الوحدة الرياضي

بونو يحقق أحلامه على المسرح العالمي

واشنطن-(د ب أ):

يثبت ياسين بونو دائما أنه الحارس الذي يعتمد عليه في اللحظات الحاسمة، فبعد أن منح فريقه الهلال السعودي نقطة ثمينة أمام ريال مدريد الإسباني في بطولة كأس العالم للأندية، يؤكد المغربي حضوره البارز في بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد سنوات من التألق مع منتخب بلاده بكأس العالم 2022

وحين احتسب الحكم الأرجنتيني فاكوندو تيو ركلة جزاء لصالح ريال مدريد بالدقائق الأخيرة من مواجهته أمام الهلال في افتتاح مشوارهما بكأس العالم للأندية، المقامة حاليا في الولايات المتحدة، كان على لاعبي الفريق الملكي تأجيل احتفالاتهم قليلا، لأن الحارس، الذي كان يقف تحت عارضة الفريق السعودي ليس خصما سهلا في مثل هذه المواقف.

وبالطبع، الإسبان يعرفون ذلك جيدا، لأنه قبل 3 أعوام في قطر، تصدى ياسين بونو لركلتي ترجيح في مواجهة دور الـ 16 من كأس العالم 2022 بين إسبانيا والمغرب، ليقود (أسود الأطلس) إلى تأهل تاريخي لدور الثمانية.

وفي صيف 2025، كان بونو في الموعد مرة أخرى ليجدد كابوسه أمام العملاق الإسباني ريال مدريد بالتصدي لركلة جزاء الأوروجواياني فيديريكو فالفيردي، ليمنح الزعيم نقطة تاريخية أمام الملكي، ويواصل رحلته التي بدأت منذ الطفولة، وفيها تحققت الأحلام تباعا.

وتحدث الموقع الإلكتروني الرسمي لفيفا عن بونو، حيث أوضح أنه بدأ رحلته الحالمة في قطاع الناشئين بنادي الوداد البيضاوي المغربي، بعد عودته من كندا التي عاش فيها حتى سن الثامنة من عمره رفقة والديه كمهاجر مغربي.

وتدرج بونو في الفئات السنية حتى تم تصعيده للفريق الأول ليصبح الحارس الأساسي، لكن طموحه لم يتوقف عند النجاح في بلاده، حيث لم يتردد في قبول عرض أتلتيكو مدريد الإسباني.

واختار بونو اللعب مع الفريق الرديف لأتلتيكو على مكانته الأساسية في الوداد حتى يبدأ رحلته الاحترافية الأوروبية، حيث أظهرت هذه الخطوة عزيمته الكبيرة لتحقيق أحلامه، ولكنها اصطدمت بصخرة اسمها يان أوبلاك، حيث تألق الحارس السلوفيني مع فريق العاصمة الإسبانية ليسيطر على المركز الأساسي.

بونو اضطر للبحث عن فرصة عبر رحلتي إعارة إلى ريال سرقسطة ثم جيرونا الإسبانيين، ومع هبوط الأخير للدرجة الثانية، ذهب في إعارة ثالثة إلى إشبيلية في عام 2019.

وخلال عام، تحول بونو إلى حارس إشبيلية الأساسي، وقضى سنوات من التألق في الملاعب الإسبانية، وكان خصما صعبا لريال مدريد طوال الوقت، ولكي تكون نهاية قصته مع الفريق الأندلسي سينمائية، فاز بجائزة زامورا كأفضل حارس في الدوري الإسباني لموسم 2021 / 2022، وهو إنجاز غير مسبوق لأي حارس عربي أو إفريقي.

بهذا التتويج، أضاف بونو فصلا جديدا إلى حكايته، قبل أن يقود الفريق للقب الدوري الأوروبي في 2023، مسدلا الستار على رحلة استثنائية، انتقل في نهايتها إلى الهلال في صيف 2023، لكن قبل ذلك، وبعدها، كان على موعد مع التاريخ على المسرح العالمي مرتين.

لقد كانت اللحظة الأبرز في مسيرة ياسين بونو هي تلك التي حقق فيها إنجازا غير مسبوق مع منتخب المغرب، بالحصول على المركز الرابع في كأس العالم 2022، وهناك، كشف للعالم عن براعته، خاصة في ركلات الترجيح أمام إسبانيا، حيث تصدى لركلتين كأول حارس عربي في التاريخ يتصدى لأكثر من ركلة جزاء في المونديال.

وقبل ذلك، أذهل يونو الجميع بأدائه المميز أمام بلجيكا، ثم البرتغال، مؤكدا أنه حارس من طراز عالمي، حيث نقل موقع فيفا حديثه، إذ قال “أحاول القيام بعملي، أحيانًا أنجح وأحيانًا لا، هذه هي كرة القدم”.

قاده ذلك، لدخول القائمة النهائية لأفضل حارس مرمى في العالم، قبل أن يصبح أول حارس أفريقي يتصدى لركلة جزاء في كأس العالم للأندية في نسختها الأولى الموسعة بمشاركة 32 فريقا.

وليكون الحدث استثنائيا، جاء أمام ريال مدريد، وفي الوقت المحتسب بدلا من الضائع. ليؤكد لفيفا بعد المباراة: “أرى ركلات الجزاء مزيجا من الحدس والحظ، واليوم كان علي أن أنجح في التصدي لها، أحيانا تسير الأمور كما نخطط، وأحيانًا لا. هذه هي طبيعة كرة القدم”.

قبل البطولة، أبدى بونو رغبته في تشريف الهلال بالمونديال في حواره مع فيفا، وبعد المباراة ضد ريال مدريد أكد: “لعبنا بذكاء، وضغطنا عندما لزم الأمر، وصنعنا الكثير من الفرص كذلك. لقد عانينا بدنيًا، وكذلك ريال مدريد. أجرينا تبديلات كثيرة قبل 20 دقيقة من النهاية. أداؤنا الفني كان ممتازًا، وأنا سعيد بذلك”.

كما امتدح بونو ريال مدريد، حيث قال “إنه فريق لديه أفكار جديدة، لكن ليس من السهل أن يأتي مدرب جديد وبعد أسبوع يتغير كل شيء. أعتقد أن ريال مدريد قدم مباراة كبيرة، وأعتقد أنهم سيتطورن أكثر مع تشابي ألونسو لأنه مدرب عظيم”.

وفي النهاية، كان له ما أراد في فصل جديد من رحلته بدأت في الطفولة ووصلت إلى المجد، في قصة سينمائية آمن فيها البطل بأحلامه رغم صعوبة الطريق، وأبدى استعداده لتقديم التضحيات على مدار أكثر من 20 عامًا، لتأتي النهاية السعيدة في أكثر من فصل، ويتحول إلى ملهم لملايين الأطفال الحالمين حول العالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جريدة الوحدة