مرئيات

” دبي كانفس “: فنانو الرسم الثلاثي الابعاد ينطلقون بابداعاتهم

وام/ تستضيف النسخة الخامسة من مهرجان “دبي كانفس”، الذي ينظمه “براند دبي”، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي بالشراكة مع “مِراس”، مجموعة من أبرز الفنانين المتخصصين في الرسم ثلاثي الأبعاد لعرض إبداعاتهم أمام الجمهور خلال الحدث الممتد إلى 31 أغسطس الجاري في المساحات الداخلية لمنطقة “سيتي ووك” والتي تعد من مناطق الجذب المهمة في دبي.

وتستلهم الأعمال التشكيلية ثلاثية الأبعاد في دورة هذا العام فكر دبي المستشرف للمستقبل، تماشياً مع روح المهرجان الذي اعتمد منذ انطلاقته على فكرة تبنّي الأعمال الفريدة والتعريف بأنماط فنية جديدة لم تكن معهودة من قبل في المنطقة العربية على نطاق واسع، كما تعتمد نوعية الفنون التي يحرص المهرجان على استقطابها في المقام الأول على مدى إبداع الفنان وقدرته على ربط العمل الفني بالبيئة المحيطة ليظهرا وكأنهما عنصران متكاملان في إطار واحد يحفز مخيلة المتلقي ويذكي ملكات الإبداع داخله.

ويأتي في مقدمة المشاركين في نسخة المهرجان للعام 2020، الفنان الاسباني خواندريس فيرا، الذي يعد واحداً من الرواد العالميين لفن الرسم ثلاثي الأبعاد، حيث تعرض لوحاته في المعارض الفنية والمتاحف في مختلف أنحاء العالم، وتتميز أعماله بدرجة عالية من الدقة والامتزاج مع المكان وتشجيع المتابع على التوقف والتأمل في لحظة من الدهشة والانبهار. بدأ “فيرا” مسيرته المهنية بدراسة الفن الواقعي، ومن ثم تحول إلى فن الرسم ثلاثي الأبعاد معتمداً على محصلته الأكاديمية وقدرته الفريدة على اختيار الزوايا المثالية لكل عمل.

كما قدّم سلسلة من اللوحات المستوحاة من وسائل النقل العامة تميزت بطلاء الأكريليك على الفينيل، وعرضت أعماله في مدن مثل مونتيري المكسيكية، والعاصمة الفرنسية باريس ومدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، كما نال عدة جوائز عن مشاريع الفن الحضري على كل من الجداريات المؤقتة والدائمة التي تحمل لوحات ثلاثية الأبعاد في أماكن مختلفة حول العالم منها: الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وتايلاند.

حدود السماء.

ويشارك فيرا ضمن الدورة الخامسة لمهرجان “دبي كانفس”، بمجموعة من اللوحات الثلاثية الأبعاد، منها لوحة عنوانها “تعال حلق معي”، تماشياً مع مفهوم “السفر عبر الفن”، الذي يُسلّط المهرجان في دورة هذا العام الضوء على أشكال فنية تعبر عنه بأسلوب إبداعي مستوحى من بيئة دبي ودولة الإمارات وأهم إنجازاتها في مجال السفر ونجاحها في إطلاق أول مسبار فضائي عربي لاكتشاف المريخ، كمصدر لإلهام الزوار في وقت اضطر فيه معظم الناس حول العالم إلى تأجيل خطط السفر لقضاء إجازة الصيف، بسبب تداعيات أزمة كوفيد-19.

ويقول فيرا في هذا السياق: “منذ نشأته الاولى، والإنسان في رحلة، بدايتها كانت مع التأقلم من أجل البقاء، وصولاً إلى اكتشاف أسلوب حياة لمن يتمتعون بروح الاستكشاف والمغامرة، وبفضل التكنولوجيا أصبح بمقدورنا السفر لمسافات طويلة في ظرف ساعات فقط، ولكن مع كل قدرات كبيرة تأتي مسؤوليات كبيرة، واليوم أكثر من أي وقت مضى نعي قيمة هذا الأمر”، مشيراً إلى أن لوحته “تعال حلق معي”، هي انعكاس لقدرة الإنسان على التخيل والتأقلم، ودعوة مفتوحة لعدم ربط الطموح بحدود الأرض، لأن السماء تتسع للجميع للطيران بأحلامهم وطموحاتهم.

رسائل بصرية.

وتقدم الفنانة الإماراتية مهرة الفلاحي، لوحة فنية ثلاثية الأبعاد عبارة عن طائرة ورقية بامكانها أن تطير بمخيلة زوار المهرجان من دبي إلى أي مكان قد يرغبون به. وتعتبر هذه المشاركة الثانية للفنانة الشابة مهرة الفلاحي في “دبي كانفس” ضمن المساحة الواسعة التي يفردها المهرجان للفنانين الإماراتيين. يتميز أسلوب الفلاحي، وهي خريجة كلية الفنون الجميلة والتصميم بجامعة الشارقة، باستخدامها خامات مبتكرة في أعمالها، فيما تسعى إلى استكشاف عالم مثالي من خلال توظيف الأقمشة في أعمالها الفنية، كما قدمت عدداً من ورش العمل الفنية في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في أبوظبي ودبي.

وتقول الفلاحي في هذا السياق: قد يكون السفر صعباً في الوقت الحالي، لكن تخيل انه بمقدرتك السفر إلى كل الاماكن التي ترغب في زيارتها حول العالم فقط من خلال كتابتها على ورقة ومن ثم تركب “الطائرة الورقية” وتحلّق بعيداً، أين ستأخذك مخيلتك؟ ماهي الطوابع التي ستضيفها الى طائرتك؟.

وأعربت الفنانة عن تقديرها لمستوى الدعم والتشجيع للمبدعين الإمارتيين في دبي، ودولة الإمارات عموماً من جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” مؤكدة أن المهرجان أصبح اليوم من الفعاليات التي تحظى باهتمام فناني الرسم ثلاثي الأبعاد حول العالم، وأن هذه السمعة لم تكن لتتحقق لولا الرؤية التي تقف وراءه وتؤمن بقيمة الفن في تقديم رسالة إنسانية سامية هدفها التقريب بين الناس على أساس من الجمال والخير والسعادة.

محاكاة حلم الفضاء.

ومن ضمن الأشكال الفنية المتنوعة التي يسلط المهرجان الضوء عليها هذا العام، يقدم الفنان الإماراتي سقاف الهاشمي لوحة فنية ثلاثية الأبعاد تعانق الطموح الإماراتي باستشكاف الفضاء ورحلة مسبار الأمل إلى المريخ، وذلك بهدف اشباع حب استطلاع الزوار من خلال مهرجان فني يحلّق بزواره في فضاءات الفن المعاصر، استمراراً لرسالة “براند دبي” الذراع الابداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي والجهة المنظمة لمهرجان “دبي كانفس”، الساعية إلى أخذ الفنون الإبداعية إلى خارج جدران مواقعها التقليدية وتقريبها من الجمهور، في إطار ذي طابع عائلي ترفيهي شيّق يحفز الجمهور للاقتراب أكثر من الأشكال الإبداعية الفريدة والقوالب الفنية المميزة التي يختارها المهرجان.

وقد أبدع الهاشمي لوحة ثلاثية الأبعاد لصاروخ يتجه نحو الفضاء، تعبيراً عن الحلم الإماراتي الذي أصبح اليوم حقيقة مع انطلاق مسبار الأمل في رحلته نحو المريخ، حيث اعتاد سقاف على استلهام أعماله من الإنجازات المحلية والعادات الأصيلة لدولة الإمارات. كما تحضر التقاليد والتراث في جزء مهم من أعمال الفنان الإماراتي سقاف الهاشمي، عبر أدوات فنية تستحضر المشاعر والخيال في كل لوحة وفكرة، ليقدم بذلك نمطاً فنياً أصيلاً قادراً على رصد التحولات المجتمعية المحلية عبر ابتكار تجارب بصرية ممتعة وسرد قصة ذات طابع عالمي، يجعلها تبدو مألوفة وقريبة من أي شخص يشاهدها.

ويؤكد سقاف في هذا السياق، أن فنون الشارع تمثل قيمة كبيرة في رصيد أعماله الفنية والمشروعات الحيوية التي قدمها بالتعاون مع مبادرات “براند دبي”، بهدف المساهمة في تحويل دبي إلى متحف فني مفتوح. ويضيف أن تلك الأعمال المقدمة للجمهور في المناطق العامة تأتي ضمن المشروعات ذات التأثير الإيجابي الأكبر على مسيرته الفنية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى