عالم ما بعد كوفيد-19 سيحتاج إلى استراتيجيات جديدة
استقبل العالم عقدًا جديدًا بآمال كبيرة وإقبال واسع على التكنولوجيا التي أتاحت فرصًا كبيرة وواعدة للشركات في كل مكان. وفي الوقت الذي كان كوفيد-19 على وشك الانتشار عبر حدود الصين لينتقل من بعدها إلى العالم بلمح البصر ويترك أثرًا هائلًا وغير مسبوق في تاريخ الإعلام المعاصر والإنترنت. فقد تركت الجائحة أثرًا على قطاعات لم تتعرض من قبل للتأثر بهذا الشكل المشترك وعلى نطاق عالمي، ومنها الرعاية الصحية والتنقل والاقتصاد. وفي الوقت الذي تبدأ فيه دول العالم بدراسة إعادة الانفتاح من جديد، كان لا بد من تقييم الأزمة وتحديد ممارسات الأعمال التي ستسود قطاعات الأعمال والعالم أجمع في حقبة ما بعد فيروس كورونا.
سيحتاج عالم ما بعد كوفيد-19 إلى استراتيجيات جديدة، لأن العالم سيكون وحدة واحدة وجديدة – فقد تمكن البشر من تخفيف أثر الفيروس من خلال التكنولوجيا ولكن جزءًا كبيرًا من العالم لا يزال متأخرًا للغاية من الناحية التقنية مما أدى إلى دمار العديد من الشركات وإفلاس الكثير من الأشخاص وعدم القدرة على إدامة ظروف الحياة الكريمة. وبالتالي، تقترح الاستراتيجيات مقاربات جديدة لممارسة الأعمال.
وجدت العديد من الشركات نفسها مهددة بسبب عقبات الاتصال التي فرضتها الأنظمة الحكومية الصارمة للعمل عن بعد. واليوم، لا بد لتلك الشركات من تقييم نهج التحول الرقمي، والذي تتم فيه عمليات الأعمال بالضرورة من خلال البنية السحابية الرقمية والتي تمكن من الوصول إليها من أي مكان. تمكنت الشركات الكبرى ذات الفروع المتعددة في مختلف المواقع من إنجاز ذلك قبل سنوات، ولكن التحول الرقمي ينطوي على كثير من المزايا التي تساعد في خفض التكاليف وتقليل المجهود البشري، وهذه هي الحلول التي تتطلع إليها شركات القطاع الخاص لتنفيذها.
من أكثر الممارسات البشرية شيوعًا خلال فترة الحظر والإغلاق ما قام به الناس من شراء مفرط للسلع وتكديسها، وهو رد فعل طبيعي بالنظر إلى الهلع المرتبط بهذا الحدث غير المسبوق. درست الاستراتيجيات كلاً من القطاعات التي لم تتأثر ماليًا بالجائحة وتلك التي كانت ذات أهمية بالغة في هذه الفترة، حيث يكشف مخطط «?ن» أن القطاع الزراعي هو ذلك القطاع الذي وفر الغذاء – الأولوية الأهم للعالم في تلك المرحلة – مما قد يجعله قطاع المستقبل إلى جانب التكنولوجيا وخدمات الأعمال المرموقة.
ساهمت مركزية سلسلة التوريد في اعتماد العالم على الصين، ولكن فيروس كورونا سيلهم ظهور المصنّعين الجدد. بالطبع لن يعني ذلك أن تحل جهة ما محل الصين كقوة اقتصادية ولكنه سيخلق بالتأكيد فرصاً جديدة للأعمال.
سادت أزمة الرعاية الصحية أنحاء العالم، حيث لم تكن نظم الرعاية الصحية جاهزة للأعداد الكبيرة من المرضى الذين ارتادوا المستشفيات في كل مكان، وبخاصة في سياق الذعر الذي ساد العالم. وأصبحت مرافق الأبحاث تقود قطاع الرعاية الصحية بالتركيز على الوقاية بدلًا من العلاج، بينما ستلعب العوامل السياسية دورًا في منع انتشار الفيروس وفرض الإغلاق المبكر وحظر السفر – إلا أنه لا بد من تمكين نظام الرعاية الصحية على كل حال. ويشير ذلك إلى أن الشركات الجديدة التي ستقدم خدماتها لنظام الرعاية الصحية ستحقق أرباحًا مرتفعة بفضل ارتفاع الطلب.