الاستقرار النفسي

بقلم الاستشاري النفسي آ. د ناصر الفضلي

رئيس مركز لندن للبحوث والاستشارات

إن الراحةَ النفسيّة أو الصحة النفسيّة، بمعنى أدق مطلبٌ مهمٌ وضروري لتحقيقِ الاستقرار النفسي، والابتعاد عن الأمراض والاضطرابات النفسيّة، ويؤدي ذلك إلى تحقيق التوازن  المنشود.  و تُعدّ الصّلاة الرّباط الأوثق بين العبد وربّه، يساعده ذلك على إزالة ترسبات الخوف  الناجمة من أسباب متنوعة والشحنات والانفعالات السلبيّة، والتخلص منها ، و كذلك التقرب إلى الله يزرع الهدوء والطمأنينة والإيمان بالقضاء والقدر، وتمنح الصَّلاة بشكلٍ عام الفرد طاقةً روحيةً تصلُ إلى قلبهِ وتزرعُ فيه الأمان والطمأنينة وتزيل عنه القلق والخوف ممّا يصل به إلى حالةٍ من الاسترخاء العصبي والاستقرار النفسي وقد  تواجهنا كثير من الضغوط التي يتوجب علينا التعامل معها بإيجابية، ومنع تسلط القلق والخوف مما يسبب  المشكلات النفسية، ويعيق الاستقرار النفسي، ولابد من التحكم السليم بالعوامل الإيجابية، وتحقيق سلامة التوافق النفسي والاجتماعي، والراحة النفسية.
ومن أبرز علامات الراحة النفسيه الأمن والسلام الداخلي تجاه الذات، والسلام الداخلي هو الشعور بالسكينة والطمأنينة، وانسجامه مع المشاعر والأحاسيس بطريقه متناغمة. والاطمئنان النفسي واستقراره  مطلب للتعايش السليم مع الذات والحصول بالتالي على الاستقرار النفسي، والتعبير النفسي عن مشاعرالإيجابية، وإبداء الحب، والتعبير تجاه الآخرين بشكل إيجابي وهذا مخزون من الحب، يحتاجه الفرد إذا تعرض لأزمة نفسية فيستعمله حينها مما يعود بالراحة النفسيه والآثار الإيجابية على الفرد والمجتمع وإضافة الاستقرار النفسي، وهو الطمأنينة والسلام الداخلي و القدرة على الإحساس بالسعادة ومحبة الذات واحترامها وتقديرها والاستقرار النفسي مما يجعلنا نبتسم ، فالابتسامة الصادقة والحقيقية النابعة من القلب تُعدّ رمزاً للصحةِ السليمة والسوية، كما أن الابتسامةَ سرٌّ من أسرار الجاذبية، وطريق مختصر وسهل إلى القلوب، كما أن لها  نوع من أنواع الطاقة االإيجابية التي تنشر السعادة والأمان تجاه الآخرين. ومن أهم عوامل الاستقرار النفسي عدم مقارنة النّفس بالآخرين ،فوجود المقارنة تدفع الفرد إلى التقليل من تقديره لمواهبه وقدراته وإنجازاته الذاتية التي يمتلكها، فالمقارنة في جميع مجالاتها واتجاهاتها قد تقود الفرد إلى بناء مستويات ذاتية غير مرضية، أو إلى الشعور بالإحباطِ والفشل، لذلك من الأفضل أن يُقارنَ الفرد نفسه مع نفسهِ بإنجازاته السابقة وإنجازاته الحالية؛ أي مقارنة ذاته كيف كانت؟ وكيف أصبحت؟.
وتعزيز الثقة بالنفس و دعم نفسه وشحنها بشكلٍ مستمرٍ بالثّقةِ والتقدير، ويكون ذلك من خلال التحديد الدَّقيق والواقعي للإمكانات والقدرات الموجودة لديه، وبناء صورة ذاتية منفردة كما يراها عن نفسه، ويساعده ذلك على التحرَّر من مجموعة الصور الذهنيّة التي يضعها الآخرون عنه، كما من المهم أن يُحدّدَ هدفه الذاتي ويسعى إلى تحقيقه؛ حيث يتوافق هذا الهدف مع قدراته وطاقاته واستعداداته كي لا يسبب له الشعور بالإحباط عند الفشل، بالإضافةِ إلى وجودِ أهمية لتقدير الذات بمكافئتها عند إنجاز المهام والنجاح في تنفيذ جميع أنواع الإنجازات، ويساهم ذلك في النهاية بتعزيز الثقة بالنَّفس والاستقرار النفسي ..