أخبار عربية ودولية

آل الأسد.. العائلة من الداخل..

بقلم:إبراهيم شير - كاتب وإعلامي سوري

ربما لا يوجد شخص على وجه الأرض بشكل عام وفي المنطقة بشكل خاص الا ويريد أن يعرف أدق التفاصيل عن عائلة الرئيس السوري بشار الأسد وخصوصاً كيف تربى وترعرع وعلاقته مع إخوته وكيف عاش في كنف والده الرئيس الراحل حافظ الأسد والعائلة التي نشأ فيها. وهذا الموضوع مادة دسمة ومهمة لاي شخص، لكن الكتابة فيه مثل حقل الألغام، لأنها مليئة بالمعلومات التي جلها مغلوطة وغير صحيحة، وهذا الفخ وقع واوقع نفسه فيه عن قصد الصحفي الاميركي من أصول لبنانية سام داغر، بكتابه حول الرئيس الأسد، الذي سوف اعتذر عن ذكر اسم الكتاب، فالبيوت تدخل من أبوابها وباب الكتاب هو عنوانه، وهذا العنوان هو كذب فما بالك بما داخله؟ داغر أورد معلومات كثيرة وكثيرة جداً عن العائلة لكن 98 في المئة منها كذب ومغلوطة.

داغر جهل أن في ثقافة العائلة السورية الأخ الكبير هو والد ثانٍ لإخوانه حتى لو كان الفرق بينهم عاماً، واحترامه من احترام والدهم، وعائلة الرئيس الراحل حافظ الأسد مثال صريح على ذلك ولم تخرج عن عادات وتقاليد المجتمع السوري في هذا الأمر تحديداً، وربما لم يقرأ المقابلة الصحفية للرئيس بشّار الأسد في عام 1995 وسوف أورد ما قال فيها حرفياً “الخط السياسي الذي وضعه الرئيس القائد هو الخط الذي سار عليه باسل وسنسير عليه جميعاً”. هذه الكلمات تدحَض ادّعاءات داغر حول العلاقة الشائكة بين الشهيد باسل والرئيس بشار.

اما بخصوص الظهور الإعلامي ولماذا لم يكن الرئيس بشار يظهر إعلامياً قبل استشهاد باسل، فالجواب سهل وهو يتبع عادات العائلات السورية بأن الابن الأكبر يمثل إخوته وعائلته ومن هم اصغر منه يبقون في ظله، مثلاً في الأعياد في سوريا الابن البكر هو الذي يقدم الطعام وهو الذي يتحدث الى جانب والده، أما إخوته فهم مستمعون، وهو الأمر نفسه نشاهده الآن في العلاقة بين الرئيس بشار واللواء ماهر، فالاخير لم نر له أي مقابلة تلفزيونية أو ظهور علني، والظهور الوحيد له كان في تشييع القائد حافظ الاسد، كتفا بكتف إلى جانب أخيه. إضافة إلى هذا الجميع شاهد قوّة وصلابة العلاقة بين الرئيس بشّار وأخيه اللواء ماهر، لأنها علاقة أسرية مبنية على احترام الكبير وتقديره بمثابة الأب، على عكس الكثير من أبناء الزعماء العرب مثل أبناء صدام حسين اللذان كانا دون أي ضوابط يعملان في العراق، لذلك إسقاط الواقع العربي على سوريا هو ضرب من الخيال وهو ما فشل فيه داغر.

داغر سرد روايات عديدة عن طريقة وفاة الشهيد باسل الأسد، لكن جميعها كانت بدون مصداقية أو دليل وشكك بكلمة شهيد التي نصف فيها الراحل باسل الأسد، والصحفي عندما يكتب عن واقع دولة ما يجب أن يعرفها من الداخل ويفهم دين وتركيبة وثقافة شعبها. الشعب السوري يعتمد صفة الشهيد لسبعة حالات وفاة ذكرهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه عندما قال: (الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد). وذهب أهل العلم إلى أن من صدمته سيارة أو انقلبت به سيارته ثم تحطمت عليه فمات أنه ملحق بشهيد الهدم المذكور في الحديث، وكذلك من احترقت به سيارته، أو غرق بها في نهر ونحوه. والشارع السوري يسمي أي شخص يتوفى في حادث سير أو عن طريق الغرق أو الحرق يسميه شهيد وهو أمر متعارف عليه عند السوريين، أنا مثلاً لدي ابن خالتي توفى في حادث سير وهو في عائلتنا نسميه شهيد، لذلك الشائعات التي أوردها داغر جميعها كانت سرد من خياله وخيال من أعطاه المعلومات وهي منشورة على الإنترنت ولا قيمة لها.

منذ اليوم الأول للحرب على سوريا وجميع وسائل الإعلام تتحدث عن الفساد فيها وأموال الرئيس بشار الأسد وعائلته في الخارج والأرصدة البنكية لهم والكثير من الإشاعات، ونحن اليوم بعد 9 سنوات من هذه الحرب، أين المليارات التي تحدثوا عنها في الإعلام المعارض؟ لماذا لم نرى دولة واحدة خرجت لتقول هذه هي أموال الرئيس الأسد وتمت مصادرتها؟

عائلة الرئيس بشار الأسد هي عائلة سورية بامتياز وبسيطة أيضاً ونشأ في عائلة بسيطة أيضاً، وسوف أورد قصة حدثني إياها أحد الأصدقاء وهو مقرب من العائلة، تقول بأن الرئيس حافظ الأسد رحمه الله، كان يصر على أن ينام ابناءه جميعاً في غرفة واحدة، حتى تتوطد بينهم العلاقة الأخوية.. ولإشباع رغبة الشارع السوري بمعرفة الكثير عن عائلة الرئيس حافظ الأسد سيكون هناك عمل إعلامي لي إن وفقني الله فيه سوف يثري ويغني الذاكرة والمجتمع السوري بتفاصيل دقيقة وحقيقية عن هذه العائلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى