أخبار عربية ودولية

إنقاذ عائلة فلسطينية حوصرت 37 يوما في خان يونس

غزة-(د ب أ): أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مساء السبت، إنقاذ عائلة فلسطينية مكونة من ستة أفراد بعد حصار استمر 37 يوما في بلدة عبسان شرقي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وذكرت الجمعية في بيان أن عملية الإنقاذ تمت بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وشملت إخراج العائلة التي تضم طفلين وامرأة مسنة من منزلها الواقع في منطقة حدودية تخضع لسيطرة مشددة من الجيش الإسرائيلي، وسط ظروف إنسانية صعبة.

وأوضح البيان أن العملية تطلبت “تنسيقا مكثفا استمر عدة أيام بسبب التعقيدات الأمنية والمخاطر الميدانية”، مشيرا إلى أن طواقم الإسعاف تحركت تحت القصف وفي ظل تحليق مكثف للطائرات المسيرة.

وقال سليمان قديح، رب العائلة البالغ من العمر 75 عاما، إنهم ظلوا محاصرين في غرفة واحدة دون مياه نظيفة أو طعام كافٍ. وأضاف: “كنا نعيش كالأشباح. القصف لم يتوقف، وأي حركة خارج المنزل كانت تعني الموت”.

وأشار البيان إلى أن أفراد العائلة، وهم رانيا قديح ونيبال قديح وخلود قديح والطفل عمران، عانوا من سوء تغذية ونقص في الأدوية، فيما كان سليمان يعاني من ارتفاع ضغط الدم دون توفر العلاج المناسب.

وقالت رانيا، وهي إحدى أفراد العائلة، إن كل يوم مرّ كان “اختبارا لصمودنا، لكن الأمل لم يفارقنا بفضل دعوات أطفالنا”.

وذكر مصدر في طواقم الإنقاذ أن الفرق واجهت صعوبات بالغة خلال العملية، وكان عليها التحرك بحذر شديد لتفادي استهدافها. وقال المصدر: “لحظة خروج العائلة كانت الأصعب، كنا نصلي ألا نتعرض لإطلاق نار”.

ونُقلت العائلة بعد إجلائها إلى مستشفى المواصي الميداني غرب خان يونس لتلقي الرعاية الطبية والنفسية.

وقال مسؤول في المستشفى، إن “وضع العائلة مستقر حاليا، لكنها بحاجة إلى متابعة طويلة الأمد للتعافي من الصدمات وسوء التغذية”.

ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تعقيبًا على العملية أو على اتهامات الهلال الأحمر.

وتأتي هذه الواقعة في ظل استمرار تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث تدور الحرب بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقب هجوم شنه مقاتلو الحركة وأسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 55 ألف فلسطيني خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية، إلى جانب تدمير واسع في البنية التحتية والمرافق الحيوية.

وكان الطرفان قد توصلا إلى هدنة مؤقتة في يناير/كانون الثاني 2025 بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، غير أنها انهارت في مارس/آذار بعد استئناف الجيش الإسرائيلي لعملياته العسكرية.

وأثارت قصة عائلة قديح تعاطفا واسعا في غزة، حيث تجمّع العشرات أمام مستشفى المواصي للاطمئنان على وضعهم، فيما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى توفير الحماية للمدنيين وضمان ممرات آمنة للعمليات الإنسانية.

وقالت خلود قديح، وهي تمسح دمعة من عينيها، “كل ما أريده هو أن يعيش أطفالي بأمان، بعيدا عن القصف والخوف”. لكن مع استمرار النزاع، لا يزال مصير المدنيين في القطاع مفتوحا على المجهول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جريدة الوحدة