روما – الوحدة:
شارك معالي الدكتور علي راشد النعيمي عضو المجلس الوطني الاتحادي، في أعمال المؤتمر البرلماني الثاني للاتحاد البرلماني الدولي حول الحوار بين الأديان، الذي يستضيفه البرلمان الإيطالي في العاصمة روما، خلال الفترة من 19 إلى 21 يونيو 2025، تحت شعار: “تعزيز الثقة واحتضان الأمل من أجل مستقبلنا المشترك”.
وأكد معالي الدكتور علي النعيمي خلال مشاركته في الجلسة التي ناقشت موضوع “التصدي للكراهية القائمة على أساس الدين أو المعتقد: الحد من الاستقطاب ومنع التجريد من الإنسانية وتسييس الدين”، أن الكراهية الدينية باتت من أخطر التهديدات التي تواجه السلم المجتمعي، لا سيما مع تصاعد خطاب الإقصاء عبر الفضاء الرقمي، مما يحتم ضرورة التحرك العاجل لمواجهتها عبر أطر تشريعية وتربوية، وشراكات مؤسسية فعالة.
وأشار إلى أهمية استثمار هذا المحفل الدولي لتفعيل أدوات الدبلوماسية البرلمانية والدينية، حيث إن كل طرف في هذا العالم يتحمّل مسؤولية أخلاقية وإنسانية أصيلة في صون السلم وتعزيز الاستقرار، وشدد على أهمية المضي قدما في بناء حوار جاد وفعّال، قائم على الثقة والاحترام المتبادل، وصولًا إلى تفاهم يُعزّز الثقة، ويُكرّس الاحترام، ويُؤسس لتعايش دائم.
وقال معالي النعيمي، إن خطاب الكراهية مهما كان مصدره أو مبرّره، ينبغي أن يُصنّف كجريمة ضد الإنسانية، لأنه يُشكّل عدوًا مشتركًا للبشرية جمعاء، ويتطلب مواجهته تضافر الجهود بين البرلمانات، والمؤسسات الدينية، ومكونات المجتمع المدني، مشيرا إلى أن الأديان السماوية والمعتقدات الإنسانية تتضمن في جوهرها منظومات من القيم النبيلة، أبرزها الرحمة، والعدل، والتسامح، داعيًا إلى الإنصات المتبادل، وتحمل المسؤولية المشتركة في مواجهة التحديات العابرة للحدود، وفي مقدمتها: التطرف، وتسييس الدين، وتجريد الآخر من إنسانيته.
ونبه إلى أن هناك من يدّعي تمثيل الدين، ويسعى إلى جرّ العالم نحو صراعات دينية مفتعلة تخدم أجندات متطرفة، مؤكدًا أن هذه المعارك لا رابح فيها، بل إن الإنسانية بأسرها تخسر، ومن هنا تبرز مسؤولية القادة السياسيين والدينيين في وقف هذا الانزلاق الخطير، والدفاع عن القيم الجامعة التي تتقاسمها البشرية.