صحة وتغذية

الوقاية من أمراض القلب من العوامل بالغة الأهمية للمرضى في الإمارات

التمارين الرياضية تحد من خطر الإصابة بمرض القلب التاجي بنسبة 30%

بقلم: الدكتور هاني صبّور

تعد الأمراض القلبية واحدة من أهم 10 أسباب للوفاة والعجز على مستوى العالم. وعلى الرغم من الانخفاض الملحوظ في أعداد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب و الأوعية الدموية خلال العقود الماضية، إلا أن عدد الأشخاص الذي لديهم عوامل خطر الإصابة بهذه الأمراض قد زاد بشكل مضطرد. وعلى ضوء ذلك يجب بذل المزيد من الجهود لتطوير آليات الوقاية والتشخيص والعلاج.
ومن المهم نشر الوعي حول القضايا المتعلقة بالصحة وذلك بهدف جعل الرعاية الصحية متاحة للجميع. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، تلقي أمراض القلب والأوعية الدموية بظلالها على الدولة بكونها واحدة من أبرز أسباب الوفاة، وهي تتسبب بما معدله 40% من حالات الوفاة . فقد أظهر تقرير منظمة الصحة العالمية أن ما يصل حتى 50% من الأفراد الذين يموتون بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في بعض دول الخليج هم بأعمار تقل عن 60 سنة، وذلك نتيجةً لعوامل خطر مختلفة مثل التدخين، التغذية غير الصحية والافتقار للنشاط البدني.

يجب على البالغين الذين تتراوح أعمارهم من 40 إلى 75 عامًا – والذين يتم تقييمهم للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية- الخضوع لتقدير مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين لمدة 10 سنوات وإجراء مناقشة بين الأطباء والمرضى قبل البدء في العلاج الدوائي ، مثل العلاج الخافض لضغط الدم ، العلاج الخافض للكوليسترول، أو حمض أسيتيل الساليسيليك. يعد العلاج الخافض للكوليسترول هو الخط الأول للوقاية الأولية من أمراض القلب في المرضى الذين يعانون من ارتفاع مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (أكثر من 190 مجم / ديسيلتر) والذين ثبت أنهم في خطر كافٍ بعد مناقشة المخاطر بين الطبيب والمريض. كما يمكن اعتبار حمض أسيتيل الساليسيليك بجرعة منخفضة للوقاية الأولية من أمراض القلب بين البالغين المختارين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 70 عامًا بعد مناقشة المخاطر بين الطبيب والمريض.13 هذا ويعتبر حمض الأسيتيل ساليسيليك الذي يتسبب في زيادة سيولة الدم- إجراءً وقائياً يساعد على التقليل من خطر الإصابة بالحالات الخطيرة من أمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، حيث يمكن استخدامه كوسيلة وقاية ثانوية لدى الأفراد الذين أصيبوا سابقاً بنوبة قلبية أو سكتة دماغية للوقاية من حصولها مرة أخرى.

في غياب أي تغييرات ملحوظة في عوامل الخطر المتعلقة بنمط الحياة على مستوى السكان في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن معدلات أمراض القلب و الأوعية الدموية من المرجح أن تزداد مع تقدم أعمار الشباب. وبهذا السياق، وضعت حكومة الإمارات رؤية 2021 للوصول إلى نظام رعاية صحية بمستوى عالمي يهدف إلى خفض الأمراض المتعلقة بنمط الحياة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، مع ضمان حياة أطول وأكثر صحة لمواطنيها.

وتبقى الوقاية من العوامل الرئيسية التي تساعد على خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فقد أشارت الدراسات إلى أن التمارين الرياضية المعتدلة لمدة تزيد عن 150 دقيقة أسبوعياً يمكنها المساعدة في الحد من خطر الإصابة بمرض القلب التاجي بنسبة تصل حتى 30%، بينما تساهم بعض العوامل الأخرى مثل الإقلاع عن التدخين واتباع نظام غذائي متوازن وصحي في تجنّب الإصابة.

وعلى هذا الأساس، هناك حاجة قوية لتعزيز مستوى الوعي حول الانتشار الكبير لأمراض القلب والأوعية الدموية وعوامل الخطر المتعلقة بها، وذلك من خلال البرامج التعليمية والتثقيفية حول التغذية وتبني نمط حياة أكثر صحة. العديد من المبادرات تسلط الضوء على أهمية الطب الوقائي وتسعى لتطوير نمط الحياة المتعلق بأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وذلك لضمان حياة أطول وأكثر صحة لسكان الإمارات ضمن بيئة مستدامة وآمنة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى