كازاخستان تبدأ استراتيجية جديدة لمكافحة “كورونا” وتعترف بقصور بعض الدوائر
تدابير خاصة لتحفيز ودعم الاقتصاد الوطني
دبي-الوحدة:
بدأت الحكومة الكازاخية في تفعيل استراتيجية جديدة لمكافحة وباء كورونا COVID-19 وحماية السكان من تبعاته وانتكاساته صحيا واقتصاديا، وأوضح بيان وزارة الخارجية الكازاخية بإن بلادها، تمر بفترة صعبة ولا تخفي تحدياتها ومشاكلها الفردية، وأنه يتم حاليا معالجة كافة أوجه الخلل في التعامل مع مهمة مكافحة الوباء وتصحيح الأخطاء والتكيف مع الاتجاهات الجديدة.
وتطرق بيان الوزارة إلى الهجمة الإعلامية التي تعرضت لها كازاخستان من وسائل الإعلام الأجنبية بخصوص تداعيات وباء كورونا، مؤكدة بأن سبب ذلك هو المبالغة وسوء الفهم للوضع الصحي الحقيقي في كازاخستان. وقال البيان، إنه وفي إطار مفهوم “دولة الاستماع”، اتخذت الحكومة الكازاخية تدابير فورية استجابة لطلبات المجتمع الكازاخستاني، وذلك في أعقاب انتقادات وشكاوى السكان عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي من ممارسات بعض الدوائر وطرق تعاملها مع أزمات وباء كورونا.
ومن جانبه انتقد الرئيس الكازاخي قاسم جومات توكاييف علنا القصور في عمل عدد من هيئات الحكومة المركزية والسلطات المحلية في مناطق كازاخستان، وحدوث الأخطاء الناجمة عن التعامل مع الوباء، ووضع حداً للجدل الدائر والشكوك حول إحصائيات زيادة حالات الإصابة بالمرض، مشيرا إلى أن جميع الإحصاءات في كازاخستان شفافة للغاية، وأن المعلومات المضللة المختلفة تهدف إلى زعزعة الوضع.
وحدد الرئيس بعد عناصر الاستراتيجية الجديدة، حيث قامت الحكومة باستبدال الإدارة العليا في نظام الرعاية الصحية، وتم تعيين رئيس جديد من ذوي الخبرة في وزارة الصحة، كما تم منح هيئة الدولة سلطات أوسع للتنسيق بين الوكالات في مجال مكافحة الوباء، وأيضا فقد غيرت القيادة الجديدة لوزارة الصحة منهجية إحصاء المرضى المصابين بالفيروس التاجي.
وأوضح الرئيس توكاييف بأن الإدارة الجديدة بوزارة الصحة تعكف حاليًا على إعداد بروتوكول محدث لعلاج فيروس التاجي، مع مراعاة تفشي الالتهاب الرئوي الناجم عن الإصابة بالفيروس التاجي. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الإدارة الجديدة في الوزارة بإعداد حزمة من الإجراءات لحماية السكان من COVID-19، والتي تقوم على الخبرة الفعالة للدول التي تمكنت بالفعل من إدارة الوباء والتي لديها إمكانات طبية جيدة، وعلى سبيل المثال، تعمل حاليًا مجموعة من عشرات الأطباء من روسيا في البلاد، والذين يشاركون خبراتهم في علاج الفيروس مع زملائهم في كازاخستان.
وأصدر الرئيس توكاييف تعليمات بتغيير قيادة منظمتين مسؤولتين عن توزيع الأدوية ووصول الجمهور إلى الخدمات الطبية، وخاصة قيادة صندوق التأمين الصحي الإلزامي، كما تغيرت قيادة SK Pharmacia، وهي منظمة حكومية توزع الأدوية في جميع مناطق البلاد.
وحدد الرئيس توكاييف مهمة إنشاء الاحتياطي اللازم للأدوية والأجهزة الطبية، حيث تم إقرار شراء أكثر من 4000 جهاز تهوية في حالة أسوأ سيناريو لتطور الفيروس التاجي، وأكثر من 3000 وحدة من الشركات المصنعة المحلية، فيما سيتم بدءًا من أغسطس، انتاج 595 وحدة مراوح، مخصصة إلى مؤسسات الرعاية الصحية.
وأوضح بيان وزارة الخارجية الكازاخية بأنه تم البدء في اعداد حزمة من التدابير لتحفيز الاقتصاد الوطني بسبب تراجع النشاط التجاري، حيث تقوم الحكومة والبنك الوطني بوضع خطة عمل لدعم قطاعات الاقتصاد والسكان في حالة تفاقم الوضع المحتمل، فيما سيتم زيادة كفاءة إيرادات الميزانية، من أجل خلق بيئة مستقرة لجذب الاستثمارات المباشرة، وتقديم التعديلات اللازمة على التشريع إلى برلمان كازاخستان لضمان الاستقرار في الحفاظ على الظروف للمستثمرين الاستراتيجيين. كما ستقدم الدولة مساعدة مالية للمنتجات الغذائية لفئات معينة من السكان، بالإضافة إلى تقديم مدفوعات اجتماعية في حالة انخفاض الأرباح.
وأكد البيان الحكومي نظام الرعاية الصحية الوطني يخضع لاختبار شديد، وأن الأطباء والمستشفيات والبنية التحتية العامة ونظام توزيع الأدوية تعمل الآن بأقصى طاقتها ويتعرضون لضغوط هائلة، فيما يعاني كل من المواطنين والأطباء، الذين هم في الخطوط الأمامية للقتال، من المرض، كما هو الحال في العالم كله، مؤكدا حصول خسائر بشرية في كازاخستان.
واعترف البيان بتسجيل أكثر من 61000 حالة مرضية، منها 375 حالة وفاة، فيما تحتل كازاخستان وفقًا لتصنيف جامعة جون هوبكنز الأمريكية المرتبة 31 في العالم من حيث معدل انتشار المرض (https://coronavirus.jhu.edu/map.html).