صحة وتغذية

كليفلاند كلينك أبو ظبي تقدم علاجاً ثورياً لمرض باركنسون الأول من نوعه على مستوى المنطقة

العلاج الجديد يُظهر تحسناً ملحوظاً في حالة المريض بما يؤكد أهمية تقديم خيارات علاجية سباقة ترتقي بحياة المرضى لتطوير الرعاية الصحية

بينما تعتبر جراحة التحفيز العميق للدماغ العلاج الرئيسي المتطور لمرض باركنسون، يأتي علاج التسريب المستمر كبديل علاجي غير جراحي للمرضى غير المؤهلين لإجراء التحفيز أو الباحثين عن خيار علاجي آخر

أبوظبي – الوحدة:

نجح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من مجموعة M42، بتقديم علاج التسريب المستمر، وهو علاج متطور لمرض باركنسون المتقدم، في خطوة تجعله أول مستشفى في دول مجلس التعاون الخليجي يوفر هذا العلاج المبتكر. وتمكّن المستشفى مؤخراً من إدارة هذا العلاج على مريض إماراتي يبلغ من العمر 51 عاماً والذي أظهر منذ تلقيه العلاج تحسناً ملحوظاً، بما يؤكد قدرة هذه المنهجية المبتكرة على تعزيز جودة حياة المرضى. ويعتبر باركنسون اضطراباً عصبياً يتدهور بالتدريج ويتسبب بصعوبات في الحركة ويؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرضى. وبينما تعتبر الأدوية التي تُؤخذ عن طريق الفم المعيار الأساسي للتعامل مع المرض، فإن فائدتها تنحسر مع مرور الوقت، مما يؤدي لعودة الأعراض بين حين وآخر دون سابق إنذار، ويسبب حركات لا إرادية نظراً لعدم استقرار مستويات الدواء.
ويعتبر علاج التسريب المستمر بديلاً علاجياً متطوراً للمرضى غير المؤهلين للخضوع للتحفيز العميق للدماغ أو يفضلون خياراً علاجياً غير جراحي. والجدير بالذكر أن جميع المرضى المصابين بمرض باركنسون في مراحل متقدمة مؤهلون لتلقي هذا الخيار العلاجي. ويعتمد علاج التسريب المستمر على تسريب مزيج بين دوائيّ كاربيدوبا وليفودوبا بشكل مستمر تحت الجلد، إذ يعتبر هذان العقاران معياراً ذهبياً للتعامل مع مرض باركنسون. وبخلاف الأدوية الفموية، والتي قد تسبب عدم استقرار امتصاص الدواء وعدم اتزان السيطرة على الأعراض، يعتمد هذا العلاج على مضخة تقوم بتسريب الأدوية بشكل مستقر على مدار الساعة ضماناً لإدارة الأعراض بشكل مستقر ومتواصل.
وإضافة لذلك، تنخفض الحاجة للمتابعات بعد العلاج بشكل كبير لحدود مرة واحدة كل ستة أشهر، مقارنة بضرورة المراقبة المتكررة بعد الخضوع لجراحة التحفيز العميق للدماغ، بما يجعل هذا الخيار أكثر راحة على المدى الطويل بالنسبة للمرضى. وبدعم من فريق استثنائي من المتخصصين في مرض باركنسون الذين يقدمون الرعاية على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع، إلى جانب فريق متخصص في إعادة التأهيل وخبراء طبيين آخرين، يضمن مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي تلقي المرضى لأرقى مستويات الرعاية الشاملة التي تركز على أدق احتياجاتهم.
ومعلقاً حول تقديم هذا الحل العلاجي المتقدم في المنطقة، قال الدكتور جورج- باسكال هبر، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “يمثل تقديم علاج التسريب المستمر لمرض باركنسون في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي تطوراً لافتاً في سبل رعاية المرضى وتحسين نتائجهم العلاجية على مستوى المنطقة. ومع تزايد انتشار الأمراض العصبية التنكسية، تتصاعد حاجة المرضى لحلول علاجية شخصية ومبتكرة. لذلك نفخر في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بتصدر مشهد التطور الطبي وتقديم الخيارات العلاجية النوعية مثل هذا العلاج لإثراء منهجية رعاية الأمراض العصبية. وعبر تبني هذا الخيار العلاجي المتطور، نعمل على تحسين كفاءة العلاج واستشراف مستقبل تكون فيه الرعاية الصحية المتطورة التي تركز على المرضى المعيار الرئيسي على مستوى المنطقة”.

%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%81%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF %D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%83 %D8%A3%D8%A8%D9%88 %D8%B8%D8%A8%D9%8A

ومؤكداً على أهمية هذا العلاج، قال الدكتور شيفام أوم ميتال استشاري طب الأعصاب بمعهد الأعصاب في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “نفخر بكوننا أول مستشفى في المنطقة يقدم هذا العلاج المتطور بعد فترة وجيزة من توافره على مستوى العالم. ونحن في كليفلاند كلينك أبوظبي حريصون على تقديم طيف واسع من الخيارات العلاجية المتقدمة لمرض باركنسون، بما يشمل الأدوية التي تُؤخذ عن طريق الفم، وجراحة التحفيز العميق للدماغ، واليوم هذا العلاج الجديد ضماناً لتلقي كل مريض للخطة العلاجية المصممة وفقاً لاحتياجاته بدقة. وبالإضافة لذلك، يضمن فريقنا المتمرس من المتخصصين في مرض باركنسون، بدعم من فريق إعادة التأهيل والمتخصصين الطبيين الآخرين، الرعاية على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع والدعم الشامل للمرضى في كل مرحلة من رحلتهم العلاجية”.
ويعمل نظام التسريب المستمر بشكل مشابه لمضخة الأنسولين عبر جهاز صغير بحجم الهاتف المتحرك متصل بأنبوب رفيع ينتهي على الجلد. ويعمل الجهاز على حقن أدوية باركنسون بشكل مستمر خلال النهار والليل، ليحافظ على استقرار مستويات الأدوية ويحد بشكل كبير من اضطرابات الحركة وخللها. ويعمل هذا الابتكار الثوري على تغيير أسلوب التعامل مع مرض باركنسون في مراحل متقدمة، إذ يمنح المرضى مزيداً من الاستقرار والاستقلالية ويحسن من جودة حياتهم. وإضافة لذلك، فإن تصميمه البسيط يجعل من استخدامه أكثر سهولة، بما يجعل التحوّل لهذا العلاج أمراً يسيراً بالنسبة للمرضى ومقدمي الرعاية على حد سواء.
وعانى المريض من مرض باركنسون منذ أكثر من ثماني سنوات، وتم تشخيص إصابته في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي في عام 2019 بعد شعوره برعشة في اليد وعدم اتزانها. وفي السنوات الأخيرة، تفاقمت أعراض مرضه حيث بدأ يعاني من أعراض نفسية وقلق واضطراب في النوم وخلل شديد في الحركة، ولم تمنحه أدويته الاعتيادية الراحة سوى لفترات قصيرة. ومنذ تلقيه علاج التسريب المستمر في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، تحسنت حالته بشكل كبير، مما منحه استقراراً وجودة حياة أكبر.
ومتحدثاً حول تحسن حالته الصحية، أشار المريض الإماراتي: “لا يسعني تذكر عدد الليالي التي قضيتها عاجزاً عن النوم مع تدهور حالتي الصحية. ومنعني تفاقم أعراضي عن الاستمتاع بالوقت بصحبة أسرتي أو حتى الخروج والتنزه مع ابنتي. شعرت بأني أفوّت لحظات لا يمكن تعويضها. إلا أنني منذ بدأت بتلقي علاج التسريب المستمر، استعدت من جديد زمام السيطرة على حياتي. وقبل ذلك، كانت معاناتي يومية، ومخاوفي دائمة حول احتمالية تفاقم أعراضي. أما الآن، أشعر بالمزيد من الاستقرار ويمكنني الاستمتاع بيومي دون أي مخاوف. وفي الحقيقة، كنت واثقاً تماماً بقدرة مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي على إيجاد حلٍّ لحالتي، وقام بذلك بالفعل. أشعر بامتنان كبير لفريق الرعاية الاستثنائي في المستشفى على تقديم هذا العلاج المبتكر في دولة الإمارات، وعلى رعايتهم الدقيقة خلال رحلتي العلاجية”.
وباعتبار أن باركنسون من أسرع الحالات العصبية انتشاراً على مستوى العالم، مع توقعات بزيادة عدد الإصابات بمقدار الضعف في عام 2040، تبرز حاجة ماسّة لخيارات علاجية مبتكرة وفعالة. ووفقاً لإحصائيات اليوم، فإن 1% من الأشخاص بعمر يتجاوز 60 عاماً حول العالم مصابون بهذا المرض، مع تزايد معدلات الإصابة به بعمر أقل من 50 عاماً. ومنذ تقديمها في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي عام 2019، كانت جراحة التحفيز العميق للدماغ العلاج الرئيسي التقدم لمرض باركنسون في دولة الإمارات. وأجرى المستشفى حتى اليوم بنجاح 100 جراحة من هذا النوع.
وعبر توفير علاج التسريب المستمر لأول مرة في دول مجلس التعاون الخليجي، يتصدر مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي مشهد رعاية الأعصاب، في حين ترسخ هذه الخطوة التزام دولة الإمارات بالتحول إلى مركز عالمي للابتكار الطبي. وعبر منهجية متعددة التخصصات في رعاية المرضى، حيث يتعاون المتخصصون في أمراض الأعصاب والإجراءات الجراحية وإعادة التأهيل وتخصصات أخرى، يواصل المستشفى إرساء معايير جديدة في تطوير الخيارات العلاجية التي ترتقي بالمخرجات العلاجية للمرضى وتحسّن جودة حياتهم في المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى