The53rd Eid Al Etihad Logo
أخبار عربية ودولية

أطماع عثمانية تتكرر في الشمال السوري

بقلم : لورين درويش

سراقب، خان شيخون، حارم ومعرة النعمان …مدن سورية لم يغب ذكرها يوما على مسمع السوريين في السنوات الأخيرة ، إذ يترصد الشارع السوري يوميا مصير ادلب بعد احتلال تركيا لمعظم أجزائها .
لماذا اختارت تركيا إدلب ؟ سؤال طرحه الواقع الميداني الذي بات اليوم واضحا أمام الجميع ، فبعد أن رأت تركيا في إدلب منصة لإثبات وجودها في سوريا استطاعت تحويلها إلى بؤرة اعتمدت عليها تركيا للمساومة مع القوى الأخرى في تلك المنطقة.

الأطماع العثمانية تتجدد مرة أخرى والتاريخ يعيد نفسه وما هي الإجراءات التركية التعسفية بحق الشعب السوري إلا أحقاد ونوايا تحملها تركيا من أكثر من أربعة قرون .
إذ لم تكتف تركيا في السنوات الأخيرة الماضية بالحرب العسكرية التي شنتها ضد سوريا ونرى أن هناك تحول إضافي في مسعاها لتضييق الخناق حول الجانب السوري.
تجسد هذا التحول في محاربة الاقتصاد السوري بعد أن فرضت التعامل بالليرة التركية في المناطق التي تخضع تحت سيطرتها وقامت بدفع الرواتب لأفرادها المسلحين بالليرة التركية لتفقد الليرة السورية جزء من قيمتها بعد هذا الإجراء الذي جاء أيضا بالتزامن مع ما يسمى قانون قيصر .

في بداية الأمر رحب بعض الأهالي في إدلب و أجزاء من الشمال السوري بإجراءات الدولة التركية باعتقادهم آنذاك أن تركيا هي المخلص والملاذ الآمن وكان هناك إقبال على شراء العملة التركية وتصديق ما سمي بإنعاش أسواق إدلب والشمال .
إلا أن الأهالي لم تعتد على استخدام الليرة التركية ويبدو أن هناك تخوف من مصير مجهول ينتظرهم ،ففي الآونة الأخيرة صدرت تصريحات تابعة لأهالي الشمال السوري مفادها انهم لن يقبلوا بالتعامل بالليرة التركية في عمليات الشراء ويطالبون الحكومة السورية بالتدخل السريع لإيقاف شبح الجوع الذي يهددهم بعد أن ذاقوا كل الألم و العذاب في السنوات السابقة ..

تأتي هذه المطالبات في إطار تجديد الثقة بالحكومة السورية وكشف المزاعم التركية التي يحيكها أردوغان لتحقيق أطماع أجداده ، فاليوم انقلب السحر على الساحر ولم يعد أردوغان بالنسبة لأهالي الشمال السوري ذاك البطل الأسطوري وما هو إلا بطل خرافي أجاد التمثيل ليصنع دراما تركية أخرى لكنها لم تنجح هذه المرة.
تعتبر هذه الصحوة لأهالي الشمال السوري خطوة هامة في سبيل إعادة الوحدة الوطنية بين الشعب السوري على امتداد الدولة السورية وإن كانت هذه الوحدة هي وحدة المواقف والشعور الوطني إلا أن السوريين يعتبرونها الخطوة الأولى لتكاتف جميع أبناء الشعب السوري لاستعادة سوريا دولة موحدة و مستقلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى