إكسبو 2020 دبي يختار 20 مشروعاً إضافياً ضمن برنامج أفضل الممارسات العالمية

المشروعات المختارة بعناية تقدم حلولا ملموسة لبعض من أبرز التحديات العالمية.

 وام / أعلن إكسبو 2020 دبي عن المجموعة الثانية من مشروعات برنامج أفضل الممارسات العالمية، والتي تضم 20 مشروعا مبتكرا، بينها محطة نمر لمعالجة المياه المصاحبة لإنتاج النفط في سلطنة عمان، ومنصة تعليمية إماراتية تستعين بالذكاء الاصطناعي لتقديم تجارب تعليمية تناسب حاجة كل طالب، ومشروع بريطاني للحد من الصيد العَرَضي للكائنات البحرية.

وتنضم المجموعة الجديدة إلى باكورة المشروعات المختارة ضمن برنامج أفضل الممارسات العالمية في إكسبو 2020 دبي، والتي شملت 25 مشروعا، عرفت باسم القصص التي لم يرويها أحد، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي حتى الآن إلى 45 مشروعا، تقدم جميعها حلولا بسيطة لكن فعالة لبعض من أكبر التحديات العالمية، وفي مقدمتها ما يرتبط بأهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة سعيا لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع.

وفي إطار التزامه بتشجيع التغيير الإيجابي من خلال التعاون وتبادل الأفكار، يسعى إكسبو 2020 دبي من خلال برنامج أفضل الممارسات العالمية وعدد من المبادرات الأخرى إلى دعم الحلول المبتكرة للتحديات العالمية المعاصرة وتعزيزها من خلال حشد الطاقات المبدعة القادرة على تقديم هذه الحلول.

وقالت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة.. ” تحقق المشروعات العشرون المختارة بالفعل أثرا إيجابيا في حياة الناس، في الوقت الذي يواجه فيه الملايين من البشر تحديات مهمة.

ويؤكد برنامج أفضل الممارسات العالمية التزامنا الراسخ تجاه المشروعات التي يحتاجها العالم ويحقق تطلعاته ويعكس الجهود الواسعة التي تبذلها دولة الإمارات لإحداث التغيير الإيجابي في عدد من القضايا العالمية الرئيسية”.

وأضافت معاليها.. ” ستستفيد المشروعات المنضمة إلى البرنامج من منصة فريدة، ستسهّل تبادل المعرفة والتعاون الدولي، وستحقق الإلهام بالتحرك الجدي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما يتسق مع شعار – تواصل العقول وصُنع المستقبل -.

وسيوفر إكسبو 2020 دبي منصة متميزة لعرض هذه الحلول في إطار سعية لإلهام العالم بحلول مبتكرة والخروج بأفكار جديدة من خلال تعزيز التعاون، سعيا إلى بناء مستقبل أفضل للإنسانية. وسيكون للبرنامج مساحة عرض خاصة به في إكسبو 2020 دبي، بينما ستتلاقى أهداف التنمية المستدامة مع الحدث الدولي بالعديد من الطرق، من بينها في جناح الفرص، حيث سيستكشف الزوار كيف يمكن لإطلاق إمكانيات الأفراد والمجتمعات صنع مستقبل أكثر رخاء واستدامة لنا جميعا. ويسلط هذا الضوء على نسخ إكسبو الدولية كمنصة مميزة للإلهام من أجل التغيير ودفع الإنسانية نحو التقدم”.

من جانبه قال معالي ديميتري كيركِنتزس، الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض..” إكسبو الدولي هو بالأساس حدث تعليمي يُعنى بمشاركة المعرفة والوقوف على أحدث الابتكارات وأكثرها فائدة للجميع. ومن خلال تحقيق التجانس بين المنظور العملي لإكسبو وموضوعاته الأساسية، فإن برنامج أفضل الممارسات العالمية يهتم بتثقيف الزوار ويمنحهم الإلهام من خلال عرض حلول مجربة ويمكن نقلها على مستوى العالم”.

وأضاف إن من دواعي سرورنا أن نشهد اليوم اتساع رقعة أفضل الممارسات العالمية في إكسبو 2020 دبي، ونتطلع إلى استمرار نموها ونحن نمضي في طريقنا وتضامننا نحو مستقبل أفضل.

وقُدمت المجموعة الأولى من المشروعات وعددها 25 التي وقع عليها الاختيار العام الماضي 1175 مرة في 141 دولة في دليل قوي على أثرها المهم على مختلف جوانب الحياة في العالم.

ويعدّ مشروع محطة نمر لمعالجة المياه جنوبي سلطنة عمان أحد أكبر المشروعات المبتكرة الصديقة للبيئة في العالم، حيث يستخدم تقنية الأرض الرطبة لمعالجة المياه المصاحبة لإنتاج النفط بكميات كبيرة. وللمشروع أثر بيئي واقتصادي مهم، من حيث‪ ‬معالجته للمياه بتكلفة بسيطة وتعزيز إنتاج الخام مع خفض استهلاك الطاقة وتحقيق الاستدامة في إدارة المياه.

وقد أنتج المشروع أكثر من مليوني برميل من النفط الخام من المياه المصاحبة للإنتاج وبنى نظاما بيئيا مرنا في موقع كان صحراء قاحلة من قبل.

ومن بين المشروعات العشرين التي انضمت إلى برنامج أفضل الممارسات العالمية منصة ألف للتعليم، وهي منصة إماراتية توفر تجارب تعليمية مخصصة للطلاب، لتمكنهم من التعلُّم بالوتيرة التي يرغبون فيها في أي وقت وفي أي مكان. وتعتمد المنصة على الذكاء الاصطناعي لتقديم خيارات للطلاب حول الطريقة التي يفضلونها للتعلم. وإلى الآن، استفاد من المنصة أكثر من 60 ألف طالب في أكثر من 200 مدرسة في أنحاء دولة الإمارات، بالإضافة إلى ثلاث مدارس في الولايات المتحدة.

من جانبها قالت عائشة اليماحي، مستشارة مجلس إدارة ألف للتعليم.. “إكسبو 2020 دبي هو البوتقة التي تجمتع فيها أحدث التقنيات والابتكارات من أنحاء العالم. وتفخر ألف للتعليم بمشاركتها في إكسبو الدولي من خلال برنامج أفضل الممارسات العالمية، حيث نعرض أنظمتنا المبتكرة القائمة على الذكاء الاصطناعي، والتي ستُسهم في تشكيل ملامح مستقبل التعليم في أنحاء دولة الإمارات والعالم”.

أيضا من بين المشروعات، مشروع “سيفتي نت تكنولوجيز”، ومقره المملكة المتحدة. صمم المشروع نظاما لإنارة المياه العميقة يسمى “بايسيز” قادرا على الحد من الصيد العَرَضي للكائنات البحرية غير المرغوب في صيدها.

النظام المبتكر عبارة عن أجهزة تعمل بالبطاريات تُلحَق بشباك الصيد لجذب أنواع محددة من الأسماك وإبعاد الأنواع غير المرغوب فيها، بما يحقق الاستدامة في قطاع الصيد العالمي.

وبعكس المجموعة الأولى من المشروعات حين طُلب من أصحابها التقدم بطلبات للبرنامج حيث تولت الاختيار لجنة تحكيم خاصة، تم اختيار مشروعات المجموعة الثانية بواسطة فريق من برنامج أفضل الممارسات العالمية سعى بقوة للوصول إلى حلول ومبادرات ناجحة في خمس جوانب اهتم بها البرنامج، وهي: تقديم خدمة شاملة ومستدامة، وتأمين سبل العيش وتنمية المشروعات، والمساكن المرنة، وتنمية المجتمعات، وأمن المياه والغذاء والطاقة.

يذكر أن برنامج إكسبو 2020 تأسس لأفضل الممارسات العالمية في عام 2018 تحت شعار “خطوات بسيطة، قفزات كبيرة: حلول بسيطة لأثر مستدام”، على يقين بأن تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول الموعد النهائي المحدد في 2030 يتطلب حلولا محلية لضمان مشاركة الجميع. ويمثل برنامج أفضل الممارسات العالمية جزءا أصيلا في كل نسخة من نُسخ إكسبو الدولي ويتوافق مع الشعار الرئيسي لإكسبو 2020 دبي: “تواصل العقول وصنع المستقبل”.

ويتناول كل مشروع وقع عليه الاختيار أحد أهداف التنمية المستدامة، البالغ عددها 17 هدفا، بما في ذلك القضاء على الفقر، وتحسين جودة التعليم، وتحسين الوصول إلى فرص عمل ملائمة، والتنمية الاقتصادية، وتعزيز الطاقة النظيفة بأسعار مقبولة، والتصدي لظاهرة التغير المناخي.

كل هذه الحلول يمكن تبنيها وتكرارها وتغيير إطار تطبيقها في مختلف مجتمعات العالم وهو أمر يمثل خاصية أساسية في هذه البرامج.

وبرنامج أفضل الممارسات العالمية وغيره من برامج إكسبو المتخصصة، ضمن المبادرات التي يدعمها إكسبو 2020 دبي، والتي تشمل أسابيع متخصصة واحتفالات بأيام دولية من أجل تسليط الضوء على قضايا عالمية مثل تغير المناخ، والصحة والسلامة، وعدم المساواة، والتدهور البيئي، من بين مبادرات أخرى يدعمها إكسبو سعيا لترك بصمة إيجابية تتعلق بالهدف العالمي.