بلومبرج: السياسيون في العالم تحت رحمة كورونا
نيويورك-(د ب أ):
السياسيون مخلوقات اجتماعية بشكل عام، يسافرون ويلتقون مع الأشخاص العاديين ورجال الأعمال ورؤوساء النقابات العمالية وكبار الموظفين وغير ذلك، لكن انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في العالم جعل القيام بهذه المهام أمرا صعبا. فأصبح هؤلاء السياسيون والزعماء تحت رحمة الفيروس المستجد، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.
لقد أدى انتشار فيروس كورونا ومحاولات السيطرة عليه، إلى تأجيل العديد من الاجتماعات الدولية أو عقدها عبر تقنية الفيديو كونفرانس، حتى لا يلتقي السياسيون ببعضهم البعض وجها لوجه خوفا من العدوى.
في ظل هذه الظروف، فإن الحاجة لظهور القادة أمام الجمهور يصبح أكثر أهمية وإلحاحا لتهدئة المخاوف العامة. كما أنه يجب العمل على ضمان أداء الآلة الحكومية لوظائفها بطريقة سلسلة، ومواجهة أسوأ نظريات المؤامرة بشأن الفيروس من الانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع التحرك لمنع استفادة التيارات اليمينية المتطرفة المناوئة للهجرة من استغلال هذه الظروف لتشديد إجراءات غلق الحدود الدولية أمام حركة الأشخاص.
ونقلت وكالة بلومبرج عن فرانك يورجن ريختر مؤسس ورئيس مجلس إدارة مركز الأبحاث الدولي هوراسيس في مدينة زيوريخ السويسرية القول إنه على دول العالم تبادل المعلومات بطريقة مفتوحة، واستخدام كل أطر العمل الإقليمية والدولية لمكافحة الفيروس، مضيفا أن «مثل هذا التعاون الشامل سيواجه عقبات، لكن التحديات الكبرى تحتاج إلى تحركات كبيرة للتعامل معها».
وقد ألقى انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم بظلاله على عمل السياسيين وممارسة النشاط السياسي، فبعدما أصيب عدد كبير من السياسيين والوزراء وكبار المسؤولين في العديد من دول العالم بالفيروس، أصبح الخوف من اللقاءات والاجتماعات قويا. وقد أصيب عدد من كبار المسؤولين في إيران بالفيروس وبعضهم مات بسببه.
وأصيب وزير دولة للشؤون الصحية في بريطانيا ووزير الدولة للشؤون البيئية في فرنسا ووزير النقل في إندونيسيا إلى جانب زعيم أحد أحزاب الائتلاف الحاكم في إيطاليا.
وكان وزير الداخلية الأسترالي الذي تأكدت إصابته بفيروس كورونا قد اجتمع مؤخرا وقبل الكشف عن الإصابة، بعدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية، بينهم إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي ومستشارته في واشنطن. كما تأكدت إصابة أحد مساعدي الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو، وكان هذا المساعد عضوا في الوفد البرازيلي الذي التقى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس. وتم إجراء تحليل لكل من بولسونارو وترامب وتأكد عدم إصابتهما بالفيروس.
ووضع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو نفسه في العزل الذاتي بعد أن تأكدت إصابة زوجته بالفيروس. كما تأكدت إصابة زوجة رئيسة وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز بكورونا بحسب ما ذكرته إحدى الصحف المحلية.
وتم وضع وزراء الحكومة الرومانية في العزل بعد أن تأكدت إصابة أحد أعضاء البرلمان عن الحزب الليبرالي الحاكم بالفيروس وحضوره اجتماعا معهم.
في ظل هذه الأوضاع سيناقش قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى كيفية التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد من خلال لقاء عبر تقنية الفيديو كونفرانس. كما سيعقد وزراء خارجية المجموعة مؤتمرا عبر الفيديو كونفرانس في وقت لاحق من الشهر الحالي، بعد إلغاء القمة التي كانت مقررة في الولايات المتحدة.
وكان مقررا أن يجتمع وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لدول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) في العاصمة الفيتنامية هانوي في الفترة من 25 إلى 27 آذار/مارس الحالي لكن تم تأجيل الاجتماع إلى موعد لم يتحدد بعد.
كما تقرر إلغاء المحادثات المباشرة بين بريطانيا والمفوضية الأوروبية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي كان مقررا عقدها في لندن. ويدرس المسؤولون إجراء هذه المحادثات عبر تقنية الفيديو كونفرانس. وعلق البرلمان الكندي جلساته حتى 20 نيسان/أبريل المقبل.
وكانت مواعيد إجراء الانتخابات في عدد من دول العالم الأشد تضررا من هذا الفيروس، فرغم إجراء الانتخابات المحلية في فرنسا أمس الاول الأحد، فإن الإقبال عليها كان الأقل على الإطلاق، حيث جاءت هذه الانتخابات بعد يوم واحد من إعلان الحكومة الفرنسية إغلاق المطاعم والمقاهي والأنشطة التجارية غير الضرورية.
ولكن في الولايات المتحدة، قررت ولايتا جورجيا ولويزيانا تأجيل التصويت في الانتخابات التمهيدية الرئاسية، كما قرر مرشحا الحزب الديمقراطي جو بايدن، وبيرني ساندرز إلغاء فعاليات حملتيهما الانتخابية العامة. وتم عقد مناظرة انتخابية بينهما أمس الاول الأحد بدون جمهور.
كما أرجأت بريطانيا الانتخابات المحلية التي كان مقررا إجراؤها في أيار/مايو المقبل، بما في ذلك انتخابات عمدة لندن. وقرر حزب العمال المعارض إلغاء مؤتمره الخاص لانتخاب الزعيم الجديد للحزب، والذي كان مقررا يوم 4 نيسان/أبريل المقبل. وقرر الحزب المسيحي الديمقراطي في ألمانيا بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل تأجيل مؤتمره العام الذي كان سيشهد اختيار الزعيم الجديد للحزب.
وجاء فيروس كورونا بمثابة قبلة حياة لمستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسي، بعد أن قررت وزارة العدل الإسرائيلية تأجيل محاكمته بتهم الفساد إلى أيار/مايو المقبل، والتى كان من المقرر أن تبدأ غدا الثلاثاء.
وفي رومانيا، تخلت المعارضة الرومانية عن معارضتها لتشكيل حكومة رئيس الوزراء لودفيتش أوربان ومنح البرلمان ثقته للحكومة حتى تتمكن من مواجهة أزمة كورونا.
ومع ذلك هناك دول أخرى قررت تجاهل مخاطر الفيروس، حيث أعلنت روسيا تمسكها بإجراء الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية التي تتيح للرئيس فلاديمير بوتين البقاء في السلطة حتى عام 2036. حيث سيتم التصويت في الاستفتاء يوم 22 نيسان/أبريل المقبل. وتعتزم صربيا إجراء الانتخابات العامة يوم 26 نيسان/أبريل المقبل.
ومازال الغموض يحيط بمصير قائمة طويلة من الاجتماعات التحضيرية سواء على مستوى الوزراء أو الخبراء لقمة مجموعة الدول العشرين المقرر عقدها في السعودية في وقت لاحق من العام الحالي. كما يحيط الغموض بالقمة المقررة للاتحاد الأوروبي وهل سيتم عقدها عبر الفيديو كونفرانس أم لا.