجعاً توعوياً وموجهاً يُسلط الضوء على السلوكيات العاطفية غير المقصودة التي قد تؤثر سلباً في هذه الفئة العزيزة، نظراً لما يتضمنه من بدائل إيجابية تعزّز التواصل الإنساني الحقيقي، وتُسهم في بناء بيئة أكثر أماناً ودفئاً لهم.. إننا اليوم لا نطلق دليلاً فحسب، بل نُطلق رسالة محبة ووفاء، تُجدد العهد تجاه من سبقونا في العطاء، وتُرسخ ثقافة الرفق والتقدير في كل بيتٍ ومؤسسة”.
وأشارت سعادتها خلال كلمتها إلى أن احترام هذه الفئة وتقدير عطائها هو نهج راسخ تستلهمه مؤسسة التنمية الأسرية من رؤية القيادة الرشيدة التي يأتي على رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، والذي يولي اهتماماً بالغاً بتعزيز قيم الوفاء والاعتراف بالجهود الوطنية.
وأكدت أن مؤسسة التنمية الأسرية تمضي قدماً بفكر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، وحرصها المستمر على احتواء وتقدير الفئات التي أفنت حياتها في خدمة الوطن، انطلاقاً من إيمانها العميق بأن بناء الأوطان لا يكتمل إلا بصون كرامة من أسهموا في نهضتها، متوجهة بجزيل الشكر والعرفان إلى سموها على رعايتها الكريمة ودعمها المتواصل لكبار المواطنين، الذي يجسد أسمى معاني الوفاء والعطاء، ويرسخ قيم الرحمة والتقدير في مجتمعنا.
وأعربت الرميثي عن تفاؤلها بما يتضمنه هذا الدليل الذي يأتي في إطار الالتزام الإنساني والمجتمعي العميق تجاه فئة غالية على قلوبنا، وهي فئة كبار المواطنين، الذين أفنوا أعمارهم في العطاء وبناء الأوطان، ويسعى إلى تسليط الضوء على مظاهر الإساءة العاطفية غير المقصودة، تلك التي قد تتسلل إلى تفاصيل الحياة اليومية بحسن نية، لكنها تترك أثراً عميقاً في نفوس من يستحقون كل احترامٍ وتقدير، لافتة إلى أنه يقدم مجموعة من البدائل السلوكية الإيجابية، التي تُسهم في ترسيخ بيئة أسرية ومجتمعية أكثر وعياً واحتواءً، وتدعم جودة الحياة النفسية لكبار المواطنين، بما ينسجم مع قيمنا الأصيلة، ورؤية الدولة في تعزيز الكرامة والرفاه لكل فردٍ في كل مرحلة من مراحل العمر.
وشددت سعادتها على أن المؤسسة تسعى من خلال دليل “لنحمي كبارنا بحب”، الذي يُعد خطوةً نوعيةً نحو تعزيز الوعي المجتمعي بمفاهيم الرعاية العاطفية لكبار المواطنين، إلى تسليط الضوء على ممارسات قد تُرتكب بحسن نية لكنها تترك أثراً نفسياً عميقاً، وترسيخ بيئة أسرية ومجتمعية قائمة على الاحترام والرحمة والتقدير الحقيقي لتجاربهم وحكمتهم، وإبراز أهمية التواصل الفعّال معهم، والاستماع إلى احتياجاتهم دون افتراضٍ مسبق، بما يعزّز من شعورهم بالقيمة والانتماء، ويراعي خصوصيات المرحلة العمرية لكبار المواطنين، ويُسهم في تحسين جودة حياتهم، من خلال إشراكهم في القرارات الأسرية، وتوفير فرص للتفاعل الاجتماعي المثمر، من أجل ضمان كرامة مصونة ودور فاعل في نسيج المجتمع.
وأكدت أن هذا الدليل يضع مصلحة كبار المواطنين فوق كل اعتبار، قائلة: “نهديه لكل شخصٍ يُدرك أن رعاية كبارنا ليست مجرد واجبٍ اجتماعي، بل فعلُ وعيٍ وإنصافٍ وعاطفةٍ ناضجةٍ تُدرك أن الكرامة لا تُمنح، بل تُصان.. فهو دليلٌ لمن يؤمن أن الحب ليس بالنيات وحدها، بل بما يُرافقها من فهمٍ عميقٍ لاحتياجاتهم النفسية، واحترامٍ لخبراتهم، ولمن يريد أن يكون حضوره في حياة كبارنا مصدر طمأنينةٍ لا عبء، ويداً تمتد لتربّت، لا لتُقرر.. إنه رسالةُ محبّةٍ تُترجم إلى ممارساتٍ يوميةٍ تُعيد إليهم ما يستحقونه من مكانةٍ تليقُ بهم، وتقديرٍ لا يغيبُ، وانتماءٍ لا ينكسر”.
وثمنت سعادتها جهود القائمين على إعداد دليل “لنحمي كبارنا بحب”، على جهودهم المخلصة في تعزيز الوعي برعاية كبار المواطنين، وتقديم محتوى إنساني يعكس فهماً عميقاً لاحتياجاتهم ويُسهم في بناء مجتمع أكثر رحمةً وتقديراً، كما قدمت شكرها لممثلي وسائل الإعلام والجهات الإعلامية على دورهم الحيوي في نقل الرسالة وإيصال مضمون الدليل إلى مختلف فئات المجتمع، بما يعزّز ثقافة الوعي والمسؤولية المجتمعية.
وعقب انتهاء المؤتمر الصحفي تم إطلاق عدد من الفعاليات المصاحبة وسلسلة من المناقشات العامة التي سلطت الضوء على أبرز محاور دليل “لنحمي كبارنا بحب”، إلى جانب استعراض البرنامج التدريبي “الخطوات الاستباقية نحو حماية كبار المواطنين”، الذي يهدف إلى تعزيز المهارات والمعارف في مجال الرعاية الواعية، كما شمل المؤتمر ورشة توعوية حول حقوق كبار المواطنين، ولعبة تفاعلية تحت عنوان “لنحمي كبارنا بحب”، والتي تم تصميمها بأسلوب مبتكر لترسيخ المفاهيم الإنسانية وتعزيز التواصل الإيجابي مع هذه الفئة العزيزة.
وتحرص مؤسسة التنمية الأسرية على تقديم أوجه الرعاية الشاملة لكبار المواطنين، انطلاقاً من إيمانها العميق بدورهم الحيوي في بناء المجتمع، ووفاءً لما قدّموه من عطاءٍ وتضحياتٍ، من خلال تطوير برامج نوعية ومبادرات مبتكرة تعزّز جودة حياتهم، وتوفر لهم بيئة أسرية ومجتمعية داعمة تقوم على الاحترام والاحتواء، بما ينسجم مع القيم الإنسانية والوطنية، ويواكب توجهات الدولة في ترسيخ مبادئ التكافل الاجتماعي وتعزيز رفاهية جميع أفراد المجتمع.