الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام .. والأمنية الحقيقية لكل المسلمين
بقلم : إبراهيم المحجوب – كاتب عراقي
الحج هو الركن الخامس من أركان الدين الإسلامي، وهو الأمنية الحقيقية لكل المسلمين. بقلم إبراهيم المحجوب. فرضه الله سبحانه وتعالى على المسلمين الذين يستطيعون تأديته مرة واحدة في العمر، وفيه عبادة عظيمة تجمع بين الطاعة الجسدية والروحية، وتجد فيه وحدة المسلمين والمساواة بين الغني والفقير، وبين الخادم والمخدوم، وبين العبد والملك.
ومن أجل تيسير أداء هذه الفريضة، فقد وضعت شروط شرعية أهمها الاستطاعة مالياً وجسدياً وسلامة أمن الطريق، استناداً إلى قوله تعالى: “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين”.
الحكمة العظيمة من أداء هذه الفريضة المقدسة هي تجديد العهد مع الله وتطهير النفوس من كافة الخطايا والذنوب، وفي نفس الوقت تعبير عن المساواة بين الناس جميعاً، حيث تجد أن الجميع يرتدي ملابس الإحرام التي تكون من نوع واحد ومن لون واحد. نعم، إنها إحياء لذكرى سيدنا إبراهيم عليه السلام وعائلته وأهله عندما كانوا فرادى في هذا المكان البعيد بين الجبال الوعرة التي اختارها الله لهم لتكون المأوى الذي يأتي إليه الناس من كل دول العالم وهم يرددون: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”. في هذه الفريضة وفي شعائرها المقدسة تجد الشعور بوحدة الأمة الإسلامية بكل أطيافها ومذاهبها ولغاتها المتعددة من كل شعوب العالم.
تبدأ مناسك الحج بالنية والقصد بالتوجه إلى البيت الحرام في مكة المكرمة لأداء مناسك مخصوصة في وقت مخصوص، تعبداً لله تعالى، وأولها زيارة الكعبة المشرفة، ثم منى، وعرفات، ومزدلفة. وهذه هي أماكن الشعائر التي يؤديها الحجيج في مناسك الحج، ويبدأ في شهر ذي الحجة (من اليوم الثامن إلى الثالث عشر). وأهم يوم هو يوم عرفة (التاسع من ذي الحجة)، وهو ركن الحج الأعظم.
لقد حدد الله سبحانه وتعالى لنا أركان الحج بأربعة أركان لا يصح الحج بدونها:
1. الإحرام: نية الدخول في النسك.
2. الوقوف بعرفة: في التاسع من ذي الحجة، من بعد الزوال إلى الفجر.
3. طواف الإفاضة: الطواف حول الكعبة بعد الرجوع من عرفات.
4. السعي بين الصفا والمروة.
أما أنواع الحج فهي:
1. حج التمتع: العمرة أولاً ثم الحج (بفاصل زمني).
2. حج القِران: الجمع بين الحج والعمرة بإحرام واحد.
3. حج الإفراد: الحج فقط دون عمرة، بإحرام واحد.
ولا بد هنا أن نذكر مناسك الحج التي يؤديها كل الحجيج في رحلتهم إلى بيت الله الحرام:
1. الإحرام من الميقات.
2. الطواف بالبيت (طواف القدوم).
3. السعي بين الصفا والمروة.
4. الذهاب إلى منى في 8 ذي الحجة (يوم التروية).
5. الوقوف بعرفة في 9 ذي الحجة.
6. المبيت بمزدلفة بعد مغيب شمس يوم عرفة.
7. رمي جمرة العقبة الكبرى في 10 ذي الحجة.
8. ذبح الهدي (للمتمتع والقارن).
9. الحلق أو التقصير.
10. طواف الإفاضة.
11. المبيت بمنى أيام التشريق (11 و12 وربما 13).
12. رمي الجمرات الثلاث.
13. طواف الوداع قبل مغادرة مكة.
وبهذا يكون الحاج قد أتم هذه المناسك وقد يكون من الذين فازوا بمحو الذنوب، وهذا مستند إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه” متفق عليه. وقد قيل إن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
دعاؤنا للجميع بأداء هذه الفريضة المقدسة.
