أخبار الوطن

“بيئة أبوظبي” تعيد تأهيل الموائل الطبيعية الجبلية في “متنزه جبل حفيت”

وام / بدأت هيئة البيئة – أبوظبي بإعادة تأهيل الموائل الطبيعية الجبلية في متنزه جبل حفيت الوطني وزراعة أنواع نباتية محلية من أشجار الغضف والشوع والخنصور والتي تعتبر من الأنواع المهددة والمتناقصة ضمن بيئاتها الطبيعية المحصورة في جبل حفيت.

وقد تمت زراعة الأنواع الثلاثة من هذه النباتات البرية ضمن أحد الأودية في محمية متنزه جبل حفيت الوطني حيث تم زراعة 55 شجيرة غضف و30 شجيرة شوع و30 شجيرة من نبات الخنصور والتي ستتم رعايتها حتى نهاية العام ثم سيتم إيقاف رعايتها بعد التأكد من تأقلمها مع الاستمرار بتقييمها ومراقبتها بشكل مستمر للتعرف على مدى نجاحها ونموها.

ويعتبر “الغضف” – الذي يعرف أيضا بالنخيل القزم – من الأنواع النادرة حيث يوجد منه في الحالة البرية في إمارة أبوظبي نبات واحد فقط في أحد الأودية الجانبية المرتفعة في جبل حفيت مما يجعله النوع النباتي الأكثر ندرة وتهديدا في الإمارة في حين أنه يتواجد في بعض الإمارات الأخرى ضمن مناطق وادي الحلو وحتا وقد جرت في السابق عدة محاولات لإكثاره إلا أن الصعوبة كانت بتوفر البذور حيث تتغذى عليها الطيور والحيوانات البرية الأخرى قبل نضجها الأمر الذي أدى إلى إجراء محاولات عديدة للحصول على الثمار الناضجة خاصة أن هذا النوع ينمو ضمن الجبال يصعب الوصول إليه الأمر الذي يصعب من عملية الجمع.

وتم جمع مجموعات من البذور وإكثارها والوصول إلى ما يقرب من 100 شتلة من النخيل القزم المحلي في المشتل الذي تديره الهيئة في منطقة الظفرة والمتخصص بإكثار النباتات المحلية البرية والذي يضم ما يقرب من 60 نوعا من أنواع النباتات المحلية.

ويعتبر مشتل بينونة التابع لهيئة البيئة – أبوظبي الأكثر تخصصاً في إنتاج مجموعات مختلفة من النباتات المحلية كما يحتوي على مجموعات وعينات من البذور لما يقرب من 68 نوعا محليا منها العديد من الأنواع النادرة والمهددة .. هذا وتبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية للمشتل ما يقرب من 380 ألف شتلة سنوياً.

وقال أحمد الهاشمي المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بالهيئة: “يعتبر متنزه جبل حفيت الوطني المحمية الوحيدة ضمن شبكة زايد للمحميات الطبيعية التي تديرها الهيئة وتغطي البيئات الجبلية في إمارة أبوظبي والمتمثلة في جبل حفيت والتي تم الإعلان عنها بموجب مرسوم أميري في ديسمبر من العام 2017″.

وأضاف :” أنه وبالرغم من مساحتها الصغيرة إلا أنها تعتبر غنية بالتنوع البيولوجي بمختلف أنواعه وقد تم تسجيل 170 نوعاً نباتياً في جبل حفيت مما يشكل أكثر من 40 % من مجموع الأنواع النباتية المسجلة في إمارة أبوظبي ووحده وادي طربات الذي يعبر أكبر وأطول وديان جبل حفيت، يضم 95 نوعاً من النباتات بما في ذلك السدر كما ينمو في وداي طربات شجرة “القفص” والتي تمثل أهمية خاصة في مجال المحافظة على الأنواع حيث يوجد منها أعداد قليلة تنمو فقط في دولة الإمارات فضلا عن اننشارها في أماكن أخرى قليلة من جبل حفيت”.

وأكد : ” أنه لكونها البيئة الجبلية الوحيدة في الإمارة، فكانت عمليات إعادة التأهيل ضرورة ملحة حيث تأوي المحمية مجموعة كبيرة من الأنواع النادرة والموائل الطبيعية والتي لا يمكنها أن تعيش في الصحراء المحيطة به لذا يجب علينا حمايتها لضمان قيمتها الثقافية والبيئية للأجيال الحالية والمستقبلية”.

وأشار الهاشمي :” إلى أن عملية إعادة التأهيل المتمثلة بزراعة الأنواع الثلاثة تعتبر جزءا من عملية أكبر تم البدء بها لإعادة تأهيل وزراعة شجيرات السمر ضمن المناطق منخفضة الارتفاع من المحمية وسيتم اختيار مواقع أخرى ضمن المحمية وإعادة تأهيلها بالنباتات المحلية فقط لتعزيز هذا النوع من الموائل وتدعيم الأشكال المختلفة من التنوع البيولوجي فيه”.

ويشار إلى أن جميع أعمال إكثار وصون وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية تتم بواسطة الكوادر والخبرات المحلية المتوفرة لدى هيئة البيئة – أبوظبي.

وام/هدى رجب/دينا عمر
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى