دور الوعي بأهمية الفحوصات الطبية الدورية في معالجة أمراض نقص المناعة الأولية

بقلم : توبي شيبارد

يقصد بأمراض نقص المناعة الأولية الأمراض التي تتضمن غياب أو خلل أحد مكونات الجهاز المناعي في الجسم، وتضم هذه الأمراض ما يزيد عن 400 مرض واضطراب صحي . تجعل هذه الأمراض المصابين أكثر عرضةً لتأثير الجراثيم والفيروسات والعوامل المسببة للأمراض، مثل التهاب الجلد والالتهابات الرئوية والتهابات الأمعاء وغيرها، والتي غالباً ما تكون مزمنة وتترك تداعيات خطيرة. ولا بد من إجراء الفحوصات الطبية بانتظام للكشف عن هذه المضاعفات وعلاجها في وقت مبكر، حيث يمكن لأمراض نقص المناعة الأولية أن تظهر عند أي مرحلة عمرية، إلا أن الأشكال الأشد خطورة أكثر شيوعاً عند الرضَّع أو في الطفولة المبكرة.
ولا شك أن برامج مثل الأسبوع العالمي لنقص المناعة الأولية تساعد على رفع معدلات الوعي، إلا أن الأمر يتطلب اتخاذ خطوات أسرع في هذا المجال في حال أردنا رؤية نتائج. ولسوء الحظ، لا يحصل غالبية المصابين بنقص المناعة الأولية على التشخيص الصحيح، وقد تمر حالتهم دون تشخيص، كما أن احتمالات الخطأ في التشخيص عالية.
وعادةً ما تظهر أمراض نقص المناعة الأولية على شكل التهابات مع مجموعة متنوعة من الأعراض والعلامات السريرية، ويحدث أن يعالج الأطباء الالتهابات بدون الانتباه للأسباب المرضية الكامنة. ، ما قد يؤدي إلى تكرار الالتهابات و تدهور الحالة الصحية الذى قد يصل الى الإعاقة البدنية والتأثير على أعضاء الجسم وحتى الموت
وتشير التقديرات العالمية إلى أن أعداد المصابين المحتملين بنقص المناعة الأولية قد يصل إلى 6 مليون مصاب، في حين لم يتم تشخيص سوى 650 ألف حالة في جميع أنحاء العالم . ويُعتبر الكشف المبكّر في غاية الأهمية، نظراً لأن تشخيص أمراض نقص المناعة الأولية يمكن أن يكون تحدياً بحد ذاته، حيث تُظهر الدراسات بأنه يمكن أن يستغرق التشخيص الدقيق 12 سنة عند بعض المرضى، ويرجع سبب ذلك إلى ظهور هذه الاضطرابات على شكل التهابات عادية مزمنة ومتكررة في غالب الأحيان.
تنبع أهمية التشخيص المبكر من أن غالبية هذه الأمراض قابلة للعلاج بمجرد تشخيصها.
وتركز تاكيدا على تقديم رعاية ذكية مدى الحياة للمرضى المصابين بأمراض نقص المناعة الأولية، حيث تقدم الشركة أوسع مجموعة من الغلوبولينات المناعية في العالم، إلى جانب خدمات الرعاية الصحية التي تختصر الوقت اللازم للتشخيص ومراقبة المرض ودعم الأشخاص خلال رحلة علاجهم من نقص المناعة الأولية.
ومن الواضح أن فيروس كورونا المستجد (مرض كوفيد-19) يلقي بتداعياته على الجميع في مختلف أنحاء العالم، وخلال هذه الأوقات العصيبة التي تهدد الكثير من الأشخاص، يتعرض المصابون بنقص المناعة الأولية إلى مستويات أعلى من خطر الإصابة بالفيروس، نظراً لضعف مناعتهم في مواجهة هذا المرض والأمراض المعدية الأخرى.
لا بد في مواجهة أمراض نقص المناعة الأولية من التعاون والعمل المشترك بين جميع الجهات المعنية. إذ يجب على قادة العالم التعاون لإطلاق حملات توعية على أوسع نطاق ممكن لتعريف المجتمعات المحلية بهذا المرض. كما نحتاج بالطبع إلى اتخاذ إجراءات وقائية واحترازية إضافية لضمان إيجاد بيئة أكثر أماناً لمرضى نقص المناعة الأولية.