أبوظبي – الوحدة:
قال مجلس حكماء المسلمين أن التصدي لاستغلال الأطفال والعمل القسري مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود لوضع السياسات الرشيدة، وسن القوانين الرادعة، وتوفير الحماية الاجتماعية والتعليم الجيد، وتعزيز ثقافة المسؤولية المجتمعية تجاه الأطفال، وتكثيف الجهود لمكافحة الفقر والجهل؛ باعتبارهما من أبرز أسباب عمل الأطفال.
أشاد المجلس بالمبادرات والبرامج التي تنفذها بعض الدول والمؤسسات لتمكين الأسر ودعم التعليم، مما أكد المجلس ضرورة تحلي الدور التوعوي والتربوي الذي يمكن أن تقوم به المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية في مناهضة هذه الظاهرة باتباع الدين الإسلامي الحنيف الذي كرم الكائن الذي له الحق في الرعاية والتعليم والحماية والنمو في بيئة آمنة وسليمة.
والإسلام أول من أرسى حماية حقوق الطفل، واهتمَّ الإسلام بالإنسان اهتماماً بالغاً، وظهر ذلك واضحاً جلياً في الاهتمام بكل مراحل حياة الإنسان، فاهتمَّ الإسلام بالإنسان جنيناً ورضيعاً وصبياً وشاباًّ ورجلاً وشيخاً.
ويُعَدُّ الاهتمام بالإنسان في كل مراحل حياته وعمره من المعالم والسمات البارزة في أحكام الإسلام وتشريعاته ونظمه.
وقد كان هذا الاهتمام منبعثاً من اهتمام آخر، وهو الاهتمام بالطفولة والطفل؛ لأن الطفولة هي مرحلة الإنشاء والتأسيس للإنسان، فكان الاهتمام به طفلاً من أجلِّ صور الرعاية والعناية به.
ولم يكن الاهتمام بالطفولة والطفل في الإسلام وليد تأثر بفكرٍ اجتماعي سابق أو معاصر لظهور الإسلام، ولم يكن أيضاً تطوراً لنظريات ورؤى فكرية تحاول التعامل مع مكونات التجمع البشري رجاء تحصيل أفضل ظروف معيشية له.
بل جاء اهتمام الإسلام بالطفولة والطفل أنموذجاً فريداً مبهراً لكل من حوله، وأدلة ذلك التفرد الذي يكشف عن أصالة الاهتمام بالطفل وحقوقه في الإسلام كثيرة، أمانة عظيمة ومسؤولية يتوقف عليها بناء أجيال صالحة وأمة متماسكة، لذلك نوضح أهم وصايا الرسول في تربية الأبناء، تربية الأبناء مسؤولية عظيمة تقع على عاتق الآباء والأمهات، وهي البنية الأساسية لبناء مجتمعات قوية ومتينة في الإسلام، كما تُعتبر تربية الأبناء عبادة عظيمة، أوصى بها النبي محمد ? وحث عليها في العديد من أحاديثه الشريفة.