لدينا استراتيجية استثمار دولية وليس من الجيد حصر كل استثماراتنا في المنطقة فقط
زينجا ثاني بنك أسترالي يتحول إلى مؤسسة رقمية بالكامل لتلقي الودائع
الاستثمار المتوقع يشكل دفعة قوية لمجموعة أبوظبي للاستثمار
ترجمة -جلال بشرى:
أعلن سعادة زايد راشد بن عويضة الرئيس التنفيذي لمجموعة أبوظبي للاستثمار، ان المجموعة التي تضم 60 شركة تخطط للمضي قدما في الاستثمار في بنك زينجا ، وهو أحد البنوك الرقمية الجديدة المملوكة للقطاع الخاص في أستراليا.
وأعلن الرئيس التنفيذي لمجموعة أبوظبي للاستثمار أن المجموعة تعتزم الاستحواذ على نسبة 40 % من بنك زينجا بأستراليا .
وأعرب سعادة زايد بن عويضة في تصريحات لموقع -Banking Day – عن تفاؤله بشأن استثماره المفترض ، قائلاً إنه كلما اشتركت مبكراً بالاستثمار في تراخيص الخدمات المصرفية الرقمية ، زادت إمكانات النمو مما يشكل دفعة قوية لمجموعة أبوظبي للاسثمار.مؤكدا في الوقت نفسه إن تطبيقات البنوك الرقمية هي “مستقبل الصناعة المصرفية”،وأضاف قائلا: في أستراليا ، لا يوجد سوى أربعة أو خمسة بنوك من نوعها ، ولم يتم إصدار تراخيص جديدة للبنوك مؤخراً وعادة ، عندما تبادر للمشاركة بالاستثمار في وقت مبكر ، هناك احتمالات جيدة للتوسع ،سيكون التوسع رأسيًا في البداية ، خاصة أنه رخصة جديدة. من ناحية أخرى – والحديث لا يزال لسعادة زايد بن عويضة – فهو أيضًا بنك رقمي. هذا هو أحد التراخيص القليلة التي سيتم منحها … يبدأ كمصرف جديد وهو يحصل فقط على عملائه الأوائل ؛ فتخيل عدد العملاء الذين سينضمون إليه في غضون عام . ستكون خطوة جيدة جدا عندما تنتقل من شركة صغيرة جدًا إلى شركة كبيرة ، فإنك تستغل كل ميزة هذه الشركة الناشئة .
وأكد سعادة زايد بن عويضة انه بالإضافة إلى القطاع الخاص ، يمكن لحكومات الشرق الأوسط أن تشارك الآن في الاستثمار ببنك زينجا التابع لمجموعة أبوظبي للاستثمار.
كما ابدي الرئيس التنفيذي لمجموعة أبوظبي للاستثمار حرصه على تبديد الشائعات بأن مجموعة أبوظبي للاستثمار لن ترقى إلى مستوى الاتفاق. وأكد ان حجم المحفظة التي تعهدت بها المجموعة هو تقريبا بنفس حجم الرقم الذي أعلنه بنك زينجا ، وقال إنه يعمل على توسيع المحفظة “الآن”، مع حرص العديد من المستثمرين على المشاركة فيها، وألمح بشدة إلى مشاركة واحدة أو أكثر من الكيانات ذات الصلة بالحكومة في الإمارات العربية المتحدة ، أو ربما في الشرق الأوسط الأوسع.
وأوضح أن هذه الاستثمارات ستتم في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة.
وقال سعادة زايد بن عويضة أن مجموعة أبوظبي للاستثمار لم تكن فقط مؤهلة جيدًا للاستثمار ببنك زينجا ، ولكنهم كانوا في الواقع لاعبين أكبر بكثير ، مضيفًا أن حجم استثمار زينجا يعتبر صغيرًا وفقًا لمعايير مجموعتهم المعتادة.
وأكد ذلك بقوله:” لدينا أموال أكبر بكثير.. نحن نتعامل مع البنك الإسلامي للتنمية في جدة (المملكة العربية السعودية)، والبنك الدولي .. تلك هي مؤسسات دولية. نحن … نتعامل معهم. نحن حجم اسثماراتنا ليست فقط مماثلة لحجم استثمارات زينجا ،بل أكبر منه عشرات المرات” .
وتوقع سعادة زايد بن عويضة أن تحصل مجموعة أبوظبي للاستثمار على موافقة من المنظم المحلي ، هيئة الإمارات للأوراق المالية والسلع ، على إنشاء صندوق زينجا ،في غضون “أشهر” أو حتى “أسابيع” ، لكنه أضاف أن ظروف انتشار فيروس كورونا قد تجعل من إمكانية الوصول إلى المسؤولين الحكوميين أكثر صعوبة من المعتاد، قد يؤدي التأخير في الرد الرسمي إلى اختيار مجموعة أبوظبي للاستثمار اللجوء لاستيفاء التصاديق الرسمية من الخارج بدلاً من الداخل.
وشرح سعادة زايد بن عويضة الأسباب التي دفعت مجموعتهم إلى التوجه للاستثمار في أستراليا بقوله:”أعتقد أن التنظيم في أستراليا أفضل بكثير من الشرق الأوسط ، يجب علينا التنويع، إنها ليست مسألة ما إذا كانت دبلوماسية أو غير دبلوماسية. ليس من الجيد حصر كل استثماراتنا فقط في منطقة الشرق الأوسط بكل مخاطرها، يجب أن يكون لديك استراتيجية استثمار دولية، جزء من هذا هو الحفاظ على الاستثمارات في أجزاء أخرى من العالم.
وزينجا هو بنك جديد ورقمي بنسبة 100% مقره أستراليا ويدير عملياته عبر تطبيق للموبايل لتيسير خدماته ووضعها في متناول جميع الأفراد ،وقد تأسس في عام 2017 من قِبل الرئيس التنفيذي إريك ويلسون ، وحصل على ترخيص مصرفي كامل من هيئة تنظيم الإئتمان الأسترالية في عام 2019. وكان زينجا ثاني بنك أسترالي جديد يتم تحويله إلى مؤسسة رقمية بالكامل لتلقي الودائع.
وفي يوم 24 مارس الماضي أصدر بنك زينجا بيانًا قال فيه إن مجموعة أبوظبي للاستثمار تعهدت باستثمار 433 مليون دولار أسترالي في البنك.
وقال البيان: “سوف تستثمر مجموعة أبوظبي للاستثمار 160 مليون دولار أسترالي على الفور ، مع إتاحة المبلغ المتبقي البالغ 273 مليون دولار أسترالي ليتم سحبه في عدة شرائح حسبما يتطلب نمو بنك زينجا على مدار العامين المقبلين”.
في مقابلة مع شركة الاستشارات البريطانية ، تم بثها في مطلع مايو ، وصف الرئيس التنفيذي لبنك زينجا إريك ويلسون خطوة مجموعة أبوظبي للاستثمار بأنها “بالتأكيد واحدة من أكبر الاستثمارات في الشركات الأسترالية الناشئة في التاريخ”.
الجدير بالذكر أن مجموعة شركات بن عويضة تعتبر من أبرز الشركات العائلية في الإمارات ودول التعاون الخليجي وقد تم تأسيسها على يد سعادة راشد بن عويضة القبيسي في عام 1958 م. واليوم ، تضم المجموعة العملاقة حوالي 60 شركة تجارية و 10000 موظف. وكان للوالد راشد بن عويضة أيضاً يد في إنشاء بنكين إماراتيين ،هما التجاري الدولي (CIB) وبنك دبي الإسلامي ، كما أسس بنك أبوظبي الأول ، الذي يعتبر اليوم أكبر بنك في الإمارات العربية المتحدة من حيث الأصول ، برأسمال يبلغ 223 مليار دولار أمريكي ، طبقا لآخر بيانات مالية في نهاية السنة الماضية. وتفيد شركة (ماركت اسكرينر) للبيانات أن حصة الإبن زايد بن عويضة الشخصية البالغة 22 في المائة في البنك التجاري الدولي بدبي تبلغ قيمتها ما لا يقل عن 67.6 مليون دولار أمريكي.
وفي عام 1988 ، قامت الشركة العائلية ، مؤسسة بن عويضة كوربوريشن القابضة ، بتأسيس مجموعة أبوظبي للاستثمار (ADIG) ، برأس مال قدره مليار درهم (272 مليون دولار أمريكي). وتعمل الآن من مقرها الرئيسي بدبي تحت إشراف وإدارة سعادة زايد راشد بن عويضة بن عويضة الرئيس التنفيذي للمجموعة .
مما يجدر ذكره أن الإمارات العربية المتحدة تعمل بنشاط على الترويج لمراكز التكنولوجيا المالية في مركز دبي المالي العالمي (DIFC) ، والمعروف باسم Fintech Hive ، وسوق أبوظبي العالمي (ADGM) ، المسمى Hub 71.
ويبلغ إجمالي تمويل حكومة الشرق الأوسط للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية اليوم أقل بقليل من 2.5 مليار دولار أمريكي ، وفقًا لما ذكره مركز أبحاث دبي ، 43 في المائة منه بالمملكة العربية السعودية و 31 في المائة بالإمارات العربية المتحدة. ومعظم هذه الأرقام هو رأس المال الأولي للشركات الناشئة ، ومن المرجح أن تكون للرغبة في الاستثمار بهذا المجال كبيرة في مرحلة لاحقة ، بالنظر إلى فرص النجاح المتوقعة.