تونس تودع الفنان البارز الفاضل الجزيري
تونس – (د ب ا): توشح رجال الفن والثقافة والمقربين من الفنان البارز الفاضل الجزيري باللون الأبيض في مراسم تشييع جثمانه اليوم الثلاثاء الى مثواه الأخيرة.
وتوفي الفاضل الجزيري مساء أمس الاثنين، عن سن 77 عاما بعد صراع مع المرض. ووري اليوم الثرى في مقبرة مدينة “اوتيك” بولاية بنزرت شمال تونس.
وكانت آخر وصاياه قبل رحيله أن يرتدي مشيعوه اللباس الأبيض في جنازته، وهو اللون الذي طالما تميز بردائه كتعبير عن فلسفته الجمالية.
وقال على الجزيري نجل الفنان الراحل “لم يكن في ذلك اجبار، ولكنها لمسة المخرج في آخر محاولة لرسم لوحته الأخيرة”.
ونعت وزارة الثقافة الفنان الجزيري وذكرت في بيان تعزية “شكل الراحل الفاضل الجزيري علامة فارقة في تاريخ المسرح والسينما في تونس، بعد مسيرة تجاوزت خمسة عقود من الإبداع والتجديد”.
وعرض مهرجان الحمامات الدولي أول أمس الأحد، آخر أعماله “جارنتي العزيزة” وهي مسرحية امتزجت فيها الموسيقى بالتمثيل والغناء والرقص.
تميز الجزيري بتكوينه الفني المتعدد، حيث درس المسرح والفلسفة واللغة العربية والرسم والإخراج.
وهو يعد أحد رموز الثقافة التونسية من خلال أعماله التي أنتجها على مدى خمسين عاما في المسرح والسينما والموسيقى وفي مجال تجديد التراث.
وأسس مسرح الجنوب في قفصة عام 1972 ثم المسرح الجديد عام 1976. وقدم أعمالا مسرحية معروفة مع رفيق دربه المخرج الفاضل الجعايبي، مثل “عرب” و”الكريطة” و”العرس” و”غسالة النوادر”.
وفي السينما شارك في “ترافيرسي” (عبور) عام 1981 وفي “سجنان” للمخرج عبد اللطيف بن عمار عام 1974 وفي “الميسيا” للمخرج الإيطالي روبرتو روسيليني. وأخرج فيلميه “ثلاثون” و”خسوف”.
ولكن أكثر نجاحاته كانت في مسارح الغناء عبر الموسيقى الاستعراضية التي تمزج بين التراث التونسي والإيقاع المعاصر، حيث ارتبط اسمه بعرضي النوبة (1991) والحضرة (1992) والمحفل (2023).