أخبار عربية ودولية

السائحون يتدفقون على أفغانستان… وحكومة طالبان تتوق للترحيب بهم

كابول – (أب):

سواء كانوا على متن طائرة أو دراجة بخارية أو عربات السفر المتنقلة أو حتى دراجات، بدأ السائحون في استكشاف أفغانستان، حيث يقوم المسافرون المنفردون أو المجموعات السياحية بالتجول في أنحاء البلاد التي كانت حتى وقت قريب تعاني من ويلات الحرب.

وتشعر حكومة طالبان في افغانستان، و سيطرت على السلطة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ولم تعترف أي دولة بها رسميا بعد، بسعادة بالغة للترحيب بهم.

وقال نائب وزير السياحة قدرة الله جمال لوكالة أسوشيتد برس في حوار مطلع الشهر الجاري” الشعب الأفغاني ودود ومضياف، ويرغب في استضافة السائحين القادمين من دول أخرى والتواصل معهم”. وأضاف” السياحة تجلب منافع كثيرة لأي دولة. ونحن على دراية بتلك المنافع ونسعى لأن تستفيد دولتنا منها تماما”.

وتعد السياحة قطاعا حيويا، يدر مليارات الدولارات للكثير من الدول.

وأدت عزلة أفغانستان على الساحة الدولية، التي ترجع بدرجة كبيرة إلى قيود طالبان على النساء والفتيات، لمعاناة الكثير من أفراد الشعب الأفغاني البالغ عددهم 41 مليون نسمة من الفقر . وفي الوقت الذي تسعى فيه أفغانستان جاهدة لجذب الاستثمارات الأجنبية، لم تغب الإمكانيات المربحة لقطاع السياحة عن بال الحكومة.

وقال جمال” نحن نجني حاليا قدرا كبيرا من الإيرادات من هذا القطاع، ونأمل في تزايدها في المستقبل” مشيرا إلى أن الأموال التي ينفقها الزائرون يمكن أن تصل إلى عدد أكبر من شرائح المجتمع مقارنة بالإيرادات الناجمة عن القطاعات الأخرى”. وأضاف ” نحن متفائلون بأن هذا القطاع سيتحول إلى اقتصاد كبير، يحقق مزايا كبيرة. فهو يقوم بدور مهم في تعزيز اقتصادنا الوطني”.

ويتم الحصول على تأشيرات السياحة بسرعة وبسهولة، كما يتم تسيير عدة رحلات أسبوعيا من مراكز السفر الرئيسية مثل دبي وإسطنبول. كما أقامت الحكومة معهدا للتدريب للرجال- للرجال فقط- الذين يسعون للعمل في قطاع الضيافة والسياحة.

وعلى الرغم من أن أعداد الزائرين مازالت قليلة، فإنها في ازدياد. وقد زار نحو 9000 زائر أجنبي أفغانستان العام الماضي، في حين زار نحو 3000 زائر البلاد خلال أول ثلاثة أشهر من العام الجاري، حسبما قال جمال.

وأدى الصراع شبه المستمر طوال أربعة عقود إلى عزوف كل الزوار تقريبا عن هذه الدولة الحبيسة المعروفة بالجبال الشاهقة و الأودية العميقة والتاريخ الممتد لآلاف السنين.

وأذهل استيلاء طالبان على السلطة من الحكومة المدعومة من أمريكا في أغسطس/آب 2021 العالم، ودفع الآلاف من الأفغان للهروب. ولكن مع انتهاء التمرد، توقف نزيف الدماء الناجم عن التفجيرات والهجمات الانتحارية المتكررة تقريبا.

مع ذلك، مازالت أفغانستان تشهد هجمات. ومازالت جماعة تابعة لحركة تنظيم داعش في أفغانستان نشطة ، وقد قتل المسلحون ستة أشخاص، بينهم ثلاثة سائحين إسبان في مايو/أيار 2024 في منطقة باميان، أحد المقاصد السياحية الرئيسية في البلاد، التي فجر فيها أفراد طالبان تماثيل بوذا المنحوتة في الجبال التي تعود لقرون مضت عام 2001.

وعلى الرغم من أن الدول الغربية مازالت تنصح بعدم السفر إلى أفغانستان، فإن تراجع وتيرة العنف الناجم عن التواجد العسكري لمدة عقدين بقيادة الولايات المتحدة أمر لا يمكن إنكاره، حيث تحرص الحكومة على توضيح ذلك.

وقال جمال” أفغانستان شهدت أعواما كثيرة من الحرب والمعاناة. الآن، نحن نريد أن يأتي السائحون وأن يشاهدوا التقاليد والأعراف الحقيقية للأفغان وأن يفهموا الحياة الأفغانية، الإبداع والصمود” مشيرا إلى وجود ” أمن شامل في أنحاء أفغانستان”.

ويشكك المنتقدون في أخلاقيات الأجانب الذين يزورون أفغانستان من أجل المتعة، في الوقت الذي تمارس فيه حكومتها التمييز بقوة ضد نصف أفراد الشعب.

ويشار إلى أن الحكومة تمنع الفتيات والنساء من التعليم بعد المرحلة الابتدائية، كما أن هناك وظائف قليلة متاحة لهن. ولا يمكن للنساء دخول المتنزهات أوالحدائق أو صالات ممارسة الرياضة.

كما تم إغلاق صالونات التجميل. وتفرض السلطات قيودا على الملابس التي ترتديها النساء، وتطالبهن بتغطية وجوههن، وهو القرار الذين مازال لا يلتزم به الكثير من النساء والفتيات، خاصة في كابول.

ويقول بعض الزائرين إنهم فكروا في الجانب الأخلاقي، ولكنهم في النهاية يريدون أن يروا الوضع بأنفسهم.

وتقول الفرنسية من أصل بيروفي إلياري جوميز إنها وشريكها البريطاني جيمس ليدارد ناقشا لنحو عام ما إذا كانا يمكنهما المرور عبر أفغانستان ضمن رحلتهما من المملكة المتحدة إلى اليابان على متن شاحنة تخييم.

وقالت” بعض الأمور لم تكن تبدو أنها جيدة أخلاقيا”.

وأضافت أنه لكن بمجرد وصولهما، وجدا شعبا ودودا ومضيافا ومناظر طبيعية جميلة. فهما لم يشعرا بأن وجودهما يشكل أي نوع من الدعم لطالبان.

وتمثل معاملة النساء قضية حساسة بصورة خاصة للمسؤولين الحكوميين. وقد رفض جمال التعليق على القضية ما عدا القول إن الزوار الذكور والاناث مرحب بهم.

وقال ” الذين يحترمون قوانينا وتقاليدنا قدموا بالفعل للبلاد، ويمكنهم الاستمرار في القدوم”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جريدة الوحدة