صحة وتغذية

الإمارات تشارك للمرة الأولى في دورة الألعاب العالمية لمجتمع وهب وزرع الأعضاء في درسدن -ألمانيا

دبي – الوحدة:

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن مشاركتها للمرة الأولى في دورة الألعاب العالمية لمجتمع وهب وزرع الأعضاء (WTG)، والتي ستُقام في مدينة درسدن الألمانية في أغسطس 2025. ويضم الفريق الإماراتي عدداً من المتبرعين بالأعضاء والمتلقين لها، الذين سيمثلون الدولة تحت اسم “حياة”، البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية.
وتأتي هذه المشاركة التاريخية بعد انضمام الإمارات في عام 2024 إلى الاتحاد العالمي لألعاب مجتمع وهب وزرع الأعضاء (WTGF)، وهي مبادرة دولية تهدف إلى تعزيز الصحة والنشاط البدني والاحتفاء بالحياة بعد عمليات الزراعة. وتُعد هذه الدورة أكبر حدث رياضي عالمي للرياضيين المتلقين للزراعة، وعائلات المتبرعين، والمتبرعين الأحياء، حيث تُعرض فيها قصص الصمود، والشجاعة، والحيوية لمن تلقوا هذا العطاء الإنساني النبيل.

وعلق الدكتور علي العبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء في الإمارات، على الموضوع قائلاً: “تشير الإحصائيات العالمية إلى أن 10٪ فقط من المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة أعضاء يحصلون عليها. نحن بحاجة إلى مزيد من المبادرات التي تساهم في زيادة عدد المتبرعين، من خلال الاستثمار في الأنظمة، وبناء نماذج متكاملة داخل القطاع الصحي والجهات المعنية، بما يُتيح للمجتمع ممارسة حقه في التبرع وإنقاذ الأرواح”.
وأضاف: “برنامج ‘حياة’ هو ثمرة جهود مشتركة بين العديد من الجهات العالمية والمحلية، إلى جانب المؤسسات الحكومية والخاصة، لتحقيق هدف إنساني نبيل يتمثل في إنقاذ الأرواح، ونشر الأمل في المجتمعات داخل الدولة والمنطقة”.

وقال الدكتور جورج- بسكال هبر، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “إن مشاركة الإمارات في هذه الدورة يعكس إيمانها بقوة التبرع بالأعضاء وأثره في تغيير حياة الأفراد. ونفخر في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بكوننا جزء من منظومة صحية وطنية تقدم رعاية عالمية المستوى بعد عمليات الزرع، ما يعكس قوة وتأثير الابتكار الطبي عالمياً. وهؤلاء الرياضيون هم سفراؤنا للأمل، فهم يجسدون الهدف الحقيقي لمهمتنا في توفير الرعاية والأبحاث للحفاظ على الصحة. وتعكس رحلاتهم الابتكار الطبي والرعاية الإنسانية والإمكانات اللامحدودة التي تقدمها الإمارات. ونفخر بدعم هذه اللحظة التاريخية ونؤكد على التزامنا بتقديم رعاية الزراعة والصحة في المنطقة”.

فريق الإمارات ليس مجرد مجموعة من الرياضيين، بل هو دليل حي على أن الحياة بعد عمليات الزرع لا تقتصر على البقاء، بل تتجلى في الازدهار والعطاء، وكل رحلة من رحلاتهم تجسد العزيمة والابتكار الطبي وقوة العطاء البشري.

أعضاء الفريق:

هند جمعة – متبرعة بكليتها، بعد سنوات من مشاهدة والدتها تعاني بسبب جلسات الغسيل الكلوي وعملية زراعة فاشلة، تبرعت هند بكليتها في عام 2022. وتقول:
“اليوم كلتانا نعيش بطاقة متجددة. عدت إلى التدريب، حاملة معي ذكرى مشتركة بأن الصبر والإصرار والقليل من الحب العنيد يمكنه أن يغيّر حتى أصعب التوقعات”.

كيتي لاركينز – متلقية لزراعة كبد ومديرة الفريق. تم تشخيص حالتها عام 2021 وتم إنقاذها في أول عملية تبادل أعضاء بين الإمارات والكويت، وتقود اليوم فريق الإمارات. وتقول:
“آمل أن أُلهِم غيري من المتلقين ليُحسنوا استخدام هذه الهدية الثمينة، ويحققوا بها إنجازات عظيمة، تكريماً للمتبرع، واحتفاءً بجهود الفريق الطبي الذي أنقذ حياتي، وامتناناً للإمارات التي آمنت بأن حياتي تستحق الإنقاذ”.

عمر “OT” توم – متلقي لزراعة الكلى مرتين. رياضي ورائد أعمال، ويشارك في سباقات 100 متر و200 متر. ويقول:
“بصفتي أحد الأعضاء المؤسسين لفريق الإمارات، لا أركض فقط من أجل الفوز بالميداليات، بل لأكون قادراً على إلهام المتلقين في المستقبل ولبناء إرث رياضي لهم في الدولة”.

فاطمة راشد – متلقية لزراعة كلية. شاركت في المرة الأولى بالجري لمسافة 4.4 كم بعد شهر من العملية، وتشارك الآن في تدريبات متعددة في المضمار، تتميز رحلة فاطمة بالإصرار والصبر. تقول:
“أعمل على تجاوز الحدود باستمرار، لأن كل حركة الآن هي احتفال، وكل خطوة وكل رمية هي تحية للصمود والتعافي وهدية الحياة الرائعة”.

جاستن أنتوني – متلقي لزراعة رئتين. بعد معاناة مع ارتفاع ضغط الدم الرئوي، يعيش جاستن اليوم بحرية. ويقول:
“آمل أن تكون قصتي مصدر إلهام للآخرين حتى لا يفقدوا الأمل. كنت أعيش على الأوكسجين بشكل دائم، وعندما شعرت أن النهاية قريبة، حدثت المعجزة وأنقذتني”.

حسينة بيجوالا – متلقية لزراعة رئتين. بعد سنوات من التشخيص الخاطئ، منحتها عملية الزرع فرصة ثانية. وهي تعمل على رفع الوعي حول ارتفاع ضغط الدم الرئوي، والدعم النفسي للمتلقين، وأهمية التبرع بالأعضاء ودوره في تغيير حياة الآخرين.

وقالت مديرة الفريق كيتي لاركينز: “إن مشاركة دولة الإمارات في الألعاب تعكس التزامها بالتشجيع على التبرع بالأعضاء، والاحتفاء بالمتلقين وتشجيع أنماط الحياة النشطة، للتأكيد على أن الحياة بعد الزراعة يمكن أن تكون نشطة وملهمة”.

ويحمل فريق الإمارات مبادئ برنامج “حياة” والوعود بمستقبل أفضل، حيث يتم الاحتفاء بالفرص الثانية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الحياة بعد الزراعة، وإعادة الأمل لآلاف الأشخاص الذين ينتظرون دورهم. ويتم تكريم المتبرعين والعمل على زيادة الوعي وإثبات أن المتلقين يمكنهم أن يكونوا منافسين على أعلى مستوى، يُظهر فريق الإمارات الغاية والفخر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جريدة الوحدة