أخبار الوطن

إطلاق 11 برنامجًا للمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة

الشارقة – الوحدة:

أطلق المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، ومقره الشارقة، حزمة من البرامج النوعية المتكاملة خلال دورته الحالية (2025 – 2026م)، في إطار تحقيق استراتيجياته الرامية إلى تطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها في دول الخليج، وذلك بالتنسيق مع مكتب التربية العربي لدول الخليج.

وتهدف هذه البرامج إلى تعزيز قدرات المؤسسات التعليمية والمعلمين والمشرفين والمناهج المتخصصة، وتستهدف كافة الجهات المعنية بتعليم اللغة العربية، بما يشمل مصممي المناهج والإدارات التربوية والمعلمين، والمشرفين التربويين، بما يسهم في توحيد الجهود التربوية وتكاملها على المستوى الخليجي.

وتضم الحزمة أحد عشر برنامجًا متنوعًا، من بينها سبعة برامج بحثية ودراسات متخصصة، بالإضافة إلى مسابقات ومشاريع تربوية وفعاليات ومؤتمرات تسهم جميعها في تطوير منهجية تعليم اللغة العربية وتقديم نماذج عملية وميدانية لتطبيق أفضل الممارسات التعليمية الحديثة.

وتعد هذه المبادرات امتدادًا لدور المركز الحيوي في دعم اللغة العربية وتقديم حلول علمية وتربوية مبتكرة لتحديات التعليم باللغة الأم.

ومن أبرز البرامج، برنامج “لقاءات مسؤولي الأجهزة المتناظرة” في مجال اللغة العربية، الذي يعزز التواصل المؤسسي المستمر مع أعضاء مجلس أمناء المركز بوصفه مجلسًا استشاريًا لتقديم المشورة وتبادل الخبرات، كما يركز على تطوير خطط العمل والتعاون مع الجهات التربوية في دول الخليج في سبيل رفع جودة تعليم اللغة العربية.

كما يطلق المركز برنامجًا يركز على “عقد مؤتمرات وفعاليات مشتركة مع المؤسسات المعنية بخدمة اللغة العربية”، من خلال تنظيم مؤتمر اللغة العربية الدولي بالشارقة والمشاركة في الفعاليات الإقليمية والدولية، بما يتيح تبادل التجارب ونشر أفضل الممارسات، استنادًا إلى نتائج الدورة السابقة، بهدف إيجاد حلول للتحديات التربوية في تعليم اللغة العربية وتعزيز مكانتها محليًا ودوليًا.

ويستكمل المركز تنفيذ “الدليل الإجرائي لتعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى وفق الإطار المرجعي (إمتاع)”، وهو أول إطار عربي مرجعي من نوعه، يركّز على إعداد مناهج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها على أسس علمية وتربوية واضحة، تتضمن آليات التقييم، والمحتوى، وطرائق التدريس، والمواصفات المعيارية اللازمة لتطوير تلك المناهج بشكل يتماشى مع المعايير الدولية.

كما يضم البرنامج خطة لتنمية مهارات الأطفال في القراءة والكتابة من خلال توظيف “أدب الطفل الرقمي”، مستفيدًا من الإمكانات التقنية والوسائط التفاعلية كأداة تعليمية تعزز الذكاء اللغوي وتنمي قدرات الأطفال التعبيرية في بيئة تعليمية حديثة تشمل القصص الرقمية والكتب الإلكترونية والأناشيد والألعاب التربوية.

وفي سياق دمج التعليم الحديث بالاحتياجات التربوية، يطرح المركز “الإطار المرجعي لتنمية مهارات الكتابة التفاعلية والتفكير المنتج باستخدام أنشطة التعليم المتمايز الإلكترونية” للمرحلة المتوسطة، من الصف السابع حتى التاسع، ويهدف إلى إعداد برنامج تربوي يعزز من قدرة الطلبة على التعبير والإبداع، مستندًا إلى استراتيجيات متعددة تستجيب للفروق الفردية بين المتعلمين.

ومن بين المبادرات المهمة، برنامج تطوير محتوى مناهج اللغة العربية للصفوف من الأول إلى السادس في ضوء متطلبات “المواطنة الرقمية”، الذي يعزز مهارات الأمان الرقمي والتفاعل المسؤول مع التكنولوجيا لدى الطلبة، بما يتسق مع مفاهيم الهوية الرقمية والمشاركة الفعالة في المجتمع المعرفي.

كما يتناول المركز تطوير تعليم اللغة العربية للصفوف من العاشر إلى الثاني عشر في ضوء “تطبيقات الذكاء الاصطناعي”، عبر الاستفادة من تقنيات حديثة تشمل الترجمة الآلية، والتفاعل مع النصوص، والتحدث التفاعلي، وتحليل اللغة، مما يعزز من جاذبية تعلم اللغة العربية ويواكب التطورات التكنولوجية في بيئة التعليم.

وفي جانب التحفيز والمواهب، ينظم المركز برنامج “مناهزات اللغة العربية” الذي يستهدف الطلبة الموهوبين من خلال مسابقات تبرز مهاراتهم في مجالات الإلقاء والشعر والفصاحة، سعيًا لتعزيز الانتماء للغة العربية، وتوسيع نطاق استخدامها بين الأجيال الناشئة في دول الخليج.

كما يُنظم برنامج مسابقات “الشعر والقصة والرواية” لطلبة التعليم العام، والذي يفتح آفاقًا أمام الطلبة الموهوبين للتعبير عن إبداعاتهم اللغوية، ويعزز من تواصلهم الثقافي، ويكرّس مفهوم التنافس الإيجابي والمتميز في محيطهم المدرسي والاجتماعي.

ويستكمل المركز تطوير سلسلة “أحب العربية” لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وذلك في مرحلتها الثانية، من خلال تحديث المحتوى والأساليب بما يواكب أحدث المعايير الدولية وتجارب المؤسسات التعليمية العالمية، ويضمن جودة المنتج التعليمي وثقة الجهات المعنية بتعليم العربية لغير الناطقين بها.

ويختتم المركز هذه الحزمة ببرنامج تطوير مناهج اللغة العربية للمرحلة الثانوية من الصف العاشر إلى الثاني عشر في ضوء “تطبيقات النظريات الدلالية الحديثة”، وهي نظريات تسهم في تعميق فهم المعاني والمفردات والعبارات، وتسهم في إثراء المحتوى وتحسين أدوات التفسير اللغوي لدى الطلبة، من خلال إعداد وثيقة مرجعية ودليل للمعلمين وتدريب الكوادر التربوية.

أكد الدكتور عيسى الحمادي مدير المركز التربوي للغةالعربية لدول الخليج بالشارقة أن هذه البرامج تم إعدادها وفق منهجيات علمية حديثة، وتأتي استجابة للتحديات التربوية الراهنة، كما تعكس التزام المركز بدوره الريادي في خدمة اللغة العربية على المستويين الإقليمي والدولي، ودعم جهود الدول الأعضاء في تطوير تعليم اللغة العربية وفق أسس رصينة تحقق الجودة والاستدامة

وأوضح أن هذه البرامج تجشد التزام المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج برؤية شاملة تستهدف تعزيز جودة تعليم اللغة العربية، وربطها بالمستجدات التربوية والتقنية، ودعم الكوادر التعليمية بمشاريع مبتكرة وعملية تنهض باللغة العربية وتخدم مستقبل الأجيال في دول الخليج والمنطقة العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى